نحن أبناء اليوم، ويسرنا حقيقة أن يصطف معنا كل شخص في هذه البلاد، خاصة من يحمل لواء راية الفكر الإسلامي ضد تعنيف المرأة وظلمها وسلبها حقها في الاستقلال الذي منحها إياه الدين الإسلامي، ولم يحتج لأي حركة نسائية حتى يقدم هذا الرقي في تفهم الحاجات الإنسانية والحقوق الإلهية الممنوحة للمرأة، خاصة أن هذا الدين عانى كثيراً من الاتهامات التي تستند إلى بعض خطابات الوعاظ وقادة الرأي الإسلامي.
إن تاريخ إخفاء حقيقة موقف الإسلام من المرأة والزج بالتقاليد والعادات حافل بالأكاذيب التي صنعت قفصا من جحيم لم تسجن فيه المرأة المسلمة فقط، بل كل العالم الإسلامي، فتعطيل المرأة ودفعها بعيداً عن ميادين الحضارة ووصمها بالقصور العقلي حرم هذه البلاد من نساء يقدن المجتمعات الإسلامية نحو الرقي والتحضر.
في العالم الغربي ثار الناس على دعاوى ربطت بين المرأة وصندوق باندورا للشرور، وكان ذلك سهلا جداً، لكن في مجتمعاتنا تمت حماية تلك الدعوى الظالمة بإطار ديني صدق معه الناس أن هلاك دينهم وفناءه مرتبط تماماً بإطلاق المرأة، لذا تكثفت الدعوات بحصرها وسجنها في المنزل، وتحديد العلوم التي تتلقاها، وربط شرف أخيها وأسرتها، بل وطنها بشرفها هي في الوقت الذي اعتبرها الإسلام كائنا مستقلا، في صالح عمله وسوئه هو المتحمل الوحيد وهو الملام الوحيد.
إن موقف الشيخ هو صفحة جديدة نتمنى أن يتبعها العديد من المواقف لإعادة المرأة المسلمة إلى موقعها الحقيقي في مقدمة قيادة المجتمعات الإسلامية وليس إغلاق صندوق باندورا عليها.
عزة السبيعي- الوطن السعودية-