الاخبار اللبنانية-
اعتباراً من منتصف ليل السبت ــ الأحد، رفعت السلطات السعودية، رسمياً، الحظر عن قيادة المرأة للسيارة، في ظلّ «وصاية ذكورية» تسمح للرجل (الوصي) بالتحكّم في قرار المرأة (شقيقته، زوجته…) بدءاً من أدقّ التفاصيل وليس انتهاءً بالقيادة. الخشية من الخطوة «الانفتاحية» التي أضافها محمد بن سلمان إلى رصيده «الإصلاحي»، برزت جليّاً في بعض التعليقات التي تزامنت مع رفع الخظر، وانتشار وسم «#لن_تقودي» عبر موقع «تويتر».
خروج السعودية من وضعية «البلد الوحيد في العالم» الذي كان «يحرّم» ــ حتى اليوم ــ على النساء القيادة، تزامن أيضاً مع حملة قمع استهدفت خصوصاً ناشطات وناشطين مدافعين عن حقوق المرأة، ما زالوا محتجزين منذ أكثر من شهر، من دون توجيه تهم واضحة إليهم.
هذه الخطوة، التي صدر بها أمرٌ ملكي في أيلول/ سبتمبر 2017 نصّ على إنهاء الحظر على قيادة المرأة للسيارة، تأتي في إطار ما بات يعرف بـ«إصلاحات» يقودها ولي العهد، محمد بن سلمان ضمن رؤيته 2030، في مسعى لتنويع مصادر الدخل، وهو ما يتطلّب انفتاحاً أكبر في المجتمع المحافظ.
في هذا الإطار، سمحت السعودية للنساء في كانون الثاني/ يناير الماضي، بدخول ملاعب كرة القدم لتشجيع فرقها. ثم قررت في شباط/ فبراير السماح لهنّ بتأسيس أعمال من دون الحاجة إلى موافقة الرجل. وفي الشهر ذاته، قال عضو هيئة كبار العلماء في السعودية، عبد الله بن محمد المطلق، إن ارتداء العباءة ليس إلزامياً. كذلك، جرّمت السلطات في أيار/ مايو الماضي التحرش الجنسي خوفاً من تعرّض النساء أثناء القيادة للإيذاء. ولكن برغم كل هذه الإصلاحات، لا يزال نظام «ولاية الرجل» على المرأة قائماً في المملكة.
رداً على رفع الحظر، رأت منظمة العفو الدولية أنه «خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح»، داعية إلى إنهاء ممارسات أخرى تميّز ضدّ المرأة.
واحتفاءً بقيادة المرأة للسيارة، بثّت قناتا «الإخبارية» الرسمية و«العربية» السعوديتين مقاطع مصورة لنساء بدأن في قيادة سياراتهن برفقة ذويهنّ لأول مرة في شوارع المملكة.
وتصدّر وسم «#المرأة_السعودية_تقود_السيارة» موقع «تويتر» احتفاءً برفع الحظر. وبينما برزت بعض ردود الفعل التهكمية، عكست تغريدات أخرى القلق بشأن الآثار الاجتماعية للقرار.
وقال أحد مستخدمي «تويتر» إنه لن يسمح لزوجته بالقيادة، وكتب: «والله لن تقود وهي على ذمتي... إذا بغت تقود تروح لأبوها وإن شاء الله تسوق تريلات... قرارات مثل هذي تعتمد على الحريات الشخصية»، مرفقاً تغريدته بوسم «#لن_تقودي».
#لن_تقودي
— omar (@omar_gh88_) June 23, 2018
بعيداً عن القبول والرفض ،،
زوجتي وامي واختي وبنتي وكل من له حقٌ عليه ،،
فأنا سأكون لهم الخادم والسائق وانا سأكون في قضاء حوائجهم ،،
ويارب مايجي اليوم اللي يحتاجون فيه انهم يسوقون السياره ،،
ويارب اعصمنا واصلحنا واصلح بنا ،،
واجعل عاقبة أمرنا إلى خير،،
ونشر الوليد بن طلال، الذي كان من بين من دعوا لقيادة النساء منذ فترة طويلة، فيديو لابنته وهي تقود. وقال لحفيدته الجالسة في المقعد الخلفي «السعودية الحين دخلت الحمد لله القرن الواحد والعشرين... هذا الإنجاز ما في شك يشكر للملك سلمان الله يطول عمره وما في شك أن أفكار أخوي محمد بن سلمان هي اللي أدت للنتيجة العظيمة هذه».
واخيراً!
— الوليد بن طلال (@Alwaleed_Talal) June 23, 2018
الآن الساعة 12:01 من صباح يوم #عشرة_عشرة مع ابنتي ريم وهي تسوق بي وحفيداتي في #الرياض#المراه_السعوديه_تسوق
Finally,
First ride with my daughter @Reem_Alwaleed while she’s driving me and my grand daughters in Riyadh#SaudiWomenDriving pic.twitter.com/rXHPUx79fu
#المراه_السعوديه_تقود_السياره
— نايف (@Naif_t111) June 24, 2018
الخطوة التالية. pic.twitter.com/OfTYoirCQB
«كبار العلماء» تعلّق
قالت هيئة كبار العلماء في السعودية، إنّ الأصل في قيادة المرأة للسيارة، «الإباحة»، وأوصت الجميع بالتقيّد بـ«الأنظمة والتعليمات». وأضافت في بيان، اليوم، أنّ الأنظمة التي «سنّتها الدولة تكفل المحافظة على القيم الإسلامية».
= وقد سنت الدولة -أيدها الله- من الأنظمة ما يكفل -بإذن الله- المحافظة على قيمنا الإسلامية التي تميز بها هذا الشعب السعودي الكريم الوفي لدينه وقيادته ووطنه.
— هيئة كبار العلماء (@ssa_at) June 24, 2018