راشد بن محمد الفوزان- الرياض السعودية-
هل عمل المرأة حالة صعبة ومستعصية لدينا لكي نوظفها لتعمل وتساهم بالإنتاج في مجتمعنا واقتصادنا؟ قوة عمل المرأة لدينا توازي الرجل كقوة وطاقة وعدد فهي 50% من المجتمع ولكنها معطلة لحد كبير، في بلادنا نشتكي من وجود المقيم الأجنبي وأنهم بأعداد كبيرة، ومع ذلك "عطلنا" عمل المرأة لحد كبير، وتستمر المدراس والتعليم العالي بتخريج المزيد من الخريجات من الطاقة البشرية العاملة للمرأة، فهل توظيف المرأة صعب؟ برأيي مشكلتنا ليست القصور في قدراتها التعليمية أو إمكانيات بل هي تفوق وقد تتفوق على الرجل لدينا، والمرأة الواضح حتى من تصريحات مسؤولي العمل أنها أكثر التزام وحرصا على العمل، وهذا يعزز قدرتها على أنها خيار ممتاز للعمل، مشكلتنا في عمل المرأة هي "فرصة العمل" و"القيود الاجتماعية"، ففرصة العمل هي محدودة وليست متاحة على نطاق كبير، ولننظر للعمل المتاح لنعرف العمل الغير متاح، فهي محصورة بالتعليم ونسبيا قطاع صحي، وبعض الأعمال بالقطاع الخاص ومحدودة جدا، أما القيود الاجتماعية سأضع مثالا لكي نرى ونتمعن بها؛ فحين نقبل أن يعمل الرجل "كاشير" فهذا طبيعي، ولكن حين تكون المرأة كاشير فهذا غير طبيعي لحد كبير، وحين ننظر لسيارات البيع "فود ترك" نجد حسب "ما تنقل الأخبار" أن المرأة منعت منها ويسمح للرجل بالبيع بها، أما العمل الحر للمرأة في تجارة خاصة بها أو ضمن محلات تجارية في اقتصادنا فهذه للان غير متاحة.
حين نتحدث عن البطالة فالحديث عن "الرجل" فقط، وحسب الإحصاءات الرسمية بطالة الذكور لا تصل إلى 200 ألف، ولا حديث عن بطالة المرأة بنفس قوة وعمق بطالة "الذكور" مع أن بطالة المرأة المعلن الرسمي يقارب 800 ألف مرأة سعودية، وكل الطرفين لهم حق البحث عن العمل، وذكرت مراراً أن بطالة الذكور هي بطالة "اختيارية" برأيي؛ فالعمل ليس بمعدوم بل متاح وموجود، ولكن هي "خيارات" يناسبني أو لا يناسبني، فالعمل متاح ولا يعني أنه يجب يناسب شهادة أو خلافة بل نتحدث عن "عمل"، وهذا هو الأساس وهو متاح وبكثرة، فماذا عن عمل المرأة ماهي صور العمل المتاح لها؟! وعمل المرأة برأيي موجود ومتاح، ولكن نحتاج لسن قانون عمل للمرأة بالمحلات التجارية، وأن يكون لها محل تجاري حقيقي بالشوارع والأسواق، فهل يمكن أن نجد مواطنة على الأرض "باسطة" بالشوارع والأرصفة ونجد المقيم بمحل تجاري ومكيف بحرارة الصيف، نحتاج إعادة هيكلة سوق العمل والعمل الحر للمرأة وأن تدعم قانونيا واجتماعيا وماليا وتشجع عليه ولا مخرج لبطالتها إلا القطاع الخاص كمصدر عمل وعمل حر، غير ذلك تضييع وقت وتراكم للبطالة أكبر مستقبلا برأيي.