عكاظ السعودية-
توصلت شرطة الرياض إلى ثلاثة شبان تحرشوا بفتاتين في أحد أحياء شرق العاصمة، ووثقوا فعلتهم لبثها في مواقع التواصل الاجتماعي. وأبلغ المتحدث باسم شرطة الرياض العقيد فواز الميمان في بيان صحفي أمس (الخميس) أن الأجهزة المختصة رصدت مقاطع فيديو متداولة عن شباب يتحرشون بفتاتين في أحد الشوارع، ولما احتوته المقاطع من مخالفات تم إجراء التحريات لتحديد موقع الحادثة ومعرفة المتهمين، خصوصا أنه لم ترد أي شكوى لمراكز الشرط.
وأضاف المتحدث أنه تم تحديد مكان الواقعة شرق العاصمة، وتم كشف هوية المتهمين وضبطهم، وهم ثلاثة أشخاص، جميعهم في العقد الثالث من العمر، وباستجوابهم اعترفوا بما نسب إليهم، كما أقروا بتوثيق أحدهم للمقطع ونشره، وتم إشعار النيابة العامة حسب الاختصاص.
الشورى جمّد عقوبات المتحرشين بالفتيات !
أعاد ما ينشر من مقاطع فيديو في منصات التواصل الاجتماعي إحياء مطالب إقرار نظام لمعاقبة المتحرشين بالفتيات والذي لم يتم إقراره في مجلس الشورى منذ الدورة الماضية. وأكد رئيس لجنة الأسرة في مجلس الشورى الدكتور عبدالله الفوزان لـ «عكاظ» أن المجلس في دورته الحالية لم يناقش حتى الآن موضوع التحرش والذي أطلق عليه (نظام الحماية من الإيذاء)، أما عضو الشورى عطا السبيتي فأوضح أن الدكتورة لطيفة الشعلان سبق أن تقدمت بمقترح مشروع نظام لتجريم التحرش ومع الأسف أسقطه المجلس في الدورة السادسة الماضية دون أن ترى النور. وكان الشورى غير مسمى نظام مكافحة التحرش إلى مسمى أشمل وهو نظام الحماية من الإيذاء والذي كان متوقعا صدوره في الدورة السابقة إلا أن الدورة انتهت قبل البت فيه. وفي تصريحات نشرتها «عكاظ» في 24 محرم الماضي، أوضح عضو الشورى السابق الدكتورعلي الغامدي أن نظام الحماية (متعطل) وأنه كان يتمنى البت فيه في الدورة المنتهية. وقال ـ آنذاك ـ فإن لدى معظم الدول أنظمة وقوانين جزائية وعقابية ونحن في المملكة في مرحلة ينبغي علينا أن نعترف بالمشكلة أولا ثم نطور القوانين والأنظمة التي تحمي المجتمع والأفراد، خصوصا الأفراد الأضعف في المجتمع.
محامٍ: العقوبة تقديرية
أوضح المحامي سعود بن قويد لـ «عكاظ» أن التحرش جريمة منتشرة في أنحاء العالم، خصوصا في المجتمعات التي تؤمن بالحرية الفردية التي لا تلقي بالا للترابط الاجتماعي، والظاهرة بدت بالانتشار للآسف في مجتمعاتنا العربية بشكل سريع ومخيف، وكما هو معلوم أن الشريعة الإسلامية تنظم حياة الناس وتضع حدا لكل ما يعتري حياة الناس من سلوكيات وأفكار خاطئة، أما فيما يتعلق في عقوبة التحرش نظاما فهي تخضع لسلطة تقديرية للقاضي فتختلف العقوبة من حيث تخفيفها وتشديدها للظروف المحيطة بها، وذلك لكونها من العقوبات التعزيرية المطلقة.
استشاري: مرضى.. يستحقون العقاب
كشف استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين الدكتور جمال الطويرقي انتشار مرض نفسي جديد يصيب الكثيرين ويدفعهم إلى نشر الفضائح وصور القتل بقصد تخويف الناس. معتبرا مصور مقطع التحرش شريكا في الجريمة. وقال إن المقطع أوضح أن الجناة فوق سن الـ18 وليسوا مراهقين، الأمر الذي يؤكد مسؤوليتهم عما حدث. وأضاف أن المنزل هو أساس التربية، ويجب غرس القيم الفاضلة في الناشئة، ومنها احترام النساء وعدم مضايقتهن في الشوارع كما يحدث الآن، إذ أظهر المقطع أن الشباب تلفظوا على الفتاتين، وحاولوا الإمساك بهما، ويبدو أن المعتدين مصابون بأعراض نفسية دفعتهم إلى ذلك، وذلك لا يعفيهم من العقاب والمساءلة.