متابعات-
تؤدي المرأة السعودية مهام كبيرة في سبيل تسهيل مناسك الحج وخدمة ضيوف الرحمن، ولها دور محوري ضمن خطط المملكة لإنجاح مواسم الحج، حيث تبرز أعمالها بالمشاعر المقدّسة، في عديد من قطاعات وزارة الداخلية، كما شاركت المتطوعات في التنظيم والتفتيش والرقابة والمتابعة الميدانية والترجمة واستقبال البلاغات وغيرها من الأعمال الأخرى.
وأعلنت رئاسة شؤون الحرمين، في أغسطس 2021، تعيين 20 سيدة من حمَلة الشهادات العليا، في مناصب قيادية رفيعة بالرئاسة، بهدف الارتقاء بمستوى العمل واستثمار الكوادر الوطنية المؤهلة.
وفي كل موسم تتسابق السعوديات المتطوعات لخدمة الحجيج من خلال التعاون مع القطاعات كافة لضمان تجربة حج آمنة ومريحة، وتشير إحصاءات مجلس شؤون الأسرة بالسعودية إلى أن نسبة المتطوعات في برنامج "كن عوناً" لخدمة ضيوف الرحمن هذا العام، 1443هـ، بلغت 59% من إجمالي المتطوعين في المبادرة، خاصة في 6 مجالات.
وتؤكد صحيفة "مكة" السعودية بتقرير نشرته في 5 يوليو 2022، على حرص آلاف السعوديين لخدمة الحجاج مجاناً، ويأتون من أنحاء المملكة إلى المشاعر المقدسة كل عام، ليقدم كل منهم خلاصة معرفته وخبرته دون مقابل، لمساندة جهود الجهات الرسمية، وتقديم الدعم اللوجستي لكل القطاعات من خلال عمل مؤسساتي منظم.
وتعود بداية العمل التطوعي في مواسم الحج -بحسب الصحيفة- إلى عام 1965 حين وجهت المديرية العامة للدفاع المدني لأول مرة نداء إلى كل المواطنين للتطوع على أعمال الدفاع المدني من خلال فروعها بالمناطق، وعقدت أول دورة في مدرسة الشرطة بمكة المكرمة بعد قبولهم وتدريب مجموعة منهم على أعمال الإطفاء والإنقاذ، والإسعاف، مع دروس في مجال أهمية الأعمال التطوعية.
ويبرز تطوع المرأة في مجالات عديدة تشمل علاقات الحجاج، والتوجيه والإرشاد، والترجمة، والمجال الصحي، ومجال الإعلام، وخدمات كبار السن.
ويتم تأهيل المتطوعات عادة من خلال، ترسيخ مفهوم العطاء تجاه ضيوف الرحمن، والتعرف على الدوافع الرئيسة لخدمة الحجاج، مع إكسابهم المهارات الأساسية لتنفيذ العملية التطوعية، وتسليط الضوء على أثر التطوع والمتطوعين، وتعريفهم بالميثاق الأخلاقي للتطوع.
وتتنوع مستويات العمل التطوعي؛ فمنها التطوع العام والذي يتطلب مستوى بسيطاً من المهارات المحددة، والتطوع المهاري الذي يعتمد على تنفيذ المهام التطوعية بناء على المهارات، والتطوع الاحترافي الذي تقع على عاتقه تنفيذ المهام في مجالات مهنية وتخصصية محددة.
ومن أبرز جهات التي توفر الفرص التطوعية في السعودية هي إدارات ووحدات التطوع بالجهات الحكومية، ومراكز ولجان التنمية الاجتماعية، والمؤسسات والجمعيات الخيرية، ومراكز التأهيل والتدريب.
مهام متنوعة
تقوم المتطوعات السعوديات بالعديد من المهام التي تتطلب كفاءات مؤهلة تتحلى بالإخلاص والتفاني، ويتم توزيعهن داخل المسجد الحرام وأبوابه ومداخله وساحاته الخارجية، لتقديم أرقى الخدمات لقاصدات المسجد من شتى أنحاء العالم.
ووضعت وكالة الشؤون النسائية حزمة برامج مدروسة بعناية لخدمة حجاج بيت الله الحرام بمختلف لغاتهم، والمدرجة تحت ظل مبادرة "شعائر"، إذ تتنوع تلك البرامج في طريقة عرضها ومحتواها، بهدف نشر الوعي والإرشاد المكاني للقاصدات والرد على استفساراتهم من خلال المكاتب المتنقلة، والتنبيه إلى بعض الأخطاء التي تقع فيها القاصدات وذلك بعدد من اللغات العالمية المختلفة.
كما تعمل وكالة الشؤون النسائية على إعداد الخطط التفويجية لتسهيل عملية الدخول والخروج لقاصدات بيت الله الحرام عبر معايير عالمية للتنظيم، إلى جانب ضبط المسارات وتنظيم الوصول إلى صحن المطاف والمسعى والمصليات بكل يسر وسهولة، وفق جهود تشاركية بين الوكالات الخاصة بتنظيم حركة قاصدي المسجد وإدارة تنقلهم لأداء النسك والعبادات.
