سي إن إن عربية-
يكتظ منزل الإماراتية "آمنة الأحبابي" بعشرات القطط الوديعة من مختلف الأنواع والأحجام وهي تستلقي على الوسائد المريحة، أو تراقب الطيور من النافذة، أو حتى تتشاجر مع بعضها البعض، وذلك بعد أن كانت تمتلك قطتين فقط في الماضي.
وبدأ اهتمام "آمنة" الأستاذة المساعدة في جامعة الإمارات العربية المتحدة "UAEU"، بالحيوانات الأليفة والتطوع في هذا المجال منذ عامين ونصف، عندما تبنت في بداية الأمر قطتين، وفقا لما قالته في مقابلة مع موقع "CNN بالعربية.
وبعد ذلك، أصبح الناس يلفتون انتباهها إلى القطط الضالة والمشردة، ومن هناك "وصلنا من قطتين إلى 100"، وفق قولها.
وترى الإماراتية أنها وجدت هدفها من خلال ما تقوم به، فقالت: "يتحدث العديد من الأشخاص عن البحث عن هدفهم في الحياة.. وأشعر أن العناية بالحيوانات.. هو هدفي أنا".
ولا تشكل حساسية "آمنة" من القطط مشكلة بالنسبة لديها، إذ قالت الإماراتية العزباء، التي تبلغ من العمر 40 عاما: "كشخص يعاني من حساسية مزمنة.. أنا أقول إن تكلفة العلاج هي أقل من 20 درهما شهرياً، وهي مجرد حبة واحدة تتناولها في الصباح، وحبة في المساء".
وعلى مر الوقت، كونت الإماراتية "شبكة" من المتطوعين الذين ينقذون الحيوانات الأليفة المشردة على نفقاتهم الخاصة.
ولا تقتصر جهود "آمنة" في مجال إنقاذ الحيوانات على مدينة العين في دولة الإمارات العربية المتحدة فقط، فهي لا تتردد في تقديم المساعدة لحيوانات أليفة مشردة في مناطق أخرى مثل أبوظبي، ودبي، أو حتى الفجيرة.
وقامت "آمنة" بتجهيز منزلها الذي يتألف من طابقين لاستقبال هذا العدد من القطط، من خلال غرفة خاصة للطعام والشراب وأخرى لقضاء حاجة القطط، بينما تتواجد غرفة أخرى خاصة بالقطط الأمهات، والتي تتضمن ما يشبه أقفاص العزل المؤقتة للقطط المريضة.
وخلال الشهر الواحد، تنفق الأربعينية الإماراتية أكثر من 15 ألف درهم على احتياجات القطط مثل الرمل المخصص لصندوق الفضلات، وصولا إلى الطعام.
ولا ترى "آمنة" وجود مشكلة في الموازنة بين الاعتناء بالقطط وحياتها الاجتماعية، حيث إن حياتها الاجتماعية تتواجد ضمن نطاق عملها التطوعي بمجال إنقاذ الحيوانات، بحسب ما قالته.
ومن ناحية حياتها المهنية، تقوم "آمنة" بالربط بين عملها التطوعي ومادتها التعليمية، فهي تحرص على عرض أفلام تتمحور حول الرفق بالحيوانات لطالباتها على سبيل المثال.
وعلى منصات التواصل الاجتماعي، لاحظت "آمنة" وجود العديد من التعليقات السلبية بسبب امتلاكها هذا العدد الكبير من القطط، ومن هذه العبارات: "من المؤكد أنها غير متزوجة، وليس لها أطفال"، أو "عندها مرض نفسي".
وهي ترى أن هناك صورة نمطية تلاحق النساء اللواتي تجاوزن الثلاثين من عمرهنّ، والتي تنص على أنهن يعتنين بعدد ضخم من القطط.
وردا على ذلك، أكدت الإماراتية أن آراء الأشخاص لا تحدث فرقا بالنسبة لها، فقالت: "أنا على قناعة بنسبة 100% أنني أقوم بعمل صحيح".