مجتمع » شؤون المرأة

الراتب الكبير للموظفة يقودها للعنوسة!

في 2015/12/25

الراية القطرية-

قد يتحول راتب الفتاة العاملة في كثير من الحالات الى نقمة تؤخر زواجها أو يضمها لطابور العنوسة نتيجة طمع المتقدمين لخطبتها ، والحرص الزائد من الأهل على عدم تزويجها إلا لشخص مقتدر الحال لا يفكر في المساس براتبها بعد الزواج!

في كل الأحوال تجد الفتاة نفسها بعد سن الخامسة والثلاثين وقد فاتها قطار الزواج ، ما يجعلها تقبل في مرحلة معينة من حياتها بالزواج من شخص لا تربطها به أية مشاعر ، ولا يناسب وضعها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي حتى لا يفوتها قطار الزواج.

ويؤكد خبراء الاجتماع أهمية التوازن بين الاستقلال المالي للمرأة الذي يكفله الشرع ، وبين أهمية مشاركتها الزوج في تحمل أعباء الحياة الاقتصادية ، خاصة في مقتبل العمر ، محذرين من التوجس الزائد أو التسرع في قبول الخطيب لأن كلاهما قد ينتهي بنتائج سلبية تؤثر على حياة الفتاة.

وكشفت فتيات لـ  الراية  عن أنه كلما ارتفع راتب الفتاة كلما زاد تمسكها بمواصلة مسيرة حياتها الوظيفية ، إلا أنهن اشتكين من تحول الراتب في كثير من الأحيان الى هدف أساسي لكل شاب يتقدم لخطبة فتاة .

وأكدن أن بعض الشباب لا يتردد في مطالبة الفتاة بالكشف عن مفردات مرتبها وما تملكه من رصيد وما ترثه من أملاك وأموال ليبني على أساس ذلك قراره بالزواج منها.

وأكدت فتيات أن بعض الآباء يرتكبون نفس الجرم في حق بناتهم برفض كثير ممن يتقدمون للزواج منهن بحجة طمع هؤلاء في رواتبهن وثرواتهن ، فيما يتبين أن بعض هؤلاء الآباء يطمعون في راتب بناتهن !

في البدايه تشير م . ح الى أن والدها رفض تزويجها خوفا على راتبها الذي تصرفه عليهم لتكرس حياتها لخدمة والديها وإخوتها وتصرفه عليهم دون اهتمام بمشاعرها وحريتها وحقوقها .

وتقول : شهادتي الجامعية في أحد التخصصات الهامة من جامعة أجنبية ، وراتبي الكبير تحولا الى نقمة حقيقية جعلتني انضم لطابور العنوسة، فكثير ممن تقدموا لخطبتي كانوا يفكرون بالأساس في الحصول على جزء من هذا الراتب ، فيما تقبل بعض الفتيات من حملة البكالوريوس أو الماجستير الزواج من شباب أقل منهن في المستوى التعليمي لتجنب العنوسة.

التكافؤ الاجتماعي

ن . ف تؤكد أن تسرع الفتيات في قبول الزواج من شباب في غياب من التكافؤ الاجتماعي والمالي والتعليمي والوظيفي خطأ في كثير من الأحيان ، حيث لا تنجح تلك الزيجات في الغالب نتيجة اختلاف مستوى التفكير والطباع .

وتشير الى أن المستوى التعليمي والوضع الوظيفي يكون نعمة في كثير من الأحيان نظرا لتغير ثقافة المجتمع ، وتفضيل الشاب للمرأة العاملة التي تسانده في مواجهة أعباء الحياة وهذا ليس خطأ.

وتقول : كما يجب ألا يتحول مستوى التعليم والوظيفة المرموقة والراتب الكبير الى هاجس يجعل الفتاة أو أهلها يرفضون أي شاب متقدم للزواج خوفا من طمع ذلك الشاب في راتب الفتاة .

وأضافت: بعض الفتيات تشغلهن مسيرة العمل والترقي وتولي الوظائف العليا فينسين الاستقرار الأسري وتكوين أسرة ، ويرفضن الزواج إلا من شاب ثري بالدرجة التي لا تجعله يفكر في الاقتراب من راتب الزوجة الذي تخصصه للتسوق والسفرات وإقامة مشروعات خاصة.

وتشير حنين عبد الهادي الى أنها تعرف نساء بلغن سن الأربعين والخمسين دون أن يتزوجن بسبب طمع الآباء مشيرة الى أن جميع من تعرفهن خضعن للأمر الواقع ولم يحركن ساكنا بل رضين وظللن جالسات في بيوت آبائهن تحت مسمى العنوسة .

وتقول: إنهن لا يمانعن الزواج من أي شخص حتى وإن كان طاعنا في السن

عناد الأب

وتبين سارة الشهواني بإحدى القصص الشهيرة التي سمعتها من والدتها عن امرأة بلغت سنها الخمسين عاما دون أن تتزوج بسبب طمع والدها بالراتب الشهري فقد كان يرفض جميع المتقدمين إليه للزواج منها ما أصابها بالأمراض النفسية.

يشير محمد الشمري الى أن عناد الأب وإصراره على عدم تزويج ابنته طمعاً في الحصول على مبالغ مالية من راتبها الوظيفي ما هو إلا خصلة في ذلك الرجل ولكنه عندما يعلم مدى خطورة ما يصنع حتما سيتخلى عن تلك الخصلة فالفتاة قد تتوجه الى طرق منحرفة محرمة إذا ما فقدت الأمل في الحصول عليها بالطرق المباحة .

صراع داخلي

بينما أوضحت الأخصائية النفسية هند إبراهيم أن إبقاء الفتاة دون زواج الى مرحلة متأخرة من العمر يجعلها تعيش في صراع داخلي بين رغباتها التي فطرها الله عليها من ناحية ، وبين توجسها من الزواج من شاب يطمع في راتبها أو رفض الأب التخلي عن جزء من راتب الابنة !

وتقول:إن الاضطرابات النفسية للفتاة تمتد إلى إصابتها بالقلق ، والتفكير الدائم في المستقبل، مع عدم الشعور بالأمان الذي قد يؤدي بدوره إلى الاكتئاب ، وتكوين أفكار غير سوية أو اضطهادية ، مع سلوكيات غير مقبولة ضد الوالدين ، أو المجتمع كله ، نتيجة الشعور بعدم إنصاف المجتمع لها وتخليه عنها .

وتضيف: واجب المرأة هو العناية ببيتها وأولادها ولا مانع من أن تعمل وتساعد في مصاريف البيت مع أهلها إذا كان هذا بإرادتها ولا يجوز أن يجبرها الرجل على ذلك بالإكراه أو الابتزاز لأن الإسلام أوصى باحترام المرأة وعدم سلب حقوقها باستعمال أساليب العنف غير المبرر والذي يضر المرأة من الناحية النفسية ويدمر العائلة ويهدد استقرار المجتمع .