مجتمع » شؤون المرأة

بعد النقاب.. سيل الفتاوى يطول القفازات والجوارب في السعودية

في 2018/04/28

الخليج أونلاين-

بعد فتوى عضو هيئة كبار العلماء في السعودية عبد الله المطلق، والتي أشار فيها إلى أن المرأة يمكن أن تكون محتشمة من دون أن ترتدي العباءة، خرجت فتوى سعودية جديدة تقول إن المرأة غير ملزمة شرعاً بلبس القفازين أو الشراب، إنما المقصود ستر اليدين والرجلين فإن حدث ذلك بالعباءة فكفى.

الفتوى الجديدة جاءت هذه المرة على لسان الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبد الرحمن المسند، الذي قال إن المرأة غير ملزمة شرعاً بلبس القفازين أو الشراب.

وكان أحد المتصلين من فرنسا على برنامج "يستفتونك" على فضائية "الرسالة" السعودية، قال إن زوجته ترتدي الحجاب الشرعي لكنها لا تلبس القفازين ولا الشراب، مشيراً إلى أنه قرأ قولاً للإمام أحمد بن حنبل يقول: "إن جسد المرأة كله عورة حتى ظفرها".

فجاء رد المسند بأنه ليس هناك دليل على وجوب لبس القفازين والشراب للمرأة، وأن المطلوب الستر، وأن المرأة ملزمة فقط بارتداء الحجاب الشرعي.

الفتوى عن الشراب والقفازين سبقتها فتوى لعضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبد الله بن محمد المطلق، في فبراير الماضي، قال فيها إن أكثر من 90% من المسلمات الملتزمات، ومنهن داعيات ويحفظن القرآن الكريم، لا يعرفن ارتداء العباءات، موضحاً أن "عباءة الكتف إذا كانت واسعة، وعليها طرحة ساترة، فلا بأس بذلك، سواء كانت العباءة على الكتف أو الرأس".

وتأتي هذه الفتاوى ضمن سلسلة منها تجيز ما حرِّم سابقاً من عادات اجتماعية، بناء على رؤية التحول 2030، سمحت المملكة من خلالها بأمور اجتماعية كانت محرمة عقوداً، ومنها السماح بافتتاح دور السينما، وحفلات الغناء العلنية، والسماح للمرأة بقيادة السيارة، في حين استعانت بالمؤسسة الدينية لإصدار فتاوى جديدة تناقض مواقفها التقليدية، وتجيز هذه المحرمات الاجتماعية، تماشياً مع ما يوصف بمرحلة "الانفتاح".

هذا الانفتاح انعكس حتى على ظهور أفراد من الأسرة المالكة، حيث ظهرت الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود، كوجه جديد للموضة في السعودية.

وتبدو الأميرة نورة سعيدة للغاية بموجة الانفتاح التي تحصل بالمملكة، وقالت في حديثها لوكالة "فرانس برس"، يوم الجمعة 27 أبريل: إنها "تتفهم تماماً وجهة نظر الآخرين"، موضحة أن "المملكة لديها روابط قوية مع ثقافتها، وكامرأة سعودية، أحترم ثقافتي وأحترم ديانتي".

وأضافت: "ارتداء العباءة أو أن تكوني محافظة، إن رغبتم في قول ذلك، والطريقة التي نرتدي فيها الملابس، كلها جزء مما نحن عليه. هذا جزء من ثقافتنا، هذه هي حياتنا حتى في أثناء السفر".

 

 

كانت الأميرة نورة أشرفت على "أسبوع الموضة العربي" الذي نظم للمرة الأولى في السعودية، وقد عُينت في ديسمبر الماضي الرئيسة الشرفية لمجلس الموضة العربي.

وتعكس الأميرة صورة يرى فيها كثيرون مستقبل المرأة السعودية، وإزالة لصورة المحافظة والمتشددة.

وسبق أن تحدث ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بتصريحات وُصفت حينها بـ"الجريئة" عن تقاليد المجتمع السعودي، في مقابلة له في مارس الماضي على قناة "CBS" الأمريكية.

وقال ولي العهد السعودي: "بعد 1979، أصبحنا ضحايا للتطرف، وخاصة من جيلي"، وأكد أن "المملكة ستعلن للعالم ما تقوم به لمحاربة التطرف".

وأكد ولي العهد أن "القوانين واضحة جداً ومحددة في مبادئ الشريعة، التي تنص على أن النساء عليهن ارتداء ملابس لائقة ومحترمة، كما تنص على ذلك للرجال، لكنها لا تقضي بصورة خاصة بارتداء العباءة أو غطاء الرأس الأسود، والقرار يعود بشكل تام إلى النساء فيما يتعلق بلباسهن".

وأظهر بن سلمان، منذ بزوغ نجمه، لا مبالاة بقرارات المؤسسة الدينية التقليدية؛ فبعد تقليصه صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف، أنشأ هيئة أخرى للترفيه سمحت بالموسيقى والعروض الغنائية والحفلات، كما سيتم السماح للنساء بالدخول إلى الملاعب، التي كانت محظورة عليهن.

وجرد الأمير الشاب الشرطة الدينية، أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من صلاحياتها، وأعلن بنفسه نيته العودة بالسعودية إلى "الإسلام الوسطي"، حسب ما سماه.

وأيد العديد من الشباب السعوديين إصلاحات بن سلمان؛ بحثاً عن حياة بعيدة عن الضوابط الصارمة التي كانت تفرضها هيئة الأمر بالمعروف؛ لكن هذا التحول الكبير -كما يرى سعوديون على وسائل التواصل الاجتماعي- سيكون تحدياً خطيراً في مجتمع محافظ اعتاد الالتزام الشديد بتعاليم الإسلام، وهو ما قد ينقلب عكسياً على السلطة.