وكذلك عملت المتطوعات على إطلاق سلسلة من المبادرات الإرشادية والتوجيهية المتميزة، فضلاً عن تنفيذ حملة استقبال لضيفات الرحمن بإظهار الحفاوة بهن وكرم الضيافة وتقديم الهدايا القيمة كالمصاحف وعبوات ماء زمزم وغيرها.
وبلغ عدد الفِرَق التطوعية المشاركة في موسم الحج هذا العام 7 فِرَق تضم أكثر من 1000 متطوعة يقدمن خدمات الترجمة، ومساعدة كبار السن وذوي الإعاقة وخدمات التطوع الصحي والتوجيه والإرشاد المكاني والمشاركة في تنظيم الحشود وسقيا زمزم.
وتؤكد الإعلامية وكاتبة المحتوى رغد الشلالي إلى أن المرأة تشكل 59% من نسبة المتطوعين لخدمة الحجاج بمشارك نحو 80 متطوعة.
وتشير "الشلالي" في حديثها مع "الخليج أونلاين" إلى أن إحصائيات الخدمات النسائية المقدمة للاستعداد في يوم التروية لعام 1443هـ بلغت 18 خدمة تتضمن الخدمات التوجيهية والإرشادية والعلمية والفكرية والثقافية النسائية.
وتضيف أن عدد المسارات التي سيتم تغطيتها من إدارة الممرات النسائية بلغت 82 مساراً، كما أن عدد الخدمات الإلكترونية النسائية المقدمة بلغت 31 خدمة.
وتتابع حديثها: "هذا بالإضافة إلى تقديم خدمات ميدانية، منها، تقديم الاستفسارات وإرشاد التائهين، تنظيم المصليات وتسوية الصفوف وغيرها من المهام".
وتبين "الشلالي" أن تعيين المرأة في مجالس الإدارات بمؤسسات الطوافة رسم دوراً كبيراً في تطوير مشاركتهن في الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
وتضيف أن المرأة أظهرت المهارات والقدرات التي تميزت بـ"الاستثنائية"، بحسب وصفها، حيث لم تعد تؤدي تلك الأدوار المحدودة التي كانت تقوم بها المراة سابقاً، بل أصبحت إحدى صناع القرار داخل مؤسسات الطوافة.
وخلصت إلى أن "المرأة قد ساهمت بإعداد الخطط وشاركت في تنفيذها، إضافة إلى متابعة برامج الخدمات الأساسية والإضافية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة".
إرشاد الحافلات
وقرر مكتب إرشاد الحافلات الناقلة للحجاج بمكة المكرمة، فسح المجال أمام المتطوعات من أجل المساهمة في تنفيذ أعماله وخططه التشغيلية لموسم حج هذا العام، من خلال استقبال وإيصال حافلات الحجاج إلى مقر سكنهم بمكة المكرمة.
ونقلت صحيفة "الرياض" السعودية، في 25 يونيو الماضي، عن نائب المدير العام للمكتب ياسر كردي، أن خطة المكتب لهذا العام، ولأول مرة، اشتملت على عنصر نسائي وطني، تم تدريبهن وتأهيلهن على أعلى معايير الجودة والأداء لخدمة الحجيج، مؤكداً أن المكتب يضم قرابة 40 سيدة موزعات على عدة مهام وأعمال في المكتب وداخل محطات استقبال الحافلات.
وأضاف "كردي" أن مهام الكادر النسائي العامل ضمن خطة المكتب لهذا العام، تتركز في متابعة الأعمال الإدارية والميدانية وتحقيق إنجازها في الوقت المحدد، إضافة إلى عمل عدد من الكادر النسائي داخل محطات استقبال الحافلات بنظام الورديات كمُدخلات لبيانات حافلات الحجاج، وإنهاء الإجراءات المتعلقة بإيصالها بمرافقة مرشدي الحافلات إلى مقار سكن ضيوف الرحمن.
من جانبها أوضحت مديرة إدارة الاتصالات الإدارية بالمكتب ميساء مرغلاني، أن إدارة المكتب حرصت على تأهيل وتدريب الكادر النسائي هذا العام ليكون جزءاً من منظومة الحج للعمل في خدمة ضيوف الرحمن، مؤكدةً أن المكتب يعمل تحت مظلة الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف وبمشاركة النقابة العامة للسيارات بإشراف مباشر من وزارة الحج والعمرة.
ومن الجدير بالذكر أن أعداد النساء العاملات في موسم حج 2019 بمؤسسات الطوافة تضاعف لأكثر من 4 أضعاف، حيث بلغ عدد العاملات 349 امرأة، منهن 153 مطوفة، و161 من بنات الطائفة، و35 فتاة من خارج دائرة المطوفات، تم توزيعهن على عدة لجان، منها الاستقبال والمغادرة والإسكان والتفويج.