واشنطن بوست-
علقت صحيفة “واشنطن بوست” على التقارير التي تحدثت عن اشتراط السلطات السعودية الإفراج عن الناشطة لجين الهذلول، بسحبها اتهامات التعذيب الذي تعرضت له على يد سجانيها قائلة إن الناشطة رفضت الشرط.
واعتبرت الصحيفة موقف الناشطة الذي نقلته عائلتها شجاعة في المواقف والمبادئ ولهذا السبب “يجب الاعتراف بمواقفها” لأنها تستحق هذا. ولجين “كناشطة في مجال حقوق المرأة السعودية دفعت وبقوة باتجاه حصولها على أمور مفروغ منها لدى المرأة المعاصرة في العالم، مثل حق المرأة بقيادة السيارة بنفسها. وتمت مكافأة الهذلول على نشاطها بالسجن والتعذيب لأكثر من عام. ولا تزال خلف القضبان، حتى بعد أن صادق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على قرار قيادة المرأة وخفف من قانون ولاية الرجل على المرأة”.
واعتقلت الهذلول في أيار/مايو العام الماضي، وشنت خلاله السلطات السعودية حملة تشويه ضدها والمعتقلات الأخريات على منابر التواصل الاجتماعي، ووصفن بالخائنات اللاتي يمثلن تهديدا على الأمن القومي والقيام باتصالات مع كيانات أجنبية تهدف لتقويض استقرار الدولة والنسيج الاجتماعي.
وتم تعذيب الهذلول وزميلاتها باستخدام الصعق الكهربائي والضرب وأسلوب الإيهام بالغرق. وكشفت الهذلول لوالديها الزائرين عن الكدمات على فخذيها. واتهمت عائلتها مستشار الأمير محمد بن سلمان السابق، سعود القحطاني والذي كان حاضرا جلسات التعذيب وهدد باغتصابها وقتلها، الأمر الذي نفته السلطات السعودية.
ولكن القحطاني نفسه هو من أشرف على عملية قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في مدينة اسطنبول العام الماضي بعد دخوله القنصلية السعودية هناك. وقامت الفرقة التي أرسلت إلى هناك وبإشراف منه بقتل صحافي “واشنطن بوست” وتقطيعه.
وبعد كل ما تعرضت له الهذلول من إهانة وتعذيب تقول عائلتها -شقيقها وشقيقتها- إن السلطات السعودية عرضت عليها صفقة تقضي بالإفراج عنها مقابل سحب اتهامات التعذيب الذي تعرضت له أثناء سجنها.
وتشير الصحيفة للتغريدة التي كتبها وليد الهذلول على تويتر: “عندما طلب منها أمن الدولة التوقيع على وثيقة لكي تكون ضمن فيديو جاهز للنشر قامت بتمزيق الورقة. وقالت لهم إنه بطلبهم منها التوقيع على الورقة فهم يحاولون التستر والدفاع عن سعود القحطاني”.
أما لينا الهذلول فقد كتبت أنها بكتابتها التغريدة قد تؤثر على أختها وتضر بها. وأضافت: “لكنني لا أستطيع الاحتفاظ بهذا لنفسي، تم عرض صفقة على لجين، أنكري التعذيب وسيفرج عنك. مهما حدث فأنا أقول مرة أخرى: لجين قد تعرضت لتعذيب شرس وتم التحرش بها جنسيا”.
وقالت الصحيفة إن السجون السعودية تزدحم بالمعارضين الذين يريدون الحديث بحرية، وهناك العشرات من الناشطين والناشطات الذين سجنوا بسبب مطالبتهم بحقوق المرأة.
وتقول الصحيفة إن على المستثمرين الذين يفكرون بشراء حصص في أرامكو أن يكونوا واضحين حول الشخص الذي سيصافحونه. وقالت إن هؤلاء جبناء فهم قتلوا صحافيا وعذبوا ناشطات وحاولوا التغطية على وحشيتهم. ومن يستثمر مع الطغاة يساعدونهم على الجريمة.