نيويوركر-
وصفت مجلة ذا نيويوركر الأمريكية، قرار السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، بأنه خطوة صغيرة نحو الأمام، ولكنها بالتأكيد ليست كبيرة، وذلك تعليقا على وصفه من قبل الخارجية الأمريكية بأنه خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح، مشيرة إلى عدة أسباب جعلت الرياض تتخذ القرار بهذا التوقيت، وهي مرتبطة بالمشاكل التي تتخبط فيها المملكة بقيادة ولي العهد «محمد بن سلمان».
وأشارت إلى أنه على مدى العامين الماضيين، شهدت المملكة عملية انتقال سياسي كبير، بالإطاحة بولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف ليحل محله الأمير «محمد بن سلمان»، الابن الثالث الشاب الذي لم يسبق له الخبرة على نطاق واسع.
ويعزو محللو الشرق الأوسط توقيت التغيير إلى كل من الزخم وراء الإصلاحات وزيادة الضغط على النظام الملكي.
ويأتي القرار في الوقت الذي تواجه فيه السعودية اضطرابات متوقعة خاصة بما يتردد عن تنازل الملك «سلمان بن عبدالعزيز» عن العرش لولي عهده بالإضافة لمشكلات اقتصادية عديدة وحرب اليمن والأزمة مع قطر.
كما تريد المملكة تأجيل تصويت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف هذا الأسبوع على تشكيل لجنة لتوثيق جرائم الحرب في اليمن.
وذكرت الكاتبة روبن رايت، في مقال بالمجلة أنه بعد صدور الأمر الملكي الثلاثاء، بالمقاومة المستمرة للنساء السعوديات ضد ما وصفته بالتمييز الحكومي ضدهن، بما في ذلك حملة على وسائل التواصل الاجتماعي حملت وسم (المقاومة بالمشي)، حيث قامت المواطنات بتصوير أنفسهن وهن يمشين في الشوارع نفسها التي يمنعن من قيادة السيارات فيها.
وأوردت الكاتبة في هذا السياق، قصة الناشطة في مجال حقوق المرأة وجيهة الحويضر، والتي اعتقلها الأمن السعودي عام 2006، لرفعها لافتة تطالب بمنح النساء السعوديات حقوقهن، قبل أن تعود وتقود سيارتها في الصحراء السعودية بعد عامين، وتوثق رحلتها في فيديو شاهده ربع مليون شخص على موقع (يوتيوب)، وتابعه مجددا آلاف المشاهدين الأجانب بعد ترجمة محتواه، حيث تشير فيه الحويضر إلى أن مشكلة قيادة النساء ليست سياسية طبعا، وليست دينية، بل هي مسألة اجتماعية.
ولفتت الكاتبة، إلى أن المؤسسة الدينية في المملكة العربية السعودية، وقفت بشكل صارم ضد قيادة المرأة للسيارة، حيث كان المفتي الراحل الشيخ عبدالعزيز بن باز، قد أفتى، في وقت سابق بأن قيادة المرأة تتناقض مع الضوابط الشرعية التي يلتزم بها السعوديون.
ومؤخرا، قدم رجل الدين السعودي سعد الحجري، محاضرة حول مفاسد قيادة المرأة للسيارة، وصف فيها النساء بأنهن بربع عقل.
وأشارت رايت، إلى أن المملكة، هي آخر بلد في العالم، يحظر على النساء قيادة السيارات، وبفارق سنوات كثيرة جدا عمن سبقه.
ولفتت إلى أن عدم السماح للمرأة بقيادة السيارة، هو أمر لم يغب عن تقارير وزارة الخارجية الأمريكية حول انتهاكات حقوق الإنسان، كما يعتبر أحد أبرز المؤشرات على الانتهاكات الحقوقية في المملكة الخليجية الغنية والمحافظة جدا.
ومساء الثلاثاء، أصدر العاهل السعودي أمرا يقضي بالسماح للمرأة باستصدار رخصة قيادة سيارة بدءا من يونيو/حزيران المقبل و«وفق الضوابط الشرعية».
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» إن الملك أصدر أمرا بتشكيل لجنة على مستوى عال من الوزارات سترفع توصياتها خلال 30 يوما، لدراسة الترتيبات اللازمة لإنفاذ ذلك.
ويعتبر القرار السعودي، سابقة في تاريخ المملكة، التي كانت على مدار عقود تمنع المرأة من الحصول على رخصة سياقة للسيارة.
وأيدت هيئة كبار العلماء القرار واعتبرته في مصلحة البلاد والشعب، مخالفة بذلك لكل الفتاوى الرسمية الصادرة عن المملكة، خلال السنوات الأخيرة، التي كانت تجعلها الدولة الوحيدة في العالم التي تمنع النساء من القيادة.