لم يعد الجيش السعودي، وتأدية المهام العسكرية فيه حكراً على الرجال، فبدأت المرأة تأخذ مكاناً بارزاً في القطاعات العسكرية المختلفة للمملكة، والانخراط في النشاطات التي كانت محظورة عليهن من سنوات طويلة.
ورغم أنه من غير الشائع وجود النساء بالسعودية في مناصب ومهام عسكرية، فإن المملكة اتخذت خطوات رسمية ومعلنة لدخول المرأة في الجيش، كان أبرزها إعلان وزارة الدفاع فتح باب التجنيد، والسماح للشابات السعوديات بالانضمام للوزارة، وشغل وظائف عسكرية برتب متعددة في عام 2019.
وسعت السلطات السعودية إلى تجنيد النساء لمنحهن المساواة داخل المؤسسة العسكرية؛ من خلال فتح باب التجنيد لهن للتقديم على الوظائف العسكرية النسائية برتبة جندي أول، وعريف، ووكيل رقيب، ورقيب.
وشملت أفرع القوات المسلحة التي فتح للسعوديات التجنيد بها القوات البرية الملكية، والدفاع الجوي الملكي السعودي، والقوات الجوية والبحرية، وقوة الصواريخ الاستراتيجية، والإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة.
ووضعت وزارة الدفاع عدة شروط لانضمام المرأة إلى الأعمال العسكرية؛ أبرزها أن تكون سعودية الأصل والمنشأ، ويستثنى من شرط المنشأ من نشأت مع والدها أثناء خدمته للدولة خارج المملكة، وتكون حسنة السيرة والسلوك، وغير محكوم عليها بالإدانة في جريمة مخلّة بالشرف والأمانة، ما لم يكن قد رد اعتبارها إليها، وتكون لائقة طبيّاً، وألا تكون متزوجة من غير سعودي.
وستنضم النساء المجندات في وزارة الدفاع إلى العديد من زميلاتهن في وزارة الدفاع اللواتي يخدمن بقطاعات غير قتالية تابعة للوزارة؛ كالتخصصات الطبية والثقافية والاجتماعية.
كما توجد المرأة السعودية في العمل الأمني بقطاع وزارة الداخلية وبرتب عسكرية في أقسام مكافحة المخدرات والسجون والبحث الجنائي والجمارك، وأعمال التفتيش والحراسات الأمنية.
ويأتي وجود المرأة السعودية في الجيش ضمن "رؤية 2030"، إضافة إلى رفع المملكة بعض القيود المفروضة على المرأة السعودية تدريجياً، ومنحهن مزيداً من المشاركة مع الرجل، وهو ما أتاح لها مؤخراً الوصول إلى العمل داخل مؤسسة الحرمين الشريفين التي كانت تقتصر على الرجل.
بعد عام من فتح التجنيد للنساء السعوديات، أسدلت وزارة الدفاع، الأربعاء 1 سبتمبر الجاري، الستار عن تخريج أول دفعة نسائية من القوات المسلحة بعد إتمامهن دورة التدريب الأساسي (14 أسبوعاً) في مركز تدريب الكادر النسائي.
ونشرت المواقع والمنصات الرسمية لوزارة الدفاع السعودية صوراً لنساء خلال مشاركتهن في تدريبات عسكرية ومهام رسمية.
ونشرت وزارة الدفاع السعودية، الجمعة 3 سبتمبر الجاري، صورة للمقاتلة فريدة اليزيدي في حسابها بموقع "تويتر"، تحت تعليق "سعودية.. شامخة أبية"، وهي ترتدي زيها العسكري القتالي وتحمل البندقية.
وفي هذا السياق قال رئيس هيئة تعليم وتدريب القوات المسلحة اللواء ركن عادل البلوي، إن المركز يهدف لتقديم خدمات مميزة للمعينات في القوات المسلحة بكفاءة واحترافية في المجالات التي تحتاجها الوزارة.
ونقلت وكالة "واس" الرسمية عن البلوي قوله: إن "المركز يسعى لتقديم مناهج تدريبية وبيئة تعليمية مثالية، وفقاً لمعايير عالمية تلبي احتياجات القوات المسلحة من الكادر النسائي بما يحقق الأهداف المستقبلية للوزارة".
كما برز وجود المرأة السعودية في مهام عسكرية حساسة في المملكة، حيث ظهرت امرأة ضمن عناصر الحرس الملكي، وفقاً لما نشره الأمير سطام بن خالد آل سعود، في يونيو 2020.
وتظهر في الصورة المنتشرة امرأة ترتدي الزي الرسمي للحرس الملكي السعودي تقف إلى جانب زميل لها مرتديين كمامات واقية.
وفي الجانب الأمني برز دور المرأة في السعودية بممارسة مهام خلال موسم الحج للعام 2021، في يوليو الماضي، حيث نشرت وزارة الداخلية على حسابها الرسمي عبر "تويتر" أول صور لسيدات في أمن الحج والعمرة وهن يباشرن أعمالهن بالمسجد الحرام، ويقمن بالتنظيم والحرص على تطبيق الإجراءات الاحترازية.
وقامت الشرطيات بالعديد من المهام الأمنية في المسجد الحرام؛ منها التنظيم ومتابعة تطبيق الإجراءات الاحترازية والمتابعة الأمنية لكل ما يخص الجانب النسائي في الحرم.
كما عملت السلطات السعودية إلى جانب فتح التجنيد وتوكيل مهام عسكرية للسيدات، على فتح قسم نسائي عسكري في قواتها المسلحة بهدف استقطاب وتلبية احتياجات أفرعها من العنصر النسائي.