إسحاق يعقوب الشيخ- الايام البحرينية-
كأن فرحة عارمة راحت تجتاح النفوس: كل النفوس الراضية المرضية تجاه الحدث التاريخي في نجاح «20» امرأة سعودية في الانتخابات البلدية، كأن الوطن من أقصاه الى أدناه يهتز جذلاً على إيقاع مشاركة المرأة الرجل اختلاطًا في ادارة الشؤون البلدية، وقد تجافل الظلاميون والتكفيريون استنكارًا وشجبًا من الذين وصفوا مشاركة المرأة السعودية بجانب الرجل في ادارة الشؤون البلدية في مناطق المملكة أمرًا لا يتناسب ومفاهيم شرعية قد تمسّ وجدانية الدين، وهذا وفي كل ما لديهم من الترّهات والأباطيل التكفيرية في مناهضة آمال وتوثبات الحرية في النساء والرجال على طريق رفض الانتصار على الجهل في الحياة، إن انتصار «20» امرأة سعودية في الانتخابات البلدية وفي وطن متسع ومتنامي الاطراف في تناهض وئيد على طريق الانفتاح على الحريات العامة والديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان: كأن المرأة السعودية تأخذ بيد التاريخ للنهوض بالوطن، وكأن التاريخ يأخذ بيد المرأة للنهوض بالوطن، ولن تتوقف دوران عجلة تاريخ الوطن طالما أن المرأة استيقظت طليعيًا في دفع عجلة الحريات الوطنية في الوطن! إن انتصار المرأة السعودية في الانتخابات البلدية بجانب الرجل في ادارة الشأن الخدماتي في الوطن ما يؤهلها مستقبلاً إن آجلاً أو عاجلاً في الدخول في الانشطة السياسية البرلمانية في ادارة الشأن السياسي في الوطن! وهو ما يصبح دافعًا ضروريًا وأكاد أن أقول شرعيًا على طريق السماح للمرأة سياقة السيارة، إن ضرورة تشريع أو تسريع بدون (ثلاث نقاط) في السماح للمرأة السعودية بتدوير عجلة السيارة هو ما يعزر تألق دورها في ادارة الشؤون الخدماتية في الوطن بجانب الرجل! وعلينا أن نأخذ مصلحة الناس شرعًا وفق ما هو مأخوذ به شرعًا!
إن إعطاء المرأة الحق في سياقة السيارة بجانب الرجل كما أعطيت الحق في منافسة الرجل في الانتخابات البلدية وأبدت جدارتها في الانتصار، فإن افتراض شرعية وصول المرأة بجانب الرجل في ادارة الخدمات البلدية الأمر الذي يؤهلها في اداء مهمّاتها الوطنية الخدماتية بجانب الرجل على الوجه الأكمل في حال السماح لها بتدوير عجلة السيارة!
ولقد أثبتت الحياة وما زالت تثبت ان المرأة تتمتع بجدارة متساوية مع الرجل فيما هو فكري وفيما هو مادي والمرأة كما الرجل تفجّر طاقاتها الانسانية والوطنية بجانب الرجل، ومعلوم أن الرجال التنويريين دفعوا بأصواتهم للمرأة السعودية وأسهموا في نجاحها في الانتخابات البلدية.
إن الروح التنويرية قد نجدها في المرأة وفي الرجل على حد سواء، وأن هناك نساءً عزفن عن إعطاء أصواتهن للمرأة شأنهن شأن بعض الرجال فيمن أعطى صوته للمرأة ومن عزف عن إعطاء صوته للمرأة، إن كل ذلك يشير أن تنامي الروح التنويرية أو الظلامية نجدها عند النساء وعند الرجال، وهذا ما يعزر أيضًا وأيضًا نظرية المساواة في جدارة المرأة وجدارة الرجل في الحياة على حد سواء.