قالت صحيفة "التليغراف" البريطانية، إن إصدار المحكمة العليا في البلاد حكما لصالح الأميرة "هيا بنت الحسين" الزوجة السابقة لحاكم دبي الشيخ "محمد بن راشد آل مكتوم"، كتب فصل نهاية الشيخ الذي ظلت صورته مرتبطة في بريطانيا بالحداثة والتحديث والتقدم.
وقال مراسل الصحيفة "ستيف بيرد" إن "بن راشد" وعد بعد تعيينه نائبا لرئيس الإمارات ورئيسا لوزرائها بتحديث بلده وتحويله “لأحسن بلد” بحلول عام 2021، لكن سمعة الشيخ كرجل حداثي ممزقة بعد أن وجد قاض أنه اختطف ابنتيه بعد تجرؤهما على الوقوف في وجهه.
ووفق الصحيفة، فإن المفارقة هي أن زواجه من أميرة عربية كانت تريد امتحان حدود ما تتمتع به المرأة من حقوق في المجتمعات العربية دمرت سمعته بطريقة لا يمكنه الهروب منها، كما أن سقوطه كان باهرا إن أخذنا بعين الاعتبار أن البلد التي احترمته وبجلته منذ وصوله إليها صغيرا للدراسة هي التي كتبت فصل إهانته.
وحاول الشيخ ومحاموه منع فتح الملف للعامة إلا أن الصالح العام -كما ارتأت المحكمة- من حقه التعرف على سلسلة من الممارسات التي مارسها الشيخ بحق ابنتين له من زواج ثان، وهما "لطيفة" و"شمسة" اللتان اختطفتا قسرا ولا أحد يعرف عنهما شيئا، ثم حملة الترهيب التي مارسها الشيخ منذ عام 2018 ضد الأميرة "هيا" التي هربت مع ولديها إلى بريطانيا.
ورفضت المحكمة العليا البريطانية، الخميس، السماح لحاكم دبي، بالطعن في قرار يسمح بنشر حكمين صدرا في معركة قضائية مع زوجته السابقة، الأميرة "هيا بنت الحسين"، بخصوص الوصاية على طفليهما.
ويخوض الشيخ "بن راشد " نزاعا قانونيا مع الأخت غير الشقيقة لعاهل الأردن الملك "عبدالله الثاني"، على الوصاية على طفليهما منذ مايو/أيار الماضي.
وتقدمت الأميرة "هيا" (45 عاما) بطلب للوصاية على طفليها وحماية ابنتها من الزواج القسري وإصدار أمر بعدم التعرض لها.
وأصدر رئيس قسم شؤون الأسرة بالمحكمة العليا في لندن "آندرو ماكفارلين"، الذي كان ينظر في القضية، حكمين، وقرر في يناير/كانون الثاني الماضي أنه ينبغي نشرهما علنا.
وحسب حكم المحكمة العليا في بريطانيا، الصادر الخميس، قام حاكم دبي بحملة مستمرة من التخويف والترهيب والمضايقة لزوجته الأميرة "هيا"، وأمر باختطاف اثنتين من بناته، الشيخة "شمسة" والشيخة "لطيفة".
وقالت المحكمة: "في خلاصة حكم تقصي الحقائق، أجد أن ادعاءات الأم، (الأميرة هيا) باستثناء ما يتعلق بالزواج القسري، مثبتة".
وتضمنت حيثيات الحكم تفاصيل مثيرة حول سلوك حاكم دبي مع أبنائه، ومحاولته تزويج إحدى بناته (قاصر) إلى ولي عهد السعودية "محمد بن سلمان".