تتأهب العاصمة القطرية الدوحة لاحتضان "أكبر تجمع رياضي للسيدات" في البلاد، السبت المقبل، الموافق لـ6 من مايو/أيار، على صالة "علي بن حمد العطية"، استكمالاً للاهتمام الكبير الذي تُوْليه قطر ومسؤولوها للرياضة وممارستها على نطاق واسع.
ويتولى الاتحاد القطري لـ"الرياضة للجميع"، الذي أنهى وأتمّ جميع الاستعدادات، رعاية النسخة الثانية من فعالية "لكِ الملعب"، حيث تتضمن العديد من الفعاليات، مثل: "اليوغا"، و"الملاكمة"، و"الكونغو"، و"فن الدفاع عن النفس"، وغيرها من الألعاب.
ويسمح للسيدات وللبنات فوق الـ12 عاماً بالمشاركة في فعالية "لكِ الملعب"، وفي الوقت نفسه يمنع منعاً باتاً دخول الرجال والأطفال، كما يُعد اصطحاب الهواتف النقالة المزودة بالكاميرات "محظوراً".
-أهداف "لكِ الملعب"
ويستهدف الاتحاد القطري للرياضة للجميع، من خلال فعالية "لكِ الملعب" التي تحمل شعار "نخليها رياضة"، دعم جميع الفعاليات والمبادرات الشبابية الخاصة بنشر ثقافة الرياضة، إضافة إلى توعية المجتمع عامة والمرأة خاصة بأهمية ممارسة النشاط الرياضي؛ وذلك بما يتناسب وبيئتها المحيطة وميولها.
ويسعى الاتحاد القطري للرياضة للجميع، إلى توفير المناخ والبيئة المناسبة للمرأة القطرية؛ لتشجيعها على ممارسة الرياضة واستمراريتها لتصبح "أسلوب حياة".
كما يُبدي حرصاً كبيراً على دعم وتشجيع المرأة على ممارسة الرياضة، من خلال إعداد برامج رياضية وفق دراسات وأبحاث علمية يمكن من خلالها استكشاف التوجهات نحو الرياضة المفضلة، والأماكن والوقت المناسب لممارستها.
ووقعت بين وزارتي "التعليم والتعليم العالي" و"الثقافة والرياضة" القطريتين، اتفاقية من أجل الاستفادة من المنشآت الرياضية الموجودة داخل المدارس؛ بهدف إيجاد أماكن آمنة ومناسبة لممارسة الرياضية النسائية.
على صعيد متصل، أشارت رئيسة اللجنة المنظمة لفعالية "لكِ الملعب"، فاطمة القايدي، إلى أن المشروع يستهدف نشر الوعي الرياضي والثقافة الرياضية بين نساء المجتمع من خلال أكبر تجمع للنساء على شكل فعالية تحتوي على العديد من الرياضات.
ولفتت في تصريحات صحفية، إلى أن المشروع يقام للسنة الثانية، وتشرف على تنظيمه مجموعة من الفتيات من مجموعة "خطوة للأمام"، و"مركز بداية"، ومن المهتمات بنشر الرياضة في المجتمع، ولديهن الخبرة في تنظيم الفعاليات.
وشددت على أن الاتحاد القطري يُركز على التثقيف الرياضي من خلال فعاليات رياضية منظمة يوصل من خلالها رسالته بطريقة فعلية وممتعة لتشجيع المرأة على ممارسة النشاط الرياضي بما يتناسب وبيئتها المحيطة وميولها.
- الرياضة على سلم القيادة السياسية
وفي ذات السياق، يستهدف المسؤولون في أبرز دولة خليجية رياضياً، تعزيز مفهوم "الرياضة المجتمعية"؛ من خلال توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في مختلف الأنشطة الرياضية، ولجميع الأعمار والفئات السنية.
وتحتفل قطر في "الثلاثاء الثاني" من شهر فبراير/شباط من كل عام بـ"اليوم الرياضي للدولة"، وتتحول الدولة الخليجية إلى ملعب كبير يستقبل محبي وعشاق الرياضة، وسط اهتمام كبير من قبل القيادة السياسية بالانخراط مع شعبها، ومشاركة أفراده في الفعاليات المختلفة دون حواجز أو عوائق.
وتسعى السلطات القطرية لتأكيد أن الدوحة لا تستهدف استضافة الأحداث الرياضية الكبرى واستقطاب النجوم من مختلف الرياضات وحسب؛ بل أن تغرس من خلال خططها إدراك الإنسان لأهمية الرياضة ودورها البارز في المجتمع.
وتحوّل اليوم الرياضي في قطر إلى "قدوة" يقتدي بها العالم بأسره؛ إذ خصصت الأمم المتحدة يوماً رياضياً عالمياً في الـ 6 من أبريل/نيسان من كل عام، بداية من 2014، كما سار الاتحاد الأوروبي على الدرب نفسه.
وبدأت نتائج "اليوم الرياضي في قطر" تظهر بوضوح على أفراد المجتمع، وبدأت المؤسسات المختلفة في تثبيت يوم في الأسبوع لممارسة الرياضة، كما شرع بعضها في تبني مراكز تدريب خاصة، في حين لجأت الوزارات إلى تخصيص غرف خاصة بالتدريب اللياقي، على غرار تلك الموجودة في الأندية الرياضية.
ولليوم الرياضي فوائد أخرى تتعلق بالنظام الغذائي؛ إذ بدأ المجتمع القطري بالاعتماد بصورة لافتة على المأكولات الصحية، إضافة إلى أن جهاز قطر للإحصاء أظهر انخفاضاً في نسبة "السمنة"، وزيادة معقولة في عدد ممارسي الرياضة.
- فعاليات خليجية مماثلة
وكانت المملكة العربية السعودية قد أقامت فعالية رياضية "تاريخية"، في الـ8 من مارس/آذار الماضي، تزامناً مع "يوم المرأة العالمي"، في "الصالة الرياضية" على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة، المعروف بـ"الجوهرة المشعة".
وحملت الفعالية النسوية شعار "العبيها وفليها"، برعاية الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، التي تشغل منصب وكيلة الهيئة العامة للرياضة في السعودية للقسم النسائي.
وفاق عدد المسجلات في الموقع الإلكتروني "لمة"، الذي كان معنياً بالتسجيل للفعالية، أكثر من 10 آلاف، وهو ما تجاوز توقعات الجهة المنظمة للفعالية الرياضية "الأولى من نوعها"، قبل أن يُعلن الموقع ذاته عن نفاد التذاكر المخصصة للدخول بشكل مجانيّ بالكامل.
واستهدف النشاط الرياضي في "الصالة الرياضية" بجدة ممارسة رياضة "اليوغا"، و"قفز الحبل"، و"ألعاب ترفيهية"، و"فصول الرياضة العامة"، فضلاً عن توزيع الجوائز على الفائزات.
هاني زقوت - الخليج أونلاين-