الخليج الجديد-
دعت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، السلطات الإماراتية إلى التحقيق في أوضاع الاعتقال، التي تصل إلى حد التعذيب أو المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.
وقال الخبيران: داينيوس بوراس، المقرر الخاص المعني بالحق في الصحة، ونيلز ميلزر، المقرر الخاص المعني بالتعذيب: إن "دولة الإمارات العربية المتحدة تتحمل مسؤولية حماية حقوق الأفراد المحرومين من حريتهم من خلال ضمان احترام ظروف الاحتجاز لكرامتهم وسلامتهم العقلية".
وجاءت دعوة الخبيرين عقب أنباء تحدثت عن محاولة المواطنة الإماراتية مريم سليمان البلوشي الانتحار بسبب الظروف المهينة في سجن الوثبة في أبوظبي.
وأعرب الخبيران الأمميان، في رسالة وجهت إلى السلطات الإماراتية المتهمة بانتهاكات واسعة بحق المعتقلين، عن قلقهما البالغ إزاء "التعذيب وسوء المعاملة المزعومين بحق السيدة البلوشي، والسيدة أمينة أحمد سعيد العبدولي، والسيدة علياء عبد النور، مما أدى إلى تدهور صحتهن بسبب ظروف الاحتجاز ونقص العلاج الطبي المناسب".
وكشف المقرران الأمميان عن تعرض البلوشي لـ"عمليات انتقامية بعد المراسلات الرسمية التي أرسلت إلى السلطات الإماراتية، لطلب معلومات حول الوضع الصحي البدني والعقلي الحالي للنساء الثلاث، والاستفسار عن سبب عدم الإفراج عنها لأسباب صحية، بناء على حالتها الطبية الحرجة".
وأضافا في رسالتهما: "تتعرض البلوشي لظروف غير إنسانية، بما في ذلك وجود كاميرات مراقبة داخل حمامها واحتجازها في الحبس الانفرادي في مناسبات متعددة لفترات طويلة، كان آخرها منذ منتصف فبراير".
وأشار الخبيران إلى أن لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب ولجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة قد خلصتا إلى أن ظروف الاحتجاز يمكن أن تصل إلى حد المعاملة اللاإنسانية والمهينة.
وحذر المقرران الأمميان من أن "الاعتقال المطول بمعزل عن العالم الخارجي يمكن أن يسهل ارتكاب التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، ويمكن أن يشكل في حد ذاته شكلاً من أشكال هذه المعاملة".
وقالا: "إن السلطات الإماراتية فشلت في اتخاذ الضمانات اللازمة فيما يتعلق بحياة وأمن وكرامة الأشخاص المحرومين من حريتهم، على الرغم من احتجاجات البلوشي من خلال الإضراب عن الطعام بسبب حالة اعتقالها"، مشيريْن إلى أن محاولتها الأخيرة للانتحار هي دليل على ألمها ومعاناتها.
ودعا المقرران الحكومة الإماراتية إلى "إجراء تحقيق سريع ونزيه على وجه السرعة في رد على أعمال التعذيب وسوء المعاملة المزعومة التي تعرضت لها السيدات الثلاث أمينة أحمد سعيد العبدولي ومريم سليمان البلوشي وعلياء عبد النور".
وكانت منظمة "نحن نسجل" الحقوقية قالت، في الـ12 من مارس الجاري، إن تدهور الحالة النفسية لمريم البلوشي المعتقلة في سجون الإمارات دفعها إلى القيام بقطع شرايين يدها، وذلك بعد أن هددتها النيابة العامة بما وصفته بتلفيق قضية جديدة بسبب رفضها تسجيل اعترافات لبثها على القنوات الرسمية.
يُذكر أن البلوشي تخضع للحبس الانفرادي في سجن الوثبة منذ منتصف فبراير الماضي.
واعتُقلت الطالبة الإماراتية عام 2015 بتهمة تمويل منظمة إرهابية وحُكم عليها بالسجن خمس سنوات، لكنها تقول إن كل ما فعلته هو إرسال أموال إلى أسرة منكوبة في سوريا.