مجتمع » شؤون المرأة

المرأة الإماراتية .. وثمار 44 عاماً من التمكين

في 2015/11/26

د. عائشة السيار- الخليج الاماراتية-

ونحن نستعد للاحتفال باليوم الوطني لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، لا يسعنا إلا أن نحتفي بما حققته المرأة الإماراتية من إنجازات على مدار الـ 44 عاماً الماضية، والتي تم تتويجها باختيار الدكتورة أمل القبيسي رئيساً للمجلس الوطني الاتحادي، لتكون أول امرأة عربية تتولى مثل هذا المنصب الرفيع وتتحمل مسؤولية التشريع في الدولة،وتكون دولتنا نموذجاً يحتذى على المستوى الإقليمي.

هذا الإنجاز ما كان ليتحقق لولا التشجيع والدعم الذي لقيته المرأة في الإمارات منذ 2 ديسمبر 1971، والذي عبر عنه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عندما قال بعد إعلان الاتحاد: «لا شيء يسعدني أكثر من رؤية المرأة الإماراتية تأخذ دورها في المجتمع وتحقق المكانة اللائقة بها.. يجب ألا يقف شيء في وجه مسيرة تقدمها، للنساء الحق مثل الرجال في أن يتبوأن أعلى المراكز بما يتناسب مع قدراتهن ومؤهلاتهن».

هذا ما قاله المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهذا ما عمل على تحويله إلى واقع، وهذا ما نجني ثماره اليوم في ظل مواصلة القيادة السير على نفس النهج لتمكين المرأة وتحميلها المسؤولية جنباً إلى جنب مع الرجل، وذلك بعد رحلة من العمل لتحويل الحلم إلى حقيقة بفضل جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أم الإمارات التي لم تدخر جهداً في سبيل أن تحقق بنت الإمارات التميز وتنال ما تستحقه تعليمياً، وظيفياً، اجتماعياً، واقتصادياً، وذلك منذ أن قامت سموها بتأسيس أول جمعية إماراتية نسائية وهي جمعية المرأة الظبيانية عام 1973.

لقد كانت طموحات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لتنمية المرأة وتعزيز دورها وتمكينها لا حدود لها، وكان الشيخ زايد دائماً يقول: «أملي في اليوم الذي أرى فيه الطبيبة والمهندسة والدبلوماسية..»، وهو الأمل الذي حققته ابنة الإمارات بل ووصلت إلى رئاسة البرلمان بفضل دعم القيادة، لتحقق ما كان يدعو إليه زايد الخير «أوافق على عمل المرأة في أي مكان تجد فيه احترامها ووقارها».

إن فوز الدكتورة أمل القبيسي برئاسة المجلس الوطني الاتحادي أثار بداخلي مشاعر الفخر والاعتزاز وأعادني بالذاكرة إلى عام 1974 عندما التقيت لأول مرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان بعد عودتي من قاهرة العروبة وحصولي على درجة الماجستير، فقد كان يوماً مشهوداً، حيث الاحتفال لأول مرة بيوم العلم في مدرسة أم عمار الثانوية بمدينة أبو ظبي، وكان لي شرف إلقاء كلمة المكرمين في هذا الحفل بحضور المغفور له الشيخ زايد وكبار رجال الدولة والمرحوم الأخ عبد الله عمران تريم وزير التعليم حينئذ. في مساء هذا اليوم تلقيت اتصالاً هاتفياً من قصر البحر لمقابلة الشيخ زايد في صباح اليوم التالي، وهو الصباح الذي لن أنساه في حياتي، حيث التقاني - رحمه الله- في مجلسه الخاص بحضور سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وتحدث معي كثيراً عني وعن أسرتي وعن تعليمي، وقال الكثير عن طموحاته وأمنياته للمرأة الإماراتية، وهي الأمنيات التي تحققت بفضل رؤيته والتي رسخها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ،حفظه الله.

لقد عملت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ليل نهار بكل إخلاص وتفانٍ وبعطاء غير محدود معنوياً ومادياً، حتى تحققت للمرأة الإماراتية تلك المكانة المرموقة عربياً وعالمياً.

وما بين حلم البداية وفوز الدكتورة أمل القبيسي برئاسة المجلس الوطني، تواصلت مسيرة المرأة نحو التفوق والتميز برعاية كريمة ودعم كامل من قيادتنا الوطنية كي يتجسد الأمل ويصبح حقيقة