محمد الحمادي- الاتحاد الاماراتية-
المهندسة المعمارية تقود العمل البرلماني في الإمارات، وتترأس أعضاء المجلس الوطني الاتحادي الذين يمثلون الشعب، فبالأمس، انتخبت الدكتورة أمل القبيسي رئيساً للمجلس، للفصل التشريعي السادس عشر، لتكون بذلك أول سيدة تتبوأ هذا المنصب الرفيع، وتتحمل هذه المسؤولية الكبيرة.
من جديد، تؤكد المرأة الإماراتية أنها علامة فارقة بين نساء العرب والعالم، بعد أن سجلت اسمها ضمن أوائل نساء العرب باختيار وانتخاب أعضاء المجلس الوطني الاتحادي الدكتورة أمل القبيسي رئيساً للمجلس، لتكون بذلك أول امرأة إماراتية وعربية تصل إلى هذا المنصب، ولتكون من بين نساء قليلات في العالم تبوأن هذا المنصب الرفيع.
الدكتورة أمل القبيسي تستحق بجدارة هذا المكان، فقد كانت النائب الأول لرئيس المجلس الوطني الاتحادي في دورته السابقة، وقبل ذلك كانت الدكتورة أمل أول إماراتية وخليجية تفوز بالانتخاب لتصل إلى المجلس الوطني، وكان ذلك في انتخابات 2006 ومن يعرف السيرة العملية للدكتورة أمل يدرك أنها أهل لهذه المسؤولية، ومن خلال متابعتي لنشاط وعمل الدكتورة منذ وصولها للمجلس الوطني قبل تسعة أعوام إلى اليوم، أذكر أنها كانت في عمل دائم ومستمر، وهي تنتقل من مشروع إلى آخر، ومن مسؤولية إلى أخرى، ومن تكليف إلى آخر، ومن إنجاز إلى آخر، وهي ممن يؤدي واجبه الوطني بكل جد وإخلاص لتضرب أفضل مثل للمرأة الإماراتية الجادة والمثابرة التي لا تقل جهداً وعطاء عن أي رجل رغم أنها أم وزوجة.
ونحن نحتفي بهذا الإنجاز، لابد أن نذكر أن هناك وجهاً آخر لنجاح المرأة الإماراتية لا يمكن تجاهله، إنه الرجل الإماراتي الأب والزوج والأخ والابن الذي أثبت أنه نصير المرأة ورفيق دربها وخير سند لها، وهو الذي يؤمن بقدراتها، ويشجعها على العمل والإبداع والتميز، ولا يقف عائقاً في طريقها، وليست لديه مشكلة أو عقدة في أن تكون رئيسته في العمل امرأة، سواء كانت مديرة أو وزيرة أو حتى رئيسة برلمان، فنساؤنا لسن الجزء الآخر لهذا المجتمع، بل هن أساسه.
أما العنصر المهم في نجاح المرأة الإماراتية، فهو دعم القيادة لها، ودفعها دائماً إلى الأمام وإيمانها الكبير بقدرات المرأة وإمكانياتها، وبالتالي نرى أن الثقة فيها لا تقل عن الثقة بأخيها الرجل، والاعتماد عليها لا يقل عن الاعتماد على الرجل أيضاً، فلم تتردد قيادة الإمارات منذ عهد الشيخ زايد، رحمه الله، الذي دعم المرأة، إلى عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي مكّن المرأة، بإعطائها الاهتمام الكافي، ولا ننسى أن خلف كل خطوة تقدم للمرأة كانت أم الجميع، الشيخة فاطمة بنت مبارك، حفظها الله، ومازالت تشجع بنات الإمارات على العمل والعطاء والتميز.
كل الأمنيات بالتوفيق لأعضاء المجلس الوطني الاتحادي في تحمّل مسؤوليتهم الكبيرة... وكل التوفيق لرئيستنا المهندسة.