كامل جميل - الخليج أونلاين-
احتلت المرأة دوراً بارزاً في الخليج وأصبحت تنافس الرجل في أعلى المناصب الإدارية والعلمية، فضلاً عن توسعها في نطاق التخصصات التي تدرسها، لتثري بها بلدها ومجتمعها والعالم أيضاً.
ومع احتفال العالم باليوم العالمي للمرأة، الذي يوافق الثامن من مارس كل عام، تبرز المرأة الخليجية بقوة نتيجة إنجازات حققتها على مدى سنوات طويلة، في دليل على عزمها للوصول إلى أفضل وأعلى المراكز، وتبوء مناصب رفيعة في مختلف التخصصات.
الدور الذي أدته المرأة الخليجية في جميع القطاعات، والإنجازات التي حققتها، أكدها نايف الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي قال في بيان (8 مارس 2021) إن المرأة الخليجية تعيش مرحلة ذهبية من الإنجازات.
وأوضح أن المرأة الخليجية حققت "بصمة متميزة في صنع القرار والمشاركة الكاملة والفاعلة على المستوى المحلي والدولي"، مشيراً إلى "تألقها في العديد من المجالات وتقلدها أفضل المناصب، وقيادتها الفاعلة لعدد من النجاحات والمنجزات".
وأضاف: "نشهد اليوم نجاح المرأة الخليجية في تحقيق العديد من المكاسب والمكانة المستحقة، وتقديم مبادرات استثنائية مبدعة وغير مسبوقة على الإطلاق، بعدما عبرت كل الصعاب والتحديات لتحقق أحلامها والمشاركة في بناء مستقبل وطنها بكل طموح وإرادة".
السلك الدبلوماسي
ويحسب للمرأة القطرية وصولها إلى العالمية بتأثيرها وما حققته في مجالات عملها، وهنا لا بد من الحديث في هذا الشأن عن الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، حيث اختيرت باعتبارها من أكثر الشخصيات تأثيراً بقائمة 100 لمجلة "أرتريفيو"، كما تظهر بشكل بارز في "تايم 100"، وقائمة "فوربس لأقوى 100 امرأة في العالم".
نجاح الشيخة المياسة في الوصول إلى العالمية جاء من خلال ترؤسها هيئة متاحف قطر، التي تعتبر اليوم واحدة من أبرز المراكز الثقافية في العالم، فضلاً عن ترؤسها مؤسسة الدوحة للأفلام، التي عقدت شراكة مع مهرجان "تريبيكا" السينمائي لإنتاج عديد من التكرارات السنوية لمهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي.
كما تُظهر المرأة القطرية براعة في العمل الدبلوماسي، نالت احتراماً دولياً واسعاً، وهنا تبرز الشيخة علياء بنت أحمد بن سيف آل ثاني، ممثلة دولة قطر الدائمة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف.
وعند الحديث عن الدبلوماسية القطرية لا بد من التطرق إلى لولوة بنت راشد الخاطر، المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية القطرية، ومساعِدة وزير الخارجية، التي جرى تعيينها بقرار أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني رقم 56 لسنة 2019، والتي كانت من بين الأصوات القوية المدافعة بالأدلة وبالحجج عن موقف قطر خلال الأزمة الخليجية.
وفي سبتمبر اختيرت القطرية فاطمة النعيمي، التي تشغل منصب المديرة التنفيذية لإدارة الاتصال باللجنة العليا للمشاريع والإرث، ضمن جوائز القادة الرياضية العالمية للشباب (40 قائداً تحت سن الـ40 عاماً) لعام 2021.
وكانت "النعيمي" المرأة العربية الوحيدة ضمن قائمة الجوائز للأفراد الأكثر تأثيراً في تطور الرياضة وتقدمها، الذين يساعدون في دفع عجلة صناعة الرياضة إلى الأمام، ويعملون على إحداث التغيير في جميع مناحي الحياة عن طريق الرياضة.
ونهاية فبراير 2022 عيّن سلطان عُمان، هيثم بن طارق آل سعيد، امرأة في منصب رفيع بوزارة الخارجية، في أحدث تعيينات السلطان فيما يتعلق بالهيكل الإداري بالدولة.
