مجتمع » شؤون المرأة

تشريعات جديدة تحتاجها المرأة البحرينية

في 2015/12/04

منى علي المطوع- الوطن البحرينية-

«الوظيفة ليست مهمة، المهم أن تبدعي فيها»، «هناك حاجة لتفهم المؤسسات مناطق وحاجات إبداع المرأة»، ليست المسألة أن الرجال أفضل من النساء في العمل أو النساء أفضل منهم، هناك حاجة لتوظيف الاختلاف ما بين المرأة والرجل لخدمة المجتمع فالمرأة أكثر قدرة على التأقلم والتعامل مع أكثر من شيء بنفس الوقت والإبداع، فهي تركز على التميز عكس الرجل الذي قوته تكمن في جهده المبذول، لذلك فالحاجة اليوم في قطاع الأعمال إلى التركيز على الإمكانات لا نوعية الجنس»، «لاتزال لدينا للأسف عقليات عندما يرى امرأة متزوجة ولديها أطفال يرفضها رغم أن الأمومة شيء مقدس وإيجابي وليس سلبياً، فمن حيث المبدأ كونك أماً فأنت قدوة!»، «اطمحوا لتعلم مهنة تتعلموا منها لا وظيفة!».

هذه العناوين المختصرة التي تحوي حكماً وفلسفة عن المرأة الموظفة التي وجدناها ونحن نحضر مؤتمر المرأة في القطاع المالي والمصرفي تحت عنوان «قيادة التغيير»، الذي أقيم مؤخراً تحت رعاية كريمة من قرينة عاهل البلاد المفدى، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، والذي وجدنا خلاله الكثير من الأطروحات والنقاشات الهامة التي تستدعي إلقاء الضوء على جوانب مهمة في الحياة العملية للمرأة البحرينية.

جدير بالقول إن أكبر تحد تواجهه المرأة الموظفة وقد دارت عليه معظم نقاشات المؤتمر، هو إيجاد الموازنة الصحيحة بين متطلبات حياتها العملية وحياتها الأسرية، ولعل ما أشارت إليه السيدة مهناز صفا المدير العام للخدمات المصرفية في أوروبا والشرق الأوسط والتي اختيرت كواحدة من بين 100 امرأة لأكبر المتصدرات للأخبار المالية والمصرفية في عام 2010 و2013، كان مهماً عندما ذكرت أن «نظام العائلة في بريطانيا ولكونه يقتضي التعاون ما بين الاثنين فقد أخذ يتحول إلى نظام شخص يعمل وشخص يجلس بالمنزل لرعاية الأطفال ولكون المسألة أخذت تكبر في بريطانيا وهناك تحرك لتحسين الحقوق الوظيفية والكثير من القرارات التي قد تتخذ لحل موضوع العناية بالأطفال لأهمية العائلة في المجتمع البريطاني حيث بات هناك الكثير من القلق كون الكثيرات استقلن من أعمالهن للعناية بأطفالهن، وهناك اهتمام لإعادتهن إلى أعمالهن بتشريعات تخدمهن في الأسرة والعمل، فهناك اعتقاد في بريطانيا أننا يجب أن نسهل على المرأة وصحيح أن الضغط يحصل على الرجل والمرأة، إنما المرأة تعاني أكثر والجهد عليها أكبر».

نعتقد أن هذه النظرية صحيحة ونحن في دولنا لاسيما في مملكة البحرين بحاجة أيضاً للشعور بهذا القلق وضرورة تحرك مجلس النواب لإصدار تشريعات تعمل على تحسين الحقوق الوظيفية للمرأة خاصة مع زيادة الأعباء الأسرية والوظيفية والتغيير الحاصل في إيقاع الحياة وقطاعات الأعمال بشكل عام، هناك ضرورة ملحة لتغيير الفكرة البالية التي نسمعها من كثير من الرجال «طالما هي متزوجة فهذا يعني أن أمامنا معها مشوار من إجازات الحمل والولادة والرضاعة! وهي موظفة ستحصل على الدلال والدلع عكسنا نحن الرجال وكأن الرجل هنا نسي أنه ذكر وهي أنثى تمر بأمور لا يمر بها هو!!»، ودون أن يفطن الرجال أن هذه من حاجات المرأة الطبيعية التي عليهم تفهمها وإدراكها وإلا كما قيل أثناء النقاشات «كيف سيتكون المجتمع ويستمر طالما لا يوجد إنجاب!».

