ريهام زامكه- البلد السعودية-
استفزني مقطع فيديو متداول لشخص يصور صديقه وهو يمزق لافتة مرشحة في الانتخابات البلدية ويردد بكل غباء : “عاش .. كفو .. كفو .. ماعندنا حريم للترشيح” . وغير هذا النموذج الساذج نماذج عديدة لعقليات تحمل أفكاراً غريبة ورجعية وجاهلية تجاه المرأة نشاهدها ونقرأها مطروحة في العديد من مواقع التواصل الاجتماعي حول مشاركة المرأة السعودية في الانتخابات البلدية والتي دعمها وباركها ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين ملكنا سلمان -حفظه الله- وقال: “ادعم دخول المرأة السعودية في الانتخابات البلدية في ضوء مانصت عليه الضوابط الشرعية التي تحفظ لها خصوصيتها ومكانتها”. بمعنى خلص الكلام.
وعلى ضوء أن مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية حدث وطني مهم وفاصل في تاريخ التنمية الوطنية البناءة وهو بلا شك حدث مهم في حاضر ومستقبل بلادنا التي أتاحت للمرأة العديد من الفرص لمشاركة الرجل في النهوض بالمسيرة التنموية وفقاً للضوابط الشرعية والعرفية.
فالعرف لا ينكر دور المرأة الفاعل والإسلام لا يدعو لدفن طاقاتها وسلب دورها في بناء مجتمعها ، بل على العكس تماماً يفترض أن يدفعها ليكون لها دور فاعل وإيجابي حاضراً في تاريخ بناء وطنها.
ومن يهمش المرأة ويمارس معها دائماً فنون الإقصاء ويحصر دورها على البيت والتربية والتناسل والطبيخ و(النفيخ) وكأنها مجرد آلة (للتفريخ) والعطاء هو إنسان رجعي وجاهل ، ومثل هذه النماذج تعيق مسيرة التقدم للمرأة بل وتشوه منظرها محلياً ودولياً.
فيفترض أن تعطى الدوافع المعنوية التي تعينها على التطوير وتقديم أفضل مالديها لخدمة بلادها فالريادة والإبداع لا ينحصران على بني آدم من الرجال يا معشر الرجال !
المرأة السعودية لديها الكثير لتقدمه فيما لو أعطيت الفرص المناسبة لذلك إضافةً لو ابتعد عنها أوصياء المرأة الذين يجهلون دورها ويحاولون بشتى الطرق والوسائل إجهاض أي بذرة سوف تكون المرأة هي المسؤولة عن ولادتها وتطويرها وتنميتها !.
وللذكرى والتاريخ لدينا نساء سعوديات نفتخر بهن على جميع الأصعدة العلمية والعملية والثقافية ، وفي كثير من المحافل المحلية والدولية قد أثبتت المرأة السعودية نفسها ودورها وكل ذلك بسبب التمدن والتحضر اللذان يدفعان دائماً للنماء والعطاء ويتيحان للمرأة الفرصة المناسبة لها في إثبات ذاتها.
فيا اخواتي المرشحات العزيزات وفقكن الله ، نحن فخورون بكم ومتفائلون بنجاحاتكن وعطائكن ، لا تلتفتن للمُحبطين وركزن على ماهو آت ، وبما إني لست مرشحة ارجو منكن عينوني (محامية) للدفاع عنكن وعن كل امرأة سعودية داخل وخارج أرض هذا الوطن لأترأس إدارة مجلس تنويري (تأديبي) للرد على كل من يقف في طريق نجاح المرأة وكل من تسول له نفسه المريضة بالمساس بكرامتها وعرضها وشرفها وإحباطها.
و الحمدلله مابين الأعراف والتقاليد البالية مازالت المرأة السعودية حتى الآن .. تتنفس !