محمد السحيمي- مكة نيوزالسعودية-
فاصل: ونحن بصدد تكملة مسكِّنات كواكب (الترعية والتبليم) البائدة، طالعتنا الزميلة (عكاظ) أمس، وعلى مسؤولية الأزمل منها (عارف السحيمي)، بنبأ وفاة معلمة وإصابة أخريات في حادثةٍ قرب (الحناكية) ـ واااه يا ديرة هَلِي ـ هي الأولى في السنة الهجرية الجديدة، حسب علمنا!! ونواصل: ومسلسلة (شهيدات الواجب) تفضح في كل حلقة، وبالدم واليتم والترميل، الفساد الإداري المتسرطن في خلايا الوزارة، التي أبادها (سلمان) حين سلَّ (أبا محمد) للتغيير الذي لا رجعة فيه، ولكن الحرس البيروقراطي ما زال مستميتاً في الذود عن (حياضه)، وإن جاء، وهو لم يأتِ ولم يكن يوماً إلاَّ على حساب التعليم وأهله ومستقبل الأجيال برمته! لقد بدؤوا بالمعلم؛ فما زالوا يسومونه مهانةً حتى حوَّلوه من وريثٍ شرعي للرسل والأنبياء، إلى كادحٍ مسحوق يقبل بكل ما تتخذه البيروقراطية في سبيل لقمة العيش! فلم يكفهم أن يعينوه أو يعينوها في (قريح ستان)؛ بل زعموا أن الدولة لم تستحدث وظائف تعليمية بعد تحرير الكويت (١٩٩١)؛ فاخترعوا (١٩٩٥م) مسكِّناً سريع المفعول هو (بند ١٠٥)، وتعهدوا (شفوياً) أنه مؤقت بسنة واحدة يأتي بعدها الترسيم! واستمر التسكين (١٥) عاماً، ثم رسموهم مع المعينين الجدد، وضاعت كل هذه الخدمة هدراً! أما المعلمات فلم تقف مأساتهن عند ذلك، حيث تم ترسيمهن برواتب أقل من زملائهن! وإلى اليوم لم تمنَّ عليهن الوزارة البائدة بمجرد شرح كيفية وقوع هذا الخطأ؛ ناهيك عن تصحيحه وتعديل رواتبهن! أما تعيين المعلمات تحديداً خارج مَناطقِهن؛ فهو إرهابٌ حقيقي تمارسه الوزارة البائدة ضد منسوبيها ـ كما قلنا قبل عامٍ تقريباً ـ وكم ناشدنا (أي ضمير) فيها أن يرفع الأمر لولي الأمر الشرعي، وينظر هل يرضيه هذا الموت المجاني لبناته؟ واسأل أقل الناس بصيرة: كيف تبدع معلمةٌ تغادر أطفالها أو أبويها الهرمين باكيةً؛ لأنها قد لا تعود أبداً؟؟؟ أما نحن فقد ذهبنا إلى أبعد من ذلك، وتساءلنا وتحديناهم أن يجيبوا: لماذا لا تجد في قائمة (شهيدات الواجب) زوجةً أو ابنةً أو أختاً أو قريبةً من بعيد، لأي (ضمير) من النافذين في الوزارة البائدة، الذين لا يخجلون من الصلاة عليهن وتقديم العزاء لأسرهن؛ تجسيداً للمثل القائل: (يقتل القتيل ويمشي في جنازته)؟؟؟؟؟