وذكرت وكالة الأنباء العُمانية أن السلطان هيثم أصدر "مرسوماً بنقل ميثاء بنت سيف بن ماجد المحروقية إلى وزارة الخارجية بذات درجتها المالية".
ومنذ أكتوبر 2011، تشغل "المحروقية" منصب وكيلة لوزارة السياحة، قبل أن يغير اسم الوزارة إلى "وزارة التراث والسياحة".
الخليجية إلى الفضاء
إنجاز كبير حققته المرأة الخليجية، وتحديداً الإماراتية، حين وصلت مشاركتها في مشروع "مسبار الأمل" الإماراتي إلى 34% من فريق العمل.
كما شكّلت المرأة 80% من الفريق العلمي الخاص بالمسبار الذي سيقدم للبشرية أول دراسة شاملة عن مناخ الكوكب الأحمر، وطبقات غلافه الجوي المختلفة، مستخدماً في ذلك مزيجاً فريداً من الأجهزة العلمية المتطورة التي صممت لهذه المهمة خاصة.
وساهمت المرأة الإماراتية في تسطير الإنجاز التاريخي في مجال البرنامج النووي السلمي الإماراتي، والذي تمثل في بداية التشغيل الآمن والناجح لأولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية.
وشكلت المرأة قرابة 20% من مجموع موظفي مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها، شركة نواة للطاقة وشركة براكة الأولى، وهي من أعلى النسب في قطاع الطاقة النووية على مستوى العالم، في حين تصل نسبة النساء العاملات في موقع محطات براكة إلى نحو 10%.
على كرسي القضاء
كما تواصلت مسيرة إنجازات ومكاسب المرأة الكويتية بدعم من قيادة البلاد، وفي أحدث وأبرز تلك الإنجازات عُينت 8 قاضيات في يونيو 2020، ليصبحن أول قاضيات في تاريخ الكويت.
وتتوقع الكويتيات تحقيق المزيد من الإنجازات في عهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الذي يعد "خير نصير للمرأة" وفق الصحافة الكويتية.
وتدعم القيادة الكويتية ملف تمكين ودمج المرأة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، في وقت تسارع فيه الكويت الخُطا لتحقيق الهدف الخامس من التنمية المستدامة الذي ينص على المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة بما يتناغم مع الأجندة الأممية 2030، ويتسق مع رؤية الكويت 2035.
عصر الانفتاح
يبرز في السعودية كثيراً الانفتاح الذي تحقق للمرأة في السنوات القليلة الماضية، ما دفع نساء السعودية ليأخذن مكانة متميزة على مستويات مختلفة.
من بين أبرز ما تحقق للمرأة السعودية تعيين الأميرة ريما بنت بندر سفيرة للمملكة لدى الولايات المتحدة، في 23 فبراير 2019، لتكون أول امرأة تتقلد هذا المنصب.
كذلك أسندت السعودية مهمة دبلوماسية لسيدة أخرى هي آمال المعلمي التي عُينت سفيرة الرياض في النرويج.
وتوجت الرياض عاصمة للمرأة العربية بالتزامن مع ترؤُّس المملكة للدورة التاسعة والثلاثين لاجتماع لجنة المرأة العربية، الإرادة الوطنية الداعمة لمكاسب المرأة في جميع المجالات.
ويبرز أيضاً قيادة الدكتورة هلا التويجري، الأمينة العامة لمجلس شؤون الأسرة، لفريق تمكين المرأة في رئاسة السعودية لمجموعة العشرين، الذي يعمل على دعم وضمان النهوض بالمرأة، ودعم مسارات عديدة أخرى.
كما جرى تعيين 13 امرأة في المجلس الجديد لهيئة حقوق الإنسان، بما يمثل نصف أعضاء المجلس، وذلك في يوليو 2020.
ويبرز أيضاً تعيين الدكتورة ليلك الصفدي رئيسة للجامعة الإلكترونية، كأول امرأة ترأس جامعة سعودية طلابها من الجنسين.
ولأول مرة بالنيابة العامة جرى إشراك المرأة في العمل النيابي، وتعيين النساء بوظيفة "ملازمات تحقيق".
