مجتمع » شؤون المرأة

السعودية .. بين السماح للنساء بقيادة السيارة واعتقال ناشطات

في 2018/05/22

DW- عربية-

قبيل بدء سريان قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة، أوقفت السعودية سبعة ناشطين في مجال الدفاع عن حقوق المرأة بينهم نساء، بتهمة "التواصل مع جهات خارجية". والسؤال كيف يمكن للسعودية أن توفق بين منح حقوق للنساء واعتقال ناشطات؟

نقلت الوكالة الرسمية في السعودية عن المتحدث الأمني لرئاسة أمن الدولة قوله بإن المتهمين قاموا "بالتواصل المشبوه مع جهات خارجية فيما يدعم أنشطتهم، وتجنيد أشخاص يعملون بمواقع حكومية حساسة وتقديم الدعم المالي للعناصر المعادية في الخارج". وتابع المتحدث "لا يزال العمل جار على تحديد كل من له صلة بأنشطتهم واتخاذ كافة الإجراءات النظامية بحقه".

وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قالت السبت إن أسباب اعتقال الناشطين السبعة، وبينهم نساء، لم تتّضح، لكنها نقلت عن ناشطين قولهم إنه في أيلول/سبتمبر 2017 "اتصل الديوان الملكي بناشطين بارزين... وحذّرهم من مغبة الإدلاء بتصريحات إعلامية". وأوضحت أن اتصال الديوان الملكي بهؤلاء الناشطين "تم في نفس اليوم الذي صدر فيه قرار رفع الحظر المفروض على قيادة النساء للسيارات".

ولفتت المنظمة الحقوقية إلى أن بين الناشطين الموقوفين منذ 15 أيار/مايو الجاري لُجين الهذلول وإيمان النفجان وعزيزة اليوسف، وهن ثلاث ناشطات اشتهرن بدفاعهن عن حق النساء في قيادة السيارات والمطالبة بإنهاء ولاية الرجل على المرأة.

وقالت سارة واتسون مديرة فرع المنظمة في الشرق الأوسط في بيان "يبدو أن الجريمة الوحيدة التي ارتكبها هؤلاء الناشطون تكمن في أن رغبتهم برؤية النساء يقدن السيارات سبقت رغبة محمد بن سلمان بذلك". وأضافت واتسون أن حملة الإصلاحات التي أطلقها ولي العهد "تثير مخاوف الإصلاحيين الحقيقيين الذين لديهم الجرأة على الدفاع علنا عن حقوق الإنسان وتحرير النساء".

وذكّرت المنظمة الحقوقية في بيانها بأن الهذلول والنجفان وقّعتا عام 2016 عريضة تطالب بإلغاء ولاية الرجل على المرأة وشاركتا أيضا في حملة طالبت بالسماح للمرأة بقيادة السيارة وذلك قبل وقت طويل من استجابة السلطات لهذا الطلب.

وفي أواخر 2014 ، كانت الهذلول في الـ 25 من العمر حين اعتقلتها السلطات وأودعتها السجن 73 يوما بعدما حاولت قيادة السيارة عبر الحدود بين الإمارات والمملكة. من جانبها، انتقدت منظمة العفو الدولية الحملة التي "لا يمكن تبريرها على الإطلاق".

وقالت مديرة حملات الشرق الأوسط في المنظمة إن "حملة التشوية القاسية هذه تعد تطورا مقلقا للغاية بالنسبة للمدافعات عن حقوق الإنسان والناشطين في المملكة العربية السعودية". وتابعت أن "مثل هذه التكتيكات الفاضحة للترويع لا يمكن تبريرها على الإطلاق".

اتهامات بالخيانة

وبحسب صحيفة الرياض فإن "المقبوض عليهم من قبل أمن الدولة هم: عزيزة محمد عبد العزيز اليوسف - لجين هذلول الهذلول - إيمان فهد محمد النفجان - إبراهيم عبدالرحمن المديميغ - محمد فهد محمد الربيعة - عبدالعزيز محمد المشعل - بالإضافة لشخص سابع تتطلب التحقيقات عدم الإفصاح عن اسمه حاليا".

ونشرت صحيفة "الجزيرة" تقريرا في صدر صحفتها الأولى بعنوان "خبتم وخابت خيانتكم"، مرفقة بصورتين لعزيزة اليوسف ولجين الهذلول. وكتبت في عنوان جانبي "الوطن يلفظ الخونة".

فيما قال المحلل السياسي نايف العسكري على تويتر إن "الذي يصمت عن تأييد وشكر ولاة الأمر بعد القبض على عملاء السفارات هو خائن لدينه ووطنه، ومحل ريبة وشك، أما انه شريك مستتر لهم، أو جاهل لا يعرف دينًا ولا وطنًا".

تعاطف مع النشطاء على مواقع التواصل

لكن سعوديين آخرين اعتبروا هذه الحملة ضد الناشطين المطالبين بالإصلاحات منذ زمن طويل بمثابة صدمة. وكتبت الناشطة السعودية الأميركية نورا عبد الكريم على تويتر إن "هذه الجولة من التوقيفات تستهدف النسوية السعودية بشكل صارم".

أما الباحث السعودي عبد الله العودة، كلية الحقوق في جامعة ييل الأميركية، فقد كتب على تويتر "للذين يعتقدون أن اعتقالات هؤلاء للدفاع عن الدين والعلماء... أحب أذكركم فقط أن نخبة علماء البلد ودعاته والمفكرين في السجن... وبتلفيقات شبيهة وبنفس السيناريو المهترئ".

وسيكون باستطاعة النساء قيادة السيارات ابتداء من 24 حزيران/يونيو المقبل، بحسب مدير الإدارة العامة للمرور اللواء محمد بن عبدالله البسامي بعد نحو تسعة أشهر من قرار الملك سلمان التاريخي في المملكة المحافظة. وفي 26 أيلول/سبتمبر 2017 أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز أمرا ملكيا سمح للمرة الأولى بإعطاء رخص للنساء لقيادة السيارات.