الراية- تحول تزيين غرف المواليد إلى ساحة للتنافس بين النساء، حيث تحرص الكثير من النساء على الاستعانة بخبيرات الديكور والتصميمات لتجهيز غرفة استقبال المولود بمستشفى الولادة لتصل تكلفة تجهيزات الغرفة الواحدة من 30 ألفًا إلى 40 ألف ريال.
تؤكد أمهات لـ الراية أن الاستعداد لاستقبال مولود جديد هو شيء مكلف ولكنه ضروري مقابل فرحة قدوم مولود جديد، فقد تشمل التجهيزات من تصميمات وديكورات وستائر خاصة لغرفة الطفل التي تتراوح ما بين 30 ألفًا إلى 40 ألف ريال، أما الهدايا من سلال الفواكه وباقات الزهور والنفاخيات والعود وسلال الشيكولاتة والحلوى التي توزع على المهنئين والتي تتراوح تكلفتها ما بين 2000 إلى 3500 ريال حسب النوع والكمية.
ويحرص كثير من العائلات على شراء العود ودهن العود لتعطير الزائرين كرمز والتي تعطر غرفة المولود وتتراوح أسعارها ما بين 1500 إلى 2000 ريال حسب نوع العود، بينما تتراوح أسعار سلال الزهور التي توضع داخل غرفة المولود وفي الممرات المؤدية إليه وإلى غرفة الأم ما بين 1000 إلى 1500 ريال.
وأشرن إلى أن أسعار سلال الفاكهة والعصائر التي تتراوح ما بين 600 إلى 850 ريالا.
وأكدن أن الاختلاف في شكل الهدايا وألوانها ونوعيتها يختلف حسب المولود سواء ذكرًا أو أنثى، فالهدايا للمواليد الذكور تكون باللون الأزرق مقابل الوردي للإناث.
وتبرر النساء ذلك الاهتمام المبالغ فيه بغرف المواليد، كونها تتلقي الهدايا من المهنئين، وتستقبل الأهل والأصدقاء لرؤية المولود، فيحرصن على تجهيزها بالمفروشات ذات الألوان الهادئة، ووضع سلال الشيكولاتة والورد والفواكه المعتاد على إحضارها للمستشفيات ـ والاهتمام بوضع إضاءة خافتة، والأكسسوارات والبوسترات وعبارات التهاني الخاصة باستقبال المواليد بالإضافة إلى الهدايا الصغيرة التي يتفنن بها أقرباء المولود والتي توزع على المهنئين وقسم التمريض.
ويواجه الكثير من المهنئين مشكلة في اختيار هدية المولود لذلك تتنافس المحلات في توفير هدايا متنوعة لإرضاء كل الأذواق وبأسعار تناسب الجميع، وتشمل الألعاب والحلي وسلال الشيكولاتة والفواكه والورود.
الراية قامت بجولة داخل قسم الولادة بمستشفى النساء والولادة لرصد كيفية تجهيز غرف المواليد وديكوراتها الخاصة وطبيعة الهدايا التي تستقبلها الأمهات بعد الولادة.
وتؤكد عاملات بمستشفى الولادة أن المبالغة في هذه الهدايا يحتاج لمبالغ طائلة بالإضافة للارتفاع الهائل للأسعار والتي قد تقدر بثمن أقل من سعرها الحقيقي كما أن معظم الهدايا التي يتم تقديمها للتهنئة لا تناسب المولود الجديد ولا يتم الاستفادة منها بشكل مناسب وتضطر الأم لشراء المقتنيات التي تلزم طفلها الرضيع.
وأشرن إلى أن الهدايا التي تقدم للمولود من المقتنيات التي يمكن للطفل أن يستفيد منها تقوم المحلات بتزيينها ولفها بأشكال لافتة وخامات متنوعة وتتجاهل جودة المنتج الذي تبيعه مستغلة احتياج المواطنين على شرائها لتناسب المناسبة.