نسب توظيف عالية
في البحرين كان للمرأة دور بعديد من القطاعات، لا سيما أنها حققت نسبة عالية في الوظائف بقطاعات الدولة.
وارتفع عدد القاضيات إلى 21 قاضية، وتشكل نسبة الطبيبات البحرينيات 66%، وهو أعلى من المتوسط العالمي الذي يبلغ 46%، كما تشكل نسبة الممرضات البحرينيات 76%.
وبلغت نسبة مشاركة المرأة البحرينية من إجمالي القوى العاملة البحرينية 42.8%، وبلغت نسبة السفيرات في الديوان العام والبعثات بالخارج 15%، ونسبة المهندسات في القطاع الحكومي 36%، وفي قطاع المعلومات والاتصالات 38%، وفي شركات الاتصال 32%.
وارتفعت نسبة تمثيل المرأة في مجلس النواب من 8% إلى 15% بين (2014-2020)، أما بالنسبة للمجالس البلدية فقد ارتفعت النسبة من 3% إلى 23% خلال عشر سنوات.
جوائز عالمية
من أبرز إنجازات المرأة العُمانية على المستويين الإقليمي والدولي اختيار وزارة الخارجية الأمريكية البروفيسورة العُمانية سلمى بنت محمد الكِندية للدخول بقاعة النساء المشاهير في العلوم لمنطقة الشرق الأوسط في عام 2013، اعترافاً بإنجازاتها وجهودها في مجال العلوم.
وفي عام 2017 حصلت "الكِندية" على جائزة (إنجاز الحياة) من مؤسسة فينس الدولية بالهند؛ تقديراً لإسهاماتها في مجال علوم الكيمياء.
وقرَّرت هيئة مهرجان جائزة "ميدالية العنقاء الذهبية الدولية للمرأة المتميزة" منح جائزتها في الدورة الرابعة العراق - أستراليا 2015-2018، للكاتبة الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسية، وفازت الكاتبة العُمانية جوخة الحارثية بجائزة مان بوكر الدولية لعام 2019 عن روايتها "سيدات القمر"، كأول خليجية تفوز بهذه الجائزة.
وهناك ثلاث نساء عُمانيات فزن بجائزة لوريال باريس اليونسكو للنساء في مجال العلوم، التي ترعاها منظمة اليونسكو، لإسهاماتهن وإنجازاتهن في مواجهة التحديات العالمية، كتفشي الأمراض المختلفة، وتدهور التنوع البيولوجي والتهديدات التي يتعرض لها الأمن الغذائي وغيرها من المجالات العلمية.
وفي إنجاز آخر للمرأة العُمانية عملت الدكتورة منى بنت محمد الحبسية مع الفريق البحثي للبروفيسور الياباني تاسوكو هونجو، الذي فاز بجائزة نوبل للطب لعام 2018، حيث عملت في الجزء المتعلق بالسرطان وهو الجزء الحائز الجائزة ويختص بعلاج السرطان عن طريق تحفيز جهاز المناعة.
أما الإنجازات التي حققتها المرأة العُمانية مؤخراً، فكانت تتويج الطالبة زهرة العبرية من تقنية نزوى بالمركز الثالث على مستوى العالم في مسابقة هواوي العالمية للتكنولوجيا، وتتويج الكاتبة خديجة المفرجية بجائزة الشارقة في مجال أدب الطفل، وفوز الشاعرة رقية الحارثية بالمركز الأول بجائزة الشارقة في مجال الشعر عن ديوانها "قلب آيل للخضرة".
وفي 8 مارس 2021، حيث يحتفل العالم بيوم المرأة العالمي، أعلنت السلطنة تحقيق إنجاز طبي عُماني استثنائي، صاحِبته الدكتورة هند بنت خميس البلوشية، التي طورت تقنية ترميم بالخلايا الجذعية، ما رشحها للانضمام إلى فريق طبي بمستشفى رويال فري وجامعة لندن في المملكة المتحدة لإجراء عملية نادرة لإنقاذ طفلة بريطانية كانت في حالة حرجة إثر ابتلاعها بطارية.