مجتمع » شؤون المرأة

«بن سلمان»: المرأة السعودية لا تزال تحجم عن العمل والإصلاح الاجتماعي يستغرق وقتا

في 2016/01/08

إيكونوميست- ترجمة وتحرير فتحي التريكي - الخليج الجديد-

أحد التحديات التي لم نناقشها يتعلق بالشباب في السعودية. 70% من سكان بلادكم هم تحت سن الـ30 عاما كيف سيتم خلق فرص عمل لهؤلاء الناس؟

لدينا فرص كبيرة لخلق فرص العمل في القطاع الخاص. سوف يساعدنا قطاع التعدين بشكل رئيسي في خلق فرص العمل، كما أن البرامج التي تستهدف الحجاج والسياح سوف توفر أيضا العديد من فرص العمل. نحن لا نتوقع أن البطالة لدينا سوف تنمو، بل إننا واثقين أنها سوف تنخفض خلال السنوات القليلة المقبلة، بمعدلات جيدة. وفي ذات الوقت فإنني أمتلك المخزون أيضا. هناك عشرة ملايين وظيفة يجري شغلها من قبل غير السعوديين أستطيع الاستعانة بها في أي وقت. ولكني لا أريد للضغط على القطاع الخاص، إلا إذا كان هذا هو الملاذ الأخير.

هل ستمنع توظيف الأجانب؟

نحن نحاول أن نلجأ إلى خلق فرص العمل، ولكن إذا لم يكن بإمكاننا أن نغطي كل شيء، فسوف نكون مجبرين على ممارسة الضغط على القطاع الخاص، أسوة بما تم في برنامج السعودة.

التحول الذي تصفه: زيادة الإيرادات الضريبية غير النفطية والحد من الإعانات، والمضي قدما نحو العمل في القطاع الخاص، كل هذه الأمور تتطلب إعادة صياغة للاقتصاد السعودي والعقد الاجتماعي السعودي أيضا. ألا يعد هذا تغييرا كبيرا في مجتمع لا يزال شديد المحافظة؟

هذه الأمور ليست متعلقة ببعضها البعض. لدينا قيمنا الخاصة والأولويات ذات الأهمية بالنسبة لنا: المشاركة في صنع القرار؛ وأن يكون لدينا حرية التعبير الخاصة بنا وكذا احترام حقوق الإنسان. لدينا العوامل الخاصة بنا، وكذا قيمنا ومبادئنا في المجتمع السعودي، ونحن نحاول إحراز تقدم وفقا لاحتياجاتنا. وضعنا الآن ليس كما كان قبل 50 عاما. قبل خمسين عاما لم يكن لدينا حتى هيئة تشريعية. الآن لدينا تمثيل جيد للنساء في البرلمان حيث تقوم المرأة بالتصويت والترشح في الانتخابات. نحن نتقدم وفقا لاحتياجاتنا الخاصة ووفقا لوتيرة منطقتنا وليس كاستجابة لأي نموذج آخر.

ولكن هل تعتقد أنه يمكنك فرض المزيد من الضرائب دون إعطاء المزيد من التمثيل؟

قلنا إنه لا توجد ضرائب

ولكنك قمت بالفعل بفرض بعض الضرائب؟

نحن نتحدث عن أشكال مختلفة من الضرائب. نحن نتحدث عن ضريبة القيمة المضافة، والتي لن يتم تطبيقها على أي من المنتجات الأساسية، وسوف تركز بشكل رئيسي على الكماليات والإكسسوارات. ضريبة القيمة المضافة لن تمس المنتجات الأساسية مثل المياه، ومنتجات الألبان والحليب وغيرها.

ولكن هل يمكن تطبيق هذه الأنواع من الضرائب أيضا دون زيادة التمثيل؟

مرة أخرى، هذه الأمور ليست مرتبطة ببعضها البعض. هذا ليس قرارا من الحكومة ضد الشعب. هذا هو قرار المملكة العربية السعودية الصادر عن حكومة تمثل الشعب. قبل اتخاذ أي قرار بتطبيق إصلاحات، فإننا نجري العديد من ورش العمل التي تمثل العديد من الناس.

ماذا عن الإصلاح الاجتماعي الأوسع؟ كيف يمكنك خلق اقتصاد عالي الإنتاجية يشمل سياحة حيوية وقطاع صحي نابض بالحياة وقطاع تعليمي متطور إذا كانت المرأة لا تستطيع القيادة أو السفر بغير إذن؟

هذا يختلف. عندما تتحدث عن الإذن فإننا نتحدث عن المرأة تحت سن معينة وليس المرأة المسؤولة عن نفسها. هذه أمور ترتبط بمعايير اجتماعية ودينية. بعض هذه الأشياء من الممكن أن تتغير وبعض الأمور حتى لو أردنا تغييرها فإننا لن نستطيع فعل ذلك. ولكن أنا أضمن لك أنه لا توجد عقبات في طريق النساء من أجل المزيد من المشاركة أو العمل.

