مجتمع » شؤون المرأة

(كسل الحوامل) يرفع الولادات القيصرية في السعودية 67%

في 2015/11/23

الحياة السعودية-

أوضح أطباء نساء وولادة، أن الولادات القيصرية في السعودية شهدت ارتفاعاً خلال عام 2015، مقدرين حجم الارتفاع بنحو 67 في المئة، مقارنة مع العام الذي قبله، الذي شهد هو الآخر ارتفاعاً في هذه النوعية من الولادات بمقدار 45 في المئة. وعزا الأطباء سبب تنامي الولادات القيصرية في السعودية خلال الأعوام الأخيرة إلى «قلة الحركة وانعدامها أحياناً»، مؤكدين أن نسبة هذه الولادات في المستشفيات الخاصة تزيد على الحكومة بأضعاف.

وتصدرت منطقة مكة المكرمة حالات الولادات القيصرية، بنسبة 39 في المئة، ثم القريات بنسبة 18 في المئة. بينما سجلت المنطقة الشرقية 6.849 قيصرية. كما أن عدد الولادات التي تمت في مستشفيات الوزارة في جميع أنحاء المملكة بلغ 262.173 ولادة، تنقسم إلى 187.017 ولادة طبيعية بنسبة 71.3 في المئة، وغير الطبيعية 75.156 وتشكل 27 في المئة. وغالباً ما تندرج تحتها القيصرية، وفقاً لآخر تقرير إحصائي صادر عن وزارة الصحة.

وقال الدكتور أحمد مرزوق (رئيس قسم الولادة في مستشفى حكومي) لـ«الحياة»: «إن البعض يعتقد أن لجوء أطباء النساء والولادة إلى القيصرية هو خيار. وهذا كان صحيحاً، ولكن إلى ما قبل عامين تحديداً، وذلك تجنباً إلى المخاطر المحتملة، أو حدوث مضاعفات في الحالات الصعبة، لاسيما التي تعرض الطفل إلى إعاقة محتملة، فيلجأ الطبيب إلى القيصرية».

إلا أن مرزوق أشار إلى تقارير رسمية صادرة عن مستشفيات حكومية تغطي عام 2015، أوضحت أن «الولادات القيصرية أصبحت الآن تتعلق في الجنين نفسه، إذ تجبر وضعيته جالساً على اللجوء إلى الولادة القيصرية»، مرجعاً السبب إلى «قلة حركة الأم، وعدم الالتفات إلى فوائد المشي للحامل، على أن يكون في فترات متباعدة، وبطريقة غير مرهقة». وأضاف أن هناك «نساء منذ أشهر الحمل الأولى لا يأخذن في عين الاعتبار أهمية الحركة لهن، إلا أن بعض الأطباء اقتنعوا بحجة الأمهات الحوامل قليلات الحركة، بأنه لا يوجد أماكن للمشي وظروف الطقس لا تساعد في ذلك»، مردفاً: «لم يصبح خيار القيصرية مرتبطاً في حرية المرأة، فما يلاحظ أن أجنة غالبية المراجعات الحوامل يتخذون وضعية الجلوس. وهذا الأمر يقلل فرصة الولادة الطبيعية بنسبة 90 في المئة»، مؤكداً ارتفاع القيصرية خلال العام الحالي بنسبة 67 في المئة، مقارنة مع العام الذي قبله 2014، الذي شهد بدوره ارتفاعاً في هذه الولادات بمقدار 45 في المئة.

من جانبها، أوضحت اختصاصية النساء والولادة الدكتورة ليلى عبدالرزاق، أن هناك «اختلافاً واضحاً في جانب الولادات القيصرية التي لم تعد خياراً لدى غالبية النساء، وإنما إجباراً، ليس كما كان في السابق، وإنما هناك عامل جديد اكتشف أخيراً، وتحديداً هذا العام، وهو جلسة الجنين في رحم الأم، فغالبيتهم يبقون جالسين على شكل مقعدي، وذلك بسبب قلة حركة الأم ما يجبر الجنين على قلة الحركة حتى في الأشهر الأخيرة، ويتخذ حركة معينة تجبر على اللجوء القيصرية».

واعتبرت عبدالرزاق أن «غياب الوعي للأمهات وتقليل الحركة وغياب رياضة المشي بشكل تام، أضر حتى الأجنة في أرحام أمهاتهم. وهذا يشكل خطراً لا بد من الانتباه له، ومعرفة مدى خطورته لاحقاً»، لافتة إلى أنه «طبياً؛ لا تنصح الأم بأكثر من ثلاث إلى أربع ولادات قيصرية، بسبب المشكلات التي تحدث والمضاعفات الجانبية».