وكالات-
أطلقت المعتقلة في سجون الإمارات مريم سليمان البلوشي (24 عاماً)، صرخة استغاثة تدعو فيها المجتمع الدولي إلى إنقاذ المعتقلات في سجون أبوظبي، وضرورة الاطلاع على أماكن احتجازهن، وفتح تحقيق دولي بالانتهاكات التي يتعرضن لها.
وأكدت البلوشي، في تسجيلات صوتية مسربة لها باللغتين العربية والإنجليزية، نشرته المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، عبر موقعها الإلكتروني، أمس الخميس، أنها تعرضت للضرب والتعذيب داخل سجون الإمارات، وأجبرت على التوقيع على أوراق لم تعلم محتواها.
ودعت البلوشي المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة إلى زيارة سجن الوثبة، مقر احتجازها بأبوظبي، والاطلاع على أوضاع الاحتجاز "المزرية" التي تعيش فيها المعتقلات، وفتح تحقيق دولي بذلك.
وقالت البلوشي: "الأوضاع داخل السجون غير آدمية، حيث التكدس داخل الزنازين التي من المفترض ألا تسع أكثر من 8 أفراد، ومع ذلك تقوم إدارة السجن باحتجاز أكثر من 80 محتجزة في الزنزانة الواحدة، كما يتم احتجازنا في مقار ملوثة وغير نظيفة، ولا يسمح لنا بتنظيفها أو يسمح بأي أدوات للتنظيف، بالإضافة إلى رداءة الطعام المقدم الذي يكون غير مطهو في أغلب الأحيان".
وأضافت في تسجيلها أن أوضاع الاحتجاز تلك أصابت الكثير من المعتقلات بمشاكل صحية، والتي تقابل بطبيعة الحال بإهمال طبي متعمد، حيث ترفض إدارة السجن توفير أي رعاية صحية لهن. وضربت مثالاً على ذلك بمعتقلة أصيبت بسرطان في القولون ولم تنقل للمستشفى أو تعطَ الأدوية المناسبة، بل يكون التعامل معها بإعطائها دواء "البانادول".
وأشارت البلوشي في تسجيلها إلى ظروف اعتقالها الأولى والتحقيق معها، حيث اعتقلت في عام 2015 بصورة "تعسفية" واقتيدت إلى أحد السجون السرية التابعة لأمن الدولة خمسة أشهر.
وذكرت أنها تعرضت للتعذيب البدني والنفسي، كما أجبرت على التوقيع على أوراق لم تعرف محتواها، لتُحَكم بعد ذلك بالسجن خمس سنوات، استناداً إلى تلك الأوراق بعد محاكمات غير عادلة.
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا قد تلقت رسالة خطية من مريم البلوشي، بتاريخ 10 مايو 2018، وصفت فيها معاناتها منذ لحظة اعتقالها في 19 نوفمبر 2015، وتعرضها لانتهاكات متعددة حتى الحكم عليها بالسجن خمس سنوات.
وذكرت المنظمة المجتمع الدولي بأنه يمكن الضغط على الإمارات لإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات، وضربت مثالاً على ذلك قضية الطالب ماثيو هيدجز، حيث اتخذت المملكة المتحدة موقفاً صارماً من اعتقاله هدد العلاقات بين البلدين.
وتأتي استغاثة البلوشي بالتزامن مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، الذي يحتفل به العالم في الخامس والعشرين من نوفمبر من كل عام، احتجاجاً على تواصل الانتهاكات والعنف ضد النساء.