مجتمع » شؤون المرأة

كيد النساء!!

في 2017/03/10

سعدتُ بتعليقٍ وحيدٍ على مقالي ليوم الخميس الماضي 02/03/2017، بعنوان: ( النسويَّة)، رغم أنَّه مقالٌ توقَّعتُ أن يحظى بتعليقاتٍ أكثر، لكن خاب توقُّعي.. وهو أمرٌ ليس بجديد، فقد توقَّعتُ مثلاً حدوث مصالحة فلسطينيَّة تنهي الصراع بين مختلف الفصائل الفلسطينيَّة تحت راية استعادة الوحدة الوطنيَّة، كي تكونَ أكثر قوَّة أمام العدو الصهيوني في مفاوضات السلام بين الطرفين، أو المواجهة.. لكن خاب ظنِّي.. كما خاب توقُّعي.

وأعودُ للتعليق الذي كان من عاشقالإبداع أبو السعد (مسعد مسيعيد الحبيشي)، الذي وإنْ اختلفتُ معه حول بعض النقاط، أتَّفقُ على أنَّ المرأة، وعبر التاريخ قدَّمت نماذج جميلة من الوفاء والصبر والفكر ومكارم الأخلاق. وأختلفُ معه حول قوله: إنَّ اللهَ وصفَ النِّساءَ بأنَّ كيَدَهُنَّ عَظِيمٌ . وهو قول دارج، يدحضه سياق الآية وتفسيرها عند كثير منالعلماء.

يقول الله تعالى في سورة يوسف: ﴿إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ﴾..

وهذا القول هو ممَّا حكاه اللهُ تعالى على لسان العزيزفي قوله سبحانه: ﴿فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ﴾ - (يوسف: 28). ومن يقلْ بكيدِ المرأة، كما يقول الشيخ مبروك عطيَّة، إنَّما يتحدَّث عن شعوره الخاص تجاه المرأة ليس إلاَّ، وليس ما جاء في كلام الله عزَّ وجلَّ. وإلاَّ اعتبرنا قول الله تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ﴾ - (المائدة: 64)، تأكيدًا للمقولة، بينما الله تعالى هنا حكى ما قاله اليهود، ونفاه الله، تسامى ذكره، بقوله: ﴿غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا﴾.

#نافذة:

(إنَّ القولَ عن النَّساءِ «إنَّ كَيدَهُنَّ عَظِيمٌ» ظلمٌ للمرأةِ، وإنَّ الاستدلالَ بهذِه المقولةِ علَى أنَّها ذُكرتْ فِي القرآنِ الكريمِ باطلٌ؛ لأنَّها تحدَّثتْ عن نساءٍ بعينهنَّ، وليسَ عن جميعِ نساءِ العالمِينَ).

عبدالعزيز الصويغ- المدينة السعودية-