أسيل الظفيري- الراي الكويتية-
لن تُصلح أحوال دنيانا إلا بالتكامل بين دوري المرأة والرجل، ولن يصلح هذا التكامل إلا إذا وعى كل منهما أهمية دور الآخر، ولا يستطيع أحد أن يحل محل الآخر وإن اجتهد، بل إن لكل منهم مجالاته التي إن أبدع فيها أدى لتكامل أفضل، وكلما تمكنوا من فنون الحياة قَويَ هذا التكامل وانصب ذلك في مصلحة الأسرة...
هناك من يرى أن قوة أحد الطرفين قد تخدش التكامل، فيدفعه ذلك لأن يطغى بقوته على دور الآخر، ناهيك إذا كانت القوة للمرأة، لكن الحقيقة أن تلك القوة إن كان مصدرها الثبات على المبادئ ووضوح التعبير عن النفس، كان التعامل بينهم أسهل، فالتواصل مع القوي الهادئ الواثق أسهل بكثير من التواصل مع من لا يعرف نفسه ولا يحسن التعبير عنها، فالأول يملك منهجيةً واضحة يعيش بها، أما الآخر فهو متخبط متشتت تائه يصعُب التنبؤ بردود أفعاله.
يخشى الرجال أحياناً المرأة القوية لأنهم يعتبرونها نداً لهم، وحضورها تهديداً لرجولتهم، وقد تصح هذه النظرة إن كان مفهوم القوة عندها في التسلط والهيمنة وإلغاء الآخر، لكن إن كان مصدر القوة التمسك بالأخلاق والمبادئ، فتلك المرأة هي مكسب للعلاقة وليست تهديداً لها، لأنها ستقوم بدورها على أفضل وجه، كما تُعين الآخر على القيام بدوره...
وحتى لا تحارب المرأة التي حباها الله بقوة الشخصية فعليها أن تفطُن أن الرجل الشرقي غالباً ما يخشى المرأة القوية، فيتحاشاها أو قد يُنقص من قدرها للحفاظ على صورته حسب ظنِه، فقوتها قد تزعج غيرها مِمَن يخشى أن يخفت نوره بجانبها، لذلك عليها الحذر من إظهار قوتها تلك دون أن تُغلف بالود والرحمة، وحتى لا يُساء فهمها...
إن شخصية المرأة القوية سلاح ذو حدين إن استطاعت أن تفهم من حولها وتستشعر مخاوفهم، تصبح قوتها مصدر احترام ومهابة، أما إذا لم تحسن الاستبصار بمن حولها كانت قوتها كأداة حادة تجرح بها كل قريب منها.