وكالات-
كشف مقطع فيديو مصور تم التقاطه من إحدى كاميرات المراقبة في متجر لبيع المنتجات الغذائية في السعودية، عن تصدي فتاة إلى شاب قام بالتطاول عليها والتحرش بها.
وأوضح الفيديو المتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الفتاة وهي تتجول داخل السوبر ماركت وفجأة اقترب منها شاب وتحرش بها.
ويُلاحظ في الفيديو كيف حاولت الفتاة الاعتداء عليه وتوبيخه على تصرفه، ما أثار غضب من تداولوا المقطع على مواقع التواصل الاجتماعي، وطالبوا بسرعة القبض على المتحرش.
وترتفع معدلات التحرش في المملكة العربية السعودية، رغم عادات المجتمع المحافظة، والالتزام السائد في أوساط الدولة المتشددة.
ولأكثر من عقد، ظلت السعوديات يشتكين من التحرش، ويطالبن بقانون صارم ورادع، غير أن جهات دينية، كانت تقف في وجه سَنّ مثل هذا القانون.
ويعاني المجتمع السعودي من تنامي مشكلة التحرش، وهو أمر يرجعه قانونيون، إلى غياب التشريعات والقوانين الواضحة التي تحدد بشكل واضح وصريح التحرش، وعقوباته.
وفي كل مرة تنتشر مقاطع فيديو لشباب يتحرشون بفتيات، تتعالى الأصوات التي تطالب بسرعة إصدار قانون التحرش.
وفي بعض الحالات، نال متحرشون نصيبهم من الضرب على يد النساء، ولكن ما يريده الحقوقيون، هو قوانين رادعة تضع حدا لهذه الظاهرة المتزايدة في المجتمع المحافظ بطبعه.
وبحسب المستشار القانوني «أحمد الراشد»، في تصريحات أدلى بها قبل أسابيع لصحيفة «رصيف 22»، فإن هناك تيار ديني قوي ومتشدد يعتقد أن وجود قانون للتحرش سيجيز الاختلاط الذي يراه أشد خطورة من التحرش ذاته.
وبدورها، تعترف جمعية حقوق الإنسان السعودية، بتنامي حالات التحرش، وكتبت في تقريرها السنوي لعام 2016، أنها رصدت أكثر من 4 آلاف حالة تحرش، محذرة من أن التحرش داخل الأسرة، بدأ يطفو على السطح من خلال قضايا كثيرة سُجّلت أخيرا لدى الجهات المختصة بالتحرش الأسري.
كما أظهر تقرير بثته وكالة أنباء «رويترز» قبل نحو 7 سنوات، أن السعودية احتلت المركز الثالث عالميا في قضايا التحرش الجنسي في مواقع العمل بين 24 دولة أجري بحث عليها من قبل شركة عالمية بتكليف من وكالة الأنباء، وشملت 12 ألف موظفة من دول المسح، وأن 16% من النساء العاملات في السعودية، تعرضن للتحرش الجنسي من المسؤولين في العمل.
وكشف أيضا أن نسبة التحرش في السعودية، أعلى بكثير منها في الولايات المتحدة وفرنسا والسويد وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وأستراليا وإسبانيا.