الخليج الجديد-
جدل واسع بين مؤيد ومعارض أثاره وسم دشنه نشطاء سعوديون على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، قبل أيام، بالتوازي مع حملة لتمزيق لوحات المرشحات للانتخابات البلدية المقررة يوم السبت المقبل.
وفي أول عملية اقتراع تشارك فيها السعوديات، تتنافس أكثر من 900 امرأة مع نحو 6 آلاف رجل على 284 من المجالس البلدية المسؤولة عن تنظيم شؤون البلديات.
لكن قطاعا من السعوديين يرفض بشكل بات مشاركة المرأة في الانتخابات، ومبرر بعضهم فتاوى العلماء التي تحرم على المرأة ذلك، فيما يتحجج البعض الآخر بالأعراف في المملكة المحافظة التي تمنع المرأة من الاختلاط بالرجال.
ناشطون إلكترونيون ترجموا موقف هؤلاء الرافضين إلى وسم بعنوان «#ما_عندنا_حريم_للترشيح»، وأرفقوا الوسم بمقاطع فيديو لحملة يقومون خلالها بتمزيق لوحات المرشحات للانتخابات البلدية.
التعليقات على هذا الوسم تراوحت بين التأييد والرفض.
رافضون
«سامر» أحد هؤلاء الرافضين لتمزيق لوحات المرشحات للمجالس البلدية ولوسم «#ما_عندنا_حريم_للترشيح»؛ إذ غرد قائلا: «جربوا النساء هذه المرة؛ فقد مُنحتم الفرصة (أي: الرجال) فأنتجتم الفساد والفشل والاحتكار وتعثر المشاريع وغرق المدن من قطرات المطر».
وأضاف في تغريدة ثانية قائلا: «من المعلوم أن إنتاجية المرأة في العمل أضعاف إنتاجية الرجل بالرغم من عقبات الوصول للعمل والظروف الشهرية أو الأسرية».
ومتفقا مع الرأي السابق، غرد «خالد الدوسري» مطالبا الدولة بأن «تضرب بيدٍ من حديد على كل من يتطاول على أنظمتها»، في إشارة إلى من يقومون بتمزيق لوحات المرشحات للانتخابات البلدية.
ودافعت «سحر عسيري» عن حق بني جنسها في الترشح للانتخابات، مطالبة الحكومة باعتقال «المتمردين على قرارها بمشاركة المرأه في الانتخابات البلديه؛ لأن فعلهم يدل على العصيان»، حسب قولها.
واعتبر «محمد» أن أغلب الرافضين لترشح المرأة للانتخابات هم من الرجال المضطهدين في بيوتهم من نسائهم؛ «فيحاولون الانتقام بالتقليل من النساء بشكل عام».
مؤيدون
فرق آخر أيدوا التصرّف الذي قام به هؤلاء الشباب؛ بسبب رفضهم فكرة مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية.
ومن هؤلاء «محمد الشمري» الذي خاطب المرشحة للانتخابات قائلا لها: «لن تفوزي لن تفوزي على وزن لن تقودي».
ومبررة تأييدها لوسم «#ما_عندنا_حريم_للترشيح» ولتمزيق لوحات المرشحات للانتخابات، نشرت «نورة» مقطع فيديو يتضمن فتاوى صادرة عن مشايخ معروفين في هيئة كبار العلماء، وهي أعلى سلطة دينية في السعودية، والذين أكدوا عدم جواز مشاركة المرأة في المجالس.
ومعلنة معارضتها لترشح المرأة للمجالس البلدية تساءلت «يارا آل إبراهيم» مستنكرة: «لا ادري لماذا يربط البعض بين كمال المرأة ومزاحمتها للرجال ومسؤولياتهم؟!».
وأجابت: «لا اجد أي رابط منطقي!. أفيدوني إن كنت مخطئة».
وأشاد «عبدالمجيد» بالناشطين الذين يقفون وراء وسم «#ما_عندنا_حريم_للترشيح»، داعيا الله أن يبيض وجوههم.
أما «أحمد الغنمي» فشكك في من يقف وراء الوسم وحملة تمزيق لوحات المرشحات، معتبرا أن ذلك أسلوبا مقصودا لجلب التعاطف مع المرشحات.
وأضاف في تغريدة: «هذا أسلوب ذكي لجذب الأصوات».
وجاءت مشاركة المرأة في الانتخابات بقرار صدر عن العاهل السعودي الراحل الملك «عبدالله بن عبد العزيز» في 25 سبتمبر/أيلول عام 2011.
لكن كثيرا من المشايخ والهيئات الدينية في المملكة تعارض مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية، وأول معارضة جاءت بفتوى من مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء، الشيخ «عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ»، وقال فيها إن المرأة يجب عليها الاحتجاب عمن ليسوا بمحارم لها، والبعد عن كل ما يسبب لها خطرًا في الحاضر أو المستقبل.