سمر المقرن الجزيرة السعودية-
قبل سنوات وقبل أن تظهر خدمة «أبشر» الإلكترونية، كانت المرأة السعودية تسافر ومعها بطاقة تصريح من ولي أمرها تبرزها لموظف الجوازات، وبعد التطور التكنولوجي والتحول إلى الحكومة الإلكترونية أصبح هذا التصريح (أون لاين) ولم يعد هناك حاجة لا للبطاقة الصفراء ولا البيضاء حسب المنطقة. أقول هذا بعد أن وصلني اتصال قبل أقل من أسبوعين من إذاعة BBC البريطانية تسألني عن رأيي في تطبيق أبشر وأنه السبب في منع المرأة من السفر إلا بإذن ولي أمرها. في الحقيقة أنا مصابة بحالة شديدة من «الغثيان» تجاه هذه الموضوعات التي يحاول أن يستخدمها الإعلام الغربي ضدنا، وأرى أنه من الأفضل عدم النزول إلى هذه التفاهات لذا امتنعت عن المشاركة، لكن قبل هذا أبلغت المذيعة أن تطبيق أبشر خدمي والهدف منه تسهيل الإجراءات، وليس السفر فقط وأغلقت الخط!
ما أراه اليوم، أن بعض وسائل الإعلام الغربية تعمل جاهدة بحثًا عن أي ثغرة تجدها ضدنا، وكالعادة تستخدم ورقة المرأة السعودية التي لم تعد تجد من وراءها مبتغاها، فقيادة السيارة صارت مسموح بها، وحقوق المرأة أصبحت من الأساسيات التي نعيشها، فلم يعد لديهم إلا ورقة السفر والتصريح من قِبل ولي الأمر، ولا أدري بعد إلغاء هذا القانون من أين سيقتات هذا الإعلام على المرأة السعودية؟!
بصدق أقولها، إننا اليوم بأمس الحاجة لإلغاء هذا النظام، الذي أصبح الورقة الوحيدة لترتيب المؤامرات الهجومية ضدنا، ومع الأسف أن معظم من يطالب بإلغاء هذا النظام هم إما من «المتمردات» أو من يعملن مع هذه الجهات المشبوهة، لأن الأصوات العقلانية التي تطالب بحقوق المرأة بدأت تتلاشى مع هذه الموجات التي تدعي المطالبة بحقوق المرأة وهي بعيدة عنها، فلا تريد إلا التمرد أو الهجوم على البلد، فالمرأة العقلانية لن تسافر بدون موافقة ولي أمرها حتى لو تم إلغاء هذا القانون، ومن تبحث عن التمرد حتمًا ستجده ومن تقرر الهروب «تنقلع» الله لا يردها، فالوطن ليس بحاجة لهذه العاهات البشرية، إنما هو بحاجة لبناته وأبنائه البررة الذين ينظرون إلى مصلحة وطنهم ويبحثون عن الكمال لهذا الوطن، وعندما يطالبون بإيجاد قانون أو إلغاء قانون، أو حتى تعديل فهو بحث عن المصلحة العامة وليس مصالح شخصية كل همها التمرد على الأهل والوطن.