((بسبب مسمار ضاعت حدوة الحصان، وبسبب حدوة الحصان ضاع الحصان، وبسبب الحصان ضاع الفارس)) - حكمة صينية -.
لن أناقش نسبة هروب الفتيات التي وصلت إلى معدلات مرتفعة، حيث تأتي في المنزلة الثانية بعد الجرائم الأخلاقية لدى النساء، ولن أناقش تصريح الاستشاري النفسي والأسري الدكتور "مسفر المليص" لجريدة الرياض في عددها الصادر يوم الأحد 29 يناير 2017م، حيث كشف أن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان استقبلت أكثر من (2000) شكوى خلال عام واحد، تتعلق بالعنف الأسري، وكان من بينها وقائع لهروب فتيات!!
ولن أناقش الجملة المعتاد نشرها عبر وسائل إعلامنا بأن هروب الفتيات ليس ظاهرة مع أن رئيس مركز التنمية الأسرية في الأحساء الدكتور خالد الحليبي أكد أن معدّل حالات هروب الفتيات في المملكة في تزايد، وأنه تم تسجيل (1400) حالة هروب في عام واحد كان ذلك عام 2014م.
ولن أناقش أسباب هروب الفتيات التي لطالما حددتها الدراسات والبحوث فلا شيء يمكن أن يجعل فتاة تترك أسرتها إذا ما نعمت فيها بالاهتمام والأمان.
إنما ما أود أن تركز عليه الأبحاث التي تناقش ظاهرة هروب الفتيات هو أسباب لجوء الفتيات إلى الإعلام الخارجي واستجابتهن إلى أجندة هذا الإعلام.
لماذا لا تهرب الفتيات إلى الخارج في صمت كما في السابق مثلا؟
لماذا تصر الفتاة على أن تعطي الإعلام الأجنبي الأداة التي بها يوسم مجتمعها بأشنع الصفات؟.
ولماذا تعلن الحرب على أسرتها؟.
أتفهم الحالة النفسية التي تمر بها الفتاة التي قررت أن تبيع أهلها وسمعتها وبلدها ولست أقسو عليها فهي ضحية أسرتها وضحيتنا جميعا حين لا نتفهم ان الانحراف لا يولد مع الإنسان إنما هو تناج قيم أسرته، وبالتالي نحن كمجتمع مسؤولون عن وجود أسبابه كل حسب موقعه العلمي والعملي.
هذه الأسرة التي تجمع التوصيات على أهمية قيامها بوظائفها وفي نفس الوقت لا توجد البرامج الاجتماعية والنفسية التي تعمل على تغيير طرائق تربية الفتيات التي ما زالت بعض الأسر تتبعها من التفريق بين الأولاد والبنات لصالح الأولاد في وقت لم تعد تقبل فيه الفتيات ألا يتمتعن بحقوقهن الإنسانية، ولم تعد تقبل فيه الفتيات بسياسة القمع أو التخويف.
أرجو أن نخرج من حالة الانكار بأن هروب الفتيات لا يعتبر ظاهرة وأن نتخلص من حالة الاسقاط بأن التعليم والإعلام والدولة هم السبب وراء مشكلاتنا التي تواجهنا في حياتنا.
نحتاج بالفعل أن نواجه مشاكلنا بكل وضوح حتى نستطيع حلها.