الرياض السعودية-
شددت د. انتصار فلمبان -رئيسة المركز الأوروبي للسلم والأمن الاجتماعي في دول الاتحاد الأوروبي والخبيرة في مجال مكافحة الإرهاب- على أنّ المنظمات والجماعات الإرهابية عملت على استغلال كل الوسائل من أجل تنفيذ مخططاتها الإجرامية، ومنها تجنيد الأفراد سواء كانوا رجالا أو أطفالا أو نساء في القيام بأعمال إرهابية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وقد شهد المجتمع الدولي عند منتصف سنة 2014م عمليات تجنيد النساء بالمنظمات الإرهابية، خاصةً في تنظيم داعش، والتي أطلق عليها بالكتيبة الخنساء، ولها مجموعة من الأدوار داخل التنظيم الإرهابي، كما استغلت التنظيمات الإجرامية الإرهابية اليد العاملة المهاجرة غير الشرعية في تنفيذ مخططاتها الإجرامية.
وقالت إنّ الدول الغنية عرفت بتواجد عدد كبير من اليد العاملة سواء بطرق شرعية أو غير شرعية، واتسعت دائرتها خاصة في فترة النزاعات المسلحة الدولية والأهلية أو خلال الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وعلى الرغم من الجهود الدولية التي بذلت خلال السنوات الأخيرة في الحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية، إلاّ أنّه ما زالت أعداد كبيرة تتوافد على الدول التي تشهد نوعا من أنواع الاستقرار الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي، وهذا ما يشكل بالنسبة لها خطرا على أمنها الداخلي وعبئا على مؤسساتها الأمنية، ومن هنا دعت الصكوك الدولية لمكافحة الإرهاب إلى الحد من تدفق العمالة غير الشرعية، لما تشكله من خطورة على امن واستقرار مؤسسات الدولة في ظل استقطاب الكثير التي تعرف من الجماعات الإجرامية وخاصة الجماعات الإجرامية ذات الصلة بالجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية.
وأضافت انّه يتم استغلال هؤلاء في عمليات وجرائم الاتجار غير المشروع بالمخدرات، والمؤثرات العقلية، وجرائم الاتجار بالبشر، خاصةً الأطفال والنساء، ومن جهة أخرى تجنيد بعض هؤلاء في العمليات الإرهابية عن طريق تحريضهم على تقديم الدعم أو المساهمة أو المشاركة في إحدى صور الجريمة الإرهابية، موضحةً أنّه صدرت في السنوات الأخيرة على المستوى الدولي والإقليمي من خلال مجموعة من المنظمات العاملة منها: مكافحة الإرهاب الدولي مجموعة من التقارير التي تطرح إشكالية تجنيد النساء ضمن الجماعات الإرهابية، وجاءت هذه التقارير الإعلامية أن تنظيم القاعدة عمل على تجنيد مجموعة من النساء سواء داخل المملكة أو خارجها، من أجل تقديم الدعم للعمليات الإرهابية سواء من خلال جمع الأموال أو العمل على تجنيد أفراد جدد للانضمام إلى تنظيم القاعدة.
وأشارت إلى أنّ دائرة التجنيد للنساء اتسعت في زمن المنظمة الإجرامية الإرهابية داعش، حيث شكلت هذه الأخيرة كتيبة أطلق عليها كتيبة الخنساء، تقوم بمجموعة من الأدوار لدعم التنظيم في عملياته الإرهابية، سواء داخل منطقته الجغرافية التي يسيطر عليها في سورية أو العراق أو خارج هذه المناطق، وخوّل لهم مجموعة من الأنشطة، منها تجنيد أعداد أخرى من النساء، وجمع الأموال غير الشرعية، والقيام بعمليات التجسس على بعض مؤسسات الدولة، أو تقديم الدعم المعنوي للمقاتلين في جبهات القتال في كل من سورية والعراق.