تقود المستشارة الألمانية، «أنغيلا ميركل»، الأحد المقبل، وفدا سياسيا واقتصاديا رفيع المستوى، في زيارة رسمية إلى السعودية تستغرق يومين.
ومن المتوقع أن تتصدر أجندة «ميركل» في السعودية 3 ملفات؛ أولها «صفقة سلاح»، وثانيها الفوز بحصة في كعكة برنامج الإصلاح الاقتصادي المعروف بـ«رؤية السعودية 2030»، فضلا عن قضية المدون السعودي «رائف بدوي».
وحسب إذاعة «دويتشه فيله» الألمانية، تزور «ميركل» السعودية لإعطاء الضوء الأخضر لصفقة السلاح التي طلبتها السعودية، والتي تشمل 48 زورقا بحرياً.
وكانت تلك الصفقة أثارت جدلا في الأوساط الألمانية نظرا للملف الحقوقي للمملكة، والانتقادات المتصاعدة لعمليات «التحالف العربي» في اليمن، الذي تقوده السعودية، والتي أوقعت العدد من الضحايا المدنيين.
لكن «مجلس الأمن الاتحادي»، المختص بإصدار قرارات صفقات التسليح الألمانية، أعطى موافقته على الصفقة مؤخراً.
وتعتبر «ميركل» مؤيدة للتعاون في مجال التسليح مع السعودية؛ الحليف الوثيق للغرب في مكافحة الإرهاب.
ملف «رائف بدوي»
وربما تفتح «ميركل»، خلال مباحثاتها مع المسؤولين في المملكة، ملف المدون السعودي «رائف بدوي»، الذي الذي يواجه حكما بالسجن والجلد بأحد سجون المملكة بعد إدانته بتهمة «الإساءة إلى الإسلام».
إذ ناشدت «إنصاف حيدر»، زوجة «بدوي»، المستشارة الألمانية إلى السعي لدى السلطات السعودية لمنح زوجها عفوا ملكيا، مذكرة بأن صحته البدنية والنفسية تزداد سوءاً وبأن أطفاله بحاجة له.
وقالت «إنصاف» في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، اليوم الجمعة: «عندما تصل المستشارة ميركل إلى المملكة العربية السعودية، سيكون رائف قد أمضي نصف مدة سجنه، مما يؤهله للحصول على عفو ملكي».
وأضافت في تصريح هاتفي من كندا حيث تعيش مع أطفالها الثلاثة: «آمل أن تطلب المستشارة من القادة السعوديين العفو عنه مباشرة».
وتابعت: «الصحة البدنية والنفسية لرائف تزداد سوءاً في السجن، كما أن أطفاله يحتاجونه، وآمل أن ينتهي هذا الكابوس قريباً».
يذكر أن السلطات ألقت القبض على «بدوي» (33 عاماً) عام 2012 لانتقاده «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» السعودية في منتدى إلكتروني، وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 10 سنوات ومعاقبته بـ1000 جلدة على خلفية ازدراء الإسلام. وأثار سجنه وجلده علانية احتجاجاً دولياً.
كعكة «رؤية السعودية 2030»
من جانبه، قال «يتر هالر»، السفير الألماني في الرياض، إن «ميركل» يرافقها في هذه الزيارة وفد اقتصادي رفيع المستوى يترأسه وزير الاقتصاد والطاقة سكرتير الدولة بالوزارة الاتحادية للاقتصاد والطاقة، ويتكون من الرؤساء التنفيذيين لأكبر الشركات الألمانية المهتمين بالتحولات الاقتصادية التي تشهدها المملكة بما في ذلك «رؤية السعودية 2030»، وبرنامج التحول الوطني.
كانت شركات ألمانية أكدت رغبتها في المشاركة والمساهمة في مشاريع وبرامج «رؤية المملكة 2030» والتحول الوطني منذ إعلانها، وتنافس على الكثير من المشاريع في مجالات في الطاقة المتجددة والكهرباء والمطارات الإقليمية الدولية.
وحول ذلك، جدد «هالر»، في تصريح لصحيفة «الاقتصادية» السعودية، استعداد بلاده للتعاون مع المملكة على المستوى الحكومي والقطاع الخاص في تقديم المشورة والخبرة خاصة في مجال الطاقة عقب قرار بلاده تحويل كامل إمدادات الطاقة إلى مصادر للطاقة المتجددة بحلول 2050، والسعي لتحقيق أهداف واضحة وطموحة واستخدام خريطة طريق دقيقة.
ولفت إلى أنه في عام 2016 بلغت حصة الطاقة المتجددة 30 في المائة من إجمالي إنتاج الطاقة في ألمانيا.
وبين أن ألمانيا اكتسبت تجربة فريدة من نوعها ليس فقط في توليد الطاقة المتجددة والإمدادات ذات الصلة بقضايا استقرار الشبكة، لكن أيضا في مجال كفاءة الطاقة في المساكن والصناعات المتطورة للغاية.
وأعلنت ألمانيا، في وقت سابق، عن استعدادها لأن تكون حليفاً استراتيجياً وتجارياً للمملكة، وبخاصة فيما يدعم خطتها التنموية والاقتصادية للسنوات القادمة «رؤية 2030السعودية»، والتي رصدت لها السعودية عشرات المليارات من الدولارات، على شكل استثمارات ضخمة في مشاريع اقتصادية عملاقة بالبلاد.
«هالر» لفت، أيضاً، إلى أنه من المقرر أن تلتقي المستشارة الألمانية كبار المسؤولين في السعودية؛ حيث تبحث معهم العلاقات الثنائية، وأوجه التعاون بين البلدين وسبل تعزيزه، إضافة إلى بحث المستجدات الإقليمية والدولية.
وتابع أن سيتم على هامش الزيارة توقيع عدد من مذكرات التفاهم (لم يضف توضيحات).
وأشار إلى أن زيارة المستشارة الألمانية تبحث التطرق إلى الاجتماع المقبل لمجموعة الدول العشرين؛ حيث تستضيف مدينة هامبورج الألمانية القمة الـ12 لمجموعة العشرين يومي السابع والثامن من يوليو/تموز المقبل.
لقاء سيدات أعمال سعوديات
ولفت سفير برلين إلى أن المستشارة «ميركل» ستلتقي، خلال هذه الزيارة، عددا من سيدات الأعمال السعوديات الناشطات في مجالات مختلفة، وذلك للاطّلاع على التطورات الاجتماعية والاقتصادية في المملكة.
ومن المقرر أن تزور «ميركل» الإمارات، أيضاً، في اختتام زيارتها للسعودية.
و تعتبر الإمارات الشريك الاقتصادي الأول لألمانيا في المنطقة العربية، وتليها السعودية، ثم مصر.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين السعودية وألمانيا، في العام 2015، نحو 12.6 مليارات دولار، بارتفاع وصلت نسبته إلى 83 بالمئة، خلال 10 سنوات، إذ كانت قيمة التبادل التجاري بين البلدين في 2006 حوالي 6.9 مليارات دولار.
الخليج الجديد-