مريم الشروقي- الوسط اليحرينية-
في عيد المرأة البحرينية 1 ديسمبر/ كانون الأول، نتساءل ونحن نحتفل بها كلّ سنة، هل لأم البحرينيين امتيازات؟! فهناك شريحة ليست صغيرة من أمّهات البحرينيين الأجنبيات، اللاتي عشنَ ما يقارب 20 سنة وأكثر في البحرين، ولكن ليس لهنّ امتيازات خاصة اذا كان هناك حالة طلاق أو ما شابه.
حالة من الحالات أم أجنبية تطلّقت من زوجها ولم يكن لها كفيل في البحرين، فاضطرّت للسفر بمعيّة ابنائها للتوجّه الى بلدها، حيث كانت الحضانة في عهدتها، بعد عمر طويل قضته في البحرين، يقارب الـ 25 سنة، ولكنها لم تستطع التعايش مع وطنها الأصلي، فالبحرين هي وطنها الأوّل، إذ إنّها قدمت إلى البحرين عندما كانت 18 سنة.
رجعت هذه المرأة للوطن، ولكنها عوملت كالأجانب، وعلى رغم انطباق شروط الجنسية عليها الاّ انها لم تستطع الحصول على الجنسية الى اليوم، مع انّها عاشت أكثر من 25 سنة في وطننا البحرين، ولديها أبناء بحرينيون نفتخر بهم، فلماذا لا تتم معاملتها وغيرها ممّن حملوا بأبنائنا وأصبحت البحرين وطنهم أكثر من وطنهم الأصلي مثل الباقين، لماذا لا تعامل أم البحريني على انّها بحرينية، أليست هي أولى من غيرها؟! أليس الأقربون أولى بالمعروف؟!
هذه المرأة تغرّبت عن وطنها وعن أهلها وعن أحبابها وعن بيئتها، لتأتي الى بيئة مغايرة وأناس لم تعهدهم من قبل ووطن جديد، وعاشت فيه كالغريبة، وربّت أبناءها البحرينيين، تربية ليست كتربية والديها لها، أليست توضع هذه المرأة على الرأس وبامتياز أياً كانت جنسيتها؟! أليس من الأولى تعديل القانون لحصول هذه المرأة على بعض الامتيازات؟! وأليس هي أولى من غيرها بالحصول على الجنسية البحرينية؟!
نعلم بأنّ أم البحرينيين هي بحرينية، فهي شرّبتهم عاداتنا وتقاليدنا أكثر ممّا شربناها نحن لأبنائنا، وهي سعت لتعليمهم (أ، ب، ت) أكثر مما نحن علّمنا أبناءنا، والفرق بيننا وبينها انّها ناضلت مرّتين عن نضالنا نحن نساء البحرين، وهنا نحن لا نبخس البحرينية الأصيلة حقّها، ولكن نبيّن مدى معاناة الأجنبية التي لا تنطق لغتنا ولا تعرف عاداتنا ولا تقاليدنا، ولكنّها تؤثّر على أبنائها من أجل تجرّع هذه العادات والتقاليد، التي قد تكون لا تؤمن بها شكلاً ولا قالباً، كلبس الثوب والدفّة وغيرها من أمور.
تحية تقدير الى كل أم ناضلت من أجل أبنائها، وتحيّة تقدير وعرفان الى المرأة البحرينية، وتحيّة اجلال وتقدير أيضاً لكل أم لبحرينيين، ونقول لها أنتِ مفخرة للبحرين، ولا ننسى معاناتك ولا الغربة التي عشتها من أجل أبنائكِ وزوجك، ونعلم بأنّ البحرين أصبحت وطنكِ الأوّل، وإن لم يعجب هذا القول بعض النّاس.