مجتمع » شؤون المرأة

المرأة البحرينية والقوالب النمطية

في 2015/12/01

منصور الجمري- الوسط البحرينية-

المرأة البحرينية خرجت من كثير من القوالب النمطية منذ بدايات القرن العشرين، وشاركت في التصويت في الانتخابات البلدية في المنامة العام 1951. كان التحدي الأكبر الذي تواجهه المرأة في القرن الماضي عدم تمكُّنها من دخول المدارس والجامعات بسهولة، ولكنها الآن أصبحت تحقق المراتب الأولى في امتحانات الثانوية، وعدد الجامعيات المتفوّقات أكثر بكثير من الذكور. المرأة أيضاً أصبحت أكثر اهتماماً من الرجل بالصحة في السنوات الأخيرة، ونشأت بسبب ذلك شركات عديدة توفر الخدمات الصحية والرياضية للمرأة.

بمعنى آخر، أنّ المرأة البحرينية كسرت الكثير من القوالب النمطية، فهي اليوم تدير منزلها، وشركتها، وفي أحيان عديدة ترى أن دخلها أفضل من زوجها، وهي أكثر تعليماً وإبداعاً في عدد من المجالات. لكن، ومع ذلك، فإنّ المرأة لازالت لا تتسنّم مناصب قيادية في الحياة العامة بالحجم الذي يوازي عطاءاتها، ولعلّ ذلك لعدة أسباب، بعضها يعود إلى المرأة، وبعضها يعود إلى ما تبقّى من القوالب النمطية التي لازالت تسيطر على ذهنية الكثيرين.

المرأة اليوم تقود الطائرة، وتقود الرافعة الثقيلة في الميناء، وهي سيدة أعمال، كما أنها مصرفية ومديرة ومهندسة وطبيبة، ولكي تمارس دوراً قيادياً في مختلف المجالات، فإنّ المجتمع يجب أن يقف إلى جنبها. إن تمكين المرأة يتحقق من خلال المرأة أولاً، والمجتمع ثانياً؛ بمعنى أن المرأة يجب أن تأخذ زمام أمرها بنفسها، وبعد ذلك تنظر إلى ما يقدمه المجتمع لكي تتخلّص من القيود غير الطبيعية التي تُفرَض عليها.

بالنسبة لقطاع الأعمال، والمجتمع المدني، والحكومة، فإنّ تمكين المرأة له نهجان، إمّا من خلال تحديد «الكوتا»، أو من خلال التدريب والتطوير وإفساح المجال من دون الحاجة إلى فرض «كوتا». وفي الحقيقة، فإنّ الأفضل في الوقت الحالي هو إنشاء حركة مساندة لتمكين المرأة، وتوفير برامج التدريب والتطوير من دون تمييز على أساس الجنس، وتحفيز المرأة على مواصلة حياتها المهنية وتحمُّل المسئولية لتحقيق الإنجازات جنباً إلى جنب الرجل، وأن يُقاس أداؤها من دون انحياز لها أو ضدّها.