سجدي الروقي- اليوم السعودية-
قمة الجبن والانحطاط الأخلاقي، عدوان لا دين له ولا مذهب، استهدف عزلا آمنين، روع شيوخا ونساء وأطفالا فى حادث أيقظ «سيهات» الحالمة سيهات العلم والفن والأدب بصوت رصاص طائش يطلقه معتوه أحمق أينما وقع وكيفما اتفق وأي جسم يخترق!، أي شجاعة يعتقدون أنها تلك؟ حتى عند مواجهة عدوك المبين فهناك مُثل وأخلاقيات يجب أن تراعيها فلا تواجه شخصا أعزل فى بغتة، ولا توجه بندقيتك لامرأة لا حول لها ولا قوة. ولا تفتت «جيفتك» بحزام ناسف، ولكنهم خابوا وخسروا ولم يتحقق ولن يتحقق بحول الله حلمهم المجنون بإحداث شرخ وفرقة وتنافر بين أبناء الوطن الواحد، ولن يستطيعوا فى سلسلة عملياتهم الفاشلة الخسيسة، فكما بكى أهالي سيهات شهداءهم بكت الرياض وثارت تبوك واستنكرت الطائف وحزنت أبها، سقط الشهداء فى الاحساء والقطيف وفى الدمام وسيهات ولكن لم يسقط الوطن ولم يرتعب القادة ولم ينشق الصف ولن يركع المواطن.
قتلوا طالبة الطب (بثينة العباد) برصاصة غادرة اخترقت جسدها الطاهر فى عتمة الليل وهي تحمل طفلاً رضيعاً على صدرها خرت على الارض محتضنة ابن خالتها كي لا تصيبه يد الجبن والغدر وطوقته بذراعيها فكانت أشجع منهم، فمن هي بثينة العباد وماذا قدمت للوطن وابنائه وماذا قدم الظالمون؟! هي طالبة في السنة الخامسة بكلية الطب في جامعة الدمام متفوقة في دراستها مميزة بأخلاقها، وهذا ما أهلها لأن تواصل طريقها التعليمي بنجاح، معروفة بعملها في مجال الخدمة الاجتماعية والعمل كمتطوعة في الكثير من اللجان الأهلية. والفقيدة من بلدة العمران بالأحساء٬ تنتسب لعوائل عريقة في الأحساء وهي تقيم مع عائلتها في حي الجلوية بمدينة الدمام.
هي بثينة ابنة الاحساء يفخر الوطن بمثلها لا بمثلكم يا قتلة٬ بأي ذنب قتلت؟ وماذا ستقولون فى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون؟ رحلت قبل ان يتحقق حلمها بارتداء معطف الطب الابيض، قبل ان تحقق أمانيها بإنقاذ أرواح البشر وتخفف آلامهم، وقبل أن تجني نتاج سنوات من طلب العلم والكفاح والسهر، ارتدت الكفن قبل ان ترتدي ثوب الزواج وفستان الفرح.
قالت فى «تغريدة» ترثي (شهداء) حج هذا العام (الابتلاء الحميد أن تموت يوم جمعة على منسك عظيم وفي أطهر بقاع الأرض٬ ويطهر دماءك المطر.. هنيئا لكم بما كسبت أيديكم). ولم تكن تعلم أنها على موعد مع الموت غيلة وغدرا.. رحم الله بثينة وشهداء الغدر وحمى الله أوطاننا، ونصر ولاة أمرنا على الظالمين.أخيراً. إذا لم يزدك الوطن حباً فأنت لم تشعر بدفء الوطن. وإن كنت عازماً على الرحيل. فلا تترك خلفك وطناً ينزف.