لماذا إذن يبلغ معدل الإناث في القوى العاملة أقل من 18%، وهو واحد من أقل المعدلات في العالم؟

الأمر يرجع إلى ثقافة النساء في المملكة العربية السعودية؛ المرأة نفسها. هي لم تعتد على العمل وهي في حاجة إلى مزيد من الوقت لتعويد نفسها على فكرة العمل. اعتادت العديد من النساء السعوديات على حقيقة بقائهن في المنزل. هن لم يعتدن على أن يصبحن نساء عاملات. الأمر يستغرق وقتا طويلا.

هل تعتقد أن وجود نسبة أكبر من النساء في قوة العمل في المملكة سوف يكون أمرا جيدا؟

بدون شك. جزء كبير من القوة الإنتاجية في البلاد غير مستغلة. ولدينا نمو سكاني يصل إلى أرقام مخيفة جدا. وعمل المرأة يساعد في كل من هذه القضايا.

أنت واحد من الـ70% من السعوديين الذين تتراوح أعمارهم حول سن الثلاثين. أنت مسؤول عن الدفاع في البلاد وكذا الاقتصاد. أنت رمز بشكل ما للجيل الجديد في المملكة. ما هي السعودية التي تود أن تصنعها؟

المملكة العربية السعودية التي آملها شأن سائر هؤلاء الـ70% هي السعودية التي لا تعتمد على النفط  والتي تشهد نموا اقتصاديا واضحا. المملكة العربية السعودية التي تمتلك قوانين شفافة وتتمتع بمكانة قوية في العالم والتي يمكنها أن تحقق حلم أي سعودي وطموحه عبر خلق حوافز مغرية وبيئة مناسبة. هي المملكة التي تضمن مشاركة الجميع في صناعة القرار والتي تشارك في مواجهة العقبات والتحديات التي تقف في وجه العالم.

لديك رؤية إيجابية للغاية للمملكة العربية السعودية ولكننا نعيش في واحدة من أكثر الأوقات خطورة في المنطقة لسنوات عديدة، كيف تجمع بين الأمرين؟

أنت بريطاني، وأنا من محبي «تشرشل». وقد قال «تشرشل» إن الفرص تأتي خلال الأزمات. وأنا أتذكر مقولته كلما تطلعت إلى العقبات والأزمات في المنطقة.

وهل صارت الأزمات أكثر صعوبة بعد أن فكت الولايات المتحدة ارتباطها بالمنطقة بشكل كبير؟

نحن نفهم العمل الذي تقوم به الولايات المتحدة. أمريكا تقوم بالعديد من الجهود ونحن نحاول أن ندعم هذه الجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة. نحن نحاول التعبير عن وجهة نظرنا وأستطيع أن أقول لكم إن العمل بيننا وبين الولايات المتحدة قوي جدا ويسير بشكل رائع. ولكن الولايات المتحدة عليها أن تدرك أنها القوة الأكبر في العالم وأن تتصرف بناء على هذه الحقيقية.

وهل تشعر أنها لا تتصرف بهذا الشكل؟

نحن قلقون من أن شيء مثل هذا ربما يكون قد بدأ يحدث الآن.

هل تشعر أن الولايات المتحدة قد قامت بالتخلي عنكم؟

نحن نتفهم الأمر. ونحن ندرك أننا نتحمل جزء من مشكلة عدم إيصال وجهة نظرنا إليهم بالشكل الجيد. ولكننا نبذل المزيد من الجهود في هذا الصدد وأعتقد أن الأمور سوف تتحسن في المستقبل.

هل تتطلع المملكة العربية السعودية إلى القيام بدور قيادي في المنطقة؟

في المنطقة، نحن نتعامل مع كل حلفائنا على قدم المساواة. ونحن جميعا نتعامل مع التحديات التي تواجه المنطقة. نحن ودول مجلس التعاون الخليجي ومصر وتركيا والسودان ودول القرن الأفريقي، وبلدان شمال أفريقيا ودول غرب أفريقيا، دول شرق آسيا وماليزيا وأندونيسيا وباكستان وغيرهم. نحن نسعى مجتمعين إلى مواجهة هذه التحديات لأنها تشكل تهديدا لنا جميعا وعلينا أن نواجهها كفريق واحد، ونحن نحاول القيام بعمل إيجابي.

قبل 5 سنوات، بدأ الربيع العربي. وقد كانت، بطرق عدة، سنوات قاتمة. هل تعتقد أن السنوات الخمس المقبلة ستكون أفضل أم أسوأ؟

أولا وقبل كل