وتقول هيا غانم إن من دواعي سعادة الإنسان أن يفاجئه أحد أقربائه بتقديم هدية، فإذا اختفي عنصر المفاجأة قل تأثيرها، وهنا تأتي المفاجئات في أشكال مختلفة من الهدايا العجبية والغريبة عند استقبال مولود جيد، فلكي تكون الهدية مفاجأة يجب أن يحسن اختيارها.
وتابعت: دائمًا نراعي أن تكون مفيدة للشخص الذي سنقدمها إليه ويدل حسن انتقاء الهدية على اهتمام حقيقي من قبل صاحبها بتوطيد علاقته بالآخر، كما يدل على الحس الرقيق والخلق الرفيع عنده ولا يرتبط تأثير الهدية بثمنها المادي، بل يرتبط تأثيرها بحسن اختيارها، وإتقان تقديمها، وبالرسالة التي تنقلها هذه الهدية من شخص إلى شخص.
وتقول أمل منصور، معلمة في مدرسة مستقلة : من الطبيعي أن تحمل الهدية الحب والفرحة من خلال المناسبة التي حدثت كما إنها تعبر عن المشاعر الطيبة وتتباين الهدية بتباين المناسبة وليس المهم أن تكون الهدية غالية الثمن بقدر ما تكون لائقة ومناسبة لنفسية واحتياجات من نقدمها له.
وأضافت: قد يكون التعبير عن الفرحة بطرق أخرى غير الكلام وقد يكون في صورة هدية تقدم لشكر وتقدير أو فرح ومفاجئه كما أصبح الكثير يعتبرون أن الهدية شيء مثمر مثل العمل الجيد.
ويشير ياسر الكعبي إلى أن الهدايا تناسب الأذواق المختلفة للمواطنين وتلبي جميع رغباتهم في شراء هدايا فاخرة وأنيقة في هذه المناسبة، ولكن أسعارها لا ترقى لمستوى المنتجات التي تعرضها المحلات،
وتابع: كما أن وجود طلبات إضافية مع الهدية يزيد من سعرها، فكتابة اسم الطفل على النفاخيات فقط قد يكلف المشتري مبلغًا هائل بلإضافة إلى الهدية المرفقة، وتزيين غرفة المولود قد يكلف مبالغ طائلة تصل إلى 20 ألف ريال.
شيخة العبيدلي تقول : أفضل الهدايا العملية التي يمكن أن يستفيد منها الشخص في حياته اليومية مثل قطع الديكور أو العطور الفاخرة والمشغولات الذهبية ولذلك لا أفضل كثيرًا الورود كهدية لأنها تذبل سريعًا ولا تترك ذكرى للمناسبة التي أهديت فيها أو للشخص الذي قدمها.
وتضيف: لكن عندما تكون الهدية مادية أيا كان نوعها تعيش طويلا وعندما أنظر إليها أتذكر من قدمها وأفكر فيه لذلك أشعر بانتهاء عصر الوردة التي تذبل والكلمة التي تذوب، أما نحن الآن فمع الهدايا الغالية الثمن".
تؤكد شريفة علي أنها تفضل تقديم الهدايا المادية أي إعطاء مبلغ مالي أو هدية ذهبية للأم احتفالا بمولودها، وبالنسبة للهدية التي تفضل تقديها وتشعر بأنها سوف يستفاد منها تقوم بشراء عربة أو كرسي هزاز تنفع المولود وتستطيع الأم استخدامها ولا تكون فقط للزينة لذلك تبحث عن كل ماهو مفيد وتستطيع الأم والمولود الاستفادة منه دون ركنه وعدم الاستفاده منه حيث ترى أن المنتجات والهدايا أصبحت تقليدية وأشكالها قديمة والكل يذهب لشرائها لسهولة الحصول عليها.
وتضيف : أما بالنسبة للأسعار التي نقدمها فأصبحت لا تتناسب مع قيمتها وأصبحت أعاني من البحث عن الهدايا التي تفيد الطفل، حيث إننا سئمنا النوعيات المعتادة التي نشتريها في كل مناسبة، كما أن الأم تستقبل الكثير من هذه الهدايا المشابهة التي قد لا تستخدمها بسبب تكرار نفس منتجات الهدايا من الأقارب والأصدقاء أو عدم وجود استخدام مفيد لها؛ ما يجعل فكرة الهدية تتحول لمجرد طقوس وعادات غير مفيدة ومكلفة في نفس الوقت ولكنهم يضطرون لشرائها للاحتفال بالمولود.
وعن تجربتها تشير غالية المناعي إلى أنه بعد البحث عن الهدية المناسبة في السوق لم تجد ما يرضيها من المنتجات المعروضة كما أن معظمها غير مفيد وفوق كل ذلك يبالغ التجار في أسعار الهدايا كما يبالغون في كل متعلقات الأطفال التي تزيد أسعارها على مثيلاتها في ملابس ومتعلقات الكبار.
وتقول : فكرت وقررت بأن أجمع كل ما يحتاجه الطفل في الأسبوعين الأول والثاني وقمت بشرائه من ملابس وأحذيه وبانيو صغير وكريمات للأطفال وغلفت الهدايا بنفسي لأصنع هدية مفيدة للطفل وأبتكر وأظهر هواياتي في الهدايا.
وأضافت: كما أن معظم المنتجات التي يتم بيعها كهدايا للمواليد تقليدية ولا تقوم المحلات بعرض منتجات جديدة تحتاجها الأم أو المولود، وترى أنه كلما كانت الهدية لصديقة مقربة يسهل اختيارها لمعرفة احتياجات الأم كما أنها تكون قيمة أكثر.
وتوضح أنها تهتم بشراء الهدية بعد سؤال الأم عن الهدية التي تفضلها بعد خروجها من المستشفى، ولكنها تضطر لشراء الهدايا التقليدية في الزيارة الأولى للأم، وتقول: أرى أن أسعار هدايا المواليد مبالغ فيها وأفكارها بسيطة فهي علب صغيرة يتم وضع الشيكولاتة أو الحلوى بداخلها، فالتجار يبالغون بأسعار هذه المنتجات تحديدًا.
نورا حمد تهوى تغليف وتزيين الهدايا بنفسها حيث ترى أنها كامرأة يجب أن يكون لها لمستها التي تميز هداياها وتقول: أختار الهدايا بنفسي وأقوم بتزيينها وأشعر أن هديتي تكون مميزة؛ ما يجعل أقاربي وأصدقائي ينتظرون هديتي ويفضلون ذوقي في شراء الهدايا المناسبة التي تلبي رغباتهم حيث أحاول معرفة احتياجاتهم لكي يستفيدوا منها، فبضاعة المحلات تتميز بشكلها الرائع لكن مستوى المنتج سيئ.
وأنهت: إن أجمل ما في الهدايا أنها ترسم ابتسامة على وجه المهدى إليه وتدخل البهجة إلى قلبه، لاسيما إذا جاءت مناسبة لسنه وطبعه وشخصيته وحاجته حيث تترك الهدية لدينا شعوراً جميلاً، نتذكره لسنوات، بغض النظر عما إذا كانت هذه الهدية بسيطة ورمزية أو غالية الثمن، في العموم يعتبر اختيار هدية لطفل صغير عملية سهلة، نظراً لتميز المناسبة وعدم تقيدها بهدية معينة.
مدرسة الشريعة ابتسام زيدات تشير إلى أن سلوك التهادي وتبادل الهدايا سلوك جميل ومحبب ولعلنا نعرف جميعًا حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إذ قال (تهادوا تحابوا) وبالتالي فإن الهدية نوع من تكوين المحبة الإيجابية تجاه الآخرين والتعبير عن تلك المحبة أمر مهم لأن ديننا الحنيف يطالبنا بالحب والتراحم والتفاهم، فالهدية تؤلف القلوب بين الأشخاص لذلك أمرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بالتهادي.
وتضيف : التهادي له آداب في شراء الهدايا بحيث تكون الهدية المقدمة أفضل الأنواع من جنسها فإذا أقام الشخص الذي يهدي الهدية بشراء قلم لابد أن يكون أفضل أنواع الأقلام، وإذ أراد شراء سيارة فلابد أن تكون من أفضل أنواع السيارات.
وعن الإسراف في قيمة الهدايا أشارت إلى أن الإسلام أمرنا ألا نسرف في الهدية كما أننا يجب علينا اختيار الهدايا النافعة التي تحقق الفائدة، تقول : إن الهدية بقيمتها المعنوية وفائدتها، فالبعض قد يحتاج للمال أكثر من الهدية.
وتضيف: إن الإسراف في الهدايا يجعلنا نفقد قيمة التهادي والمحبة والكلمة الطيبة لذالك الاعتدال في شراء الهدايا وخصوصًا التي تعود بالنفع على المتلقي
وترى الأخصائية النفسية، هند إبراهيم أن التهادي سلوك جيد والهدية مهما كانت بسيطة فإنها تشعر المهدى إليه أن له مكانة مميزة في حياة من يهديه، وبالنسبة لهدايا المواليد الجدد فهي تعيد الفرحة على قلوب الأم وليس الطفل فهي التي تعبت وأنجبت، كما أن الطفل لا يشعر بمقدار الهديا إلا إذا كانت هديه على المدى البعيد.
وتقول : أحيانا تكون الهدية لمسة حنان وعرفانًا وامتنانًا وهناك مشكلات كثيرة يمكن حلها بالهدية ومن ثم باتت الهدية لكثير من المناسبات، فالتغيير المصاحب للهدية يؤثر كثيرًا في النفس وأفضل الهدايا التي تهدى من القلب، فالهدية الممنوحة من القلب يحس بها ولو كانت زهرة جميلة، فالجانب العاطفي يؤثر في تكوين الاتجاهات وهو أحد المكونات تجاه الشخص أو تعبر عن رأيه والاتجاهات لها ثلاثة مكونات المكون الوجداني والمعرفي والسلوكي.
وأشارات إلى أن الهدية تؤثر كثيرًا من الناحية الوجدانية للأفراد، لذلك فمردودها إيجابي ناحية الشخص الذي يهدي الهدية كما تختلف الهدية باختلاف الشعوب والعادات والتقاليد والأعراف ومقدرات الأفراد، فكلما ارتفع ثمن الهدية كانت أكثر تأثيرًا في النفس، والناس صنفان منهم من يبحث عن القيمة المادية للهدية ومنهم من يبحث عن القيمة المعنوية للهدية وأظن أن البحث عن القيمة المعنوية أفضل من المادية لأنها تزول بزوال السبب بينما تبقى القيمة المعنوية وتدوم".
وتابعت: تختلف مسألة التهادي من شخص لآخر فهناك أفراد لا تمثل الهدايا لهم أي معنى ومرات كثيرة تعبر الهدايا عن أشياء مفقودة كأن تكون تعويضًا عن حاجة عاطفية غير مشبعة وقد تكون مسألة التهادي عند البعض مجرد تقليد وعرفًا يتوارثه الأجيال مثل الابن الذي يرى الأب يهدي هدية إلى الآخرين في مناسبات سواء كان في مناسبات الزواج أو النجاح في الامتحانات وغيرها من المناسبات المتعارف عليها بين الأسر وبعضها.
وتقول: كما يلعب التعليم والمستوى الثقافي دورًا كبيرًا في الهدية بين الأفراد وبعضها خاصة أن سلوك التهادي موجود بالأسرة ويعد من البروتوكولات الاجتماعية التي تتم دون تعلم بل تكتسب من خلال الحياة وتخلق المحبة بين الأفراد وتُشكل سلوكهم، والهدايا الأكثر شيوعًا الحلي والملابس والعطور ولا ننسى أن عنصر المفاجأة مهم جدًا في الهدايا، فهذا يجعل الهدية دائمًا جميلة ومبهجة ولكن إذا أعطيت الهدية بناء على وعد سابق فإنها تكون تافهة لا تأتي في الغالب بثمارها وتفقد طعمها. وتؤكد أن الهدية تؤثر تأثيرًا إيجابيًا ومهمًا في سلوك الأفراد، فهي رسالة من مرسل إلى مستقبل وبها يتم توثيق العلاقات والروابط بين الأشخاص لذلك يجب عدم إهمالها.