المرأة اليوم أصبحت تقضي نصف ساعات يومها تقريباً ما بين العمل وواجباتها المنزلية والأسرية، وما يتبقى من ساعات اليوم قد تحتاجه للسهر في بعض الحالات للعناية بأحد أطفالها المرضى أو الرضع الصغار! إذن المرأة العاملة اليوم مرهقة كثيراً وتحتاج لتشريعات تدعم حقوقها في هذا الجانب خاصة أمام قطاعات أعمال كثيرة لا تفضل المرأة المتزوجة أو الأم!

إن احتياجات المرأة الطبيعية يجب أن تقدر وتراعى فهذه الفطرة التي وجدت عليها في الأصل ومن يخالفها في العمل فهو بالنهاية يخالف فطرة الحياة!

ندعم فكرة ما تناوله المؤتمر من أن الصعوبات الأكثر إلحاحاً على المرأة العاملة اليوم هي الموازنة بين الحياة والعمل، ولكون الجيل الحالي يختلف عن الجيل السابق، فهو يحتاج إلى الكثير من النصح والتوجيهات، في حياتهم العملية والخاصة، لكي لا نخسر المواهب الشابة ومن ثم تتراجع، فمن النقاط المهمة التي ذكرت أيضاً رغم أن النساء عادة ما يتميزن بالإبداع لكن في الحياة العملية تذهب الإناث للخلف والمعوق الأكبر يكمن في إنجاب الأطفال ورعايتهن ومزاولة الحياة المنزلية، وفي قطاع الأعمال يحتاج الأمر إلى التطور والإبداع لذلك يجب على الرجال أن يجدوا حلولاً لكي لا تكون هناك عقبة في تطور المرأة ويجب أن يفهموا عندما تكون المرأة حاملاً فهي تحتاج لأمور لا يحتاج لها الرجل ويجب أن يفهموا هذه النقاط جيداً ويستوعبها الرجال في قطاعات الأعمال، خاصة أنه خلال أشهر الحمل التسعة، يكون هناك تأثير على إنتاج المرأة وهي حامل، وهذا ليس أمراً سلبياً بل إيجابياً لأن المرأة إذا لم تحمل كيف سينشأ المجتمع؟ هناك حاجة لتفهم احتياجات المرأة أثناء الحمل وبعد الولادة ويجب أن يتفهم أصحاب الأعمال هذه النقطة وهذا لن يكون كما نرى إلا بتشريعات تغير فكر الرجل الذي لا يدركها!

لعل ما ذكره السيد عدنان أحمد يوسف الرئيس التنفيذي لبنك البركة مهماً جداً من أن البنك الذي يرأسه هو الوحيد في العالم الذي يمتلك نساء في أعضاء مجلس الإدارة ويسمح للموظفات بأن يحضرن أطفالهن إلى العمل، وهو البنك الوحيد الذي لديه مشرعة بدلاً من مشرع، كما إن البحرين البلد الوحيد التي لديها رئيس تنفيذي من النساء، ولم يحدث طيلة فترة عمله الممتدة لأكثر من 30 عاماً «لا أذكر أنه مر علي رئيس تنفيذي امرأة على مر التاريخ، إذ في البحرين نحن الوحيدون في الخليج والوطن العربي!»، شيء يعكس أننا بلد متقدم يحتاج فقط إلى خطوات تشريعية مساندة تدعم تمكين المرأة وثباتها في هذه المواقع.

إحساس عابر

بمناسبة يوم المرأة البحرينية، تحية لكل موظفة مجتهدة تسعى لتنمية البحرين، لكل أم تربي أجيال المستقبل، لكل من تمثل الفتاة البحرينية الأصيلة، تحية لحماة الوطن، العين الساهرة لحفظ الأمن، لجنديات الحق والحزم والشجاعة، لكل المغردات البحرينيات، لعل البحرينيات على أدوات التواصل الاجتماعي بوطنيتهن قد كشفن عن مواقف الفتاة البحرينية وثقافتها وتحضرها، البحرينية صانعة التاريخ والمجد بنت الفاتح، الصلبة في معارك الحق، نصف المجتمع والملهمة للنصف الآخر، البحرينية، قوة، شجاعة، إنجاز، قيادة، ريادة، لكل امرأة بحرينية افتخري دائماً بأنك بنت أرض الأساطير، دلمونية الحضارات من أرض الخلود، وأم المليون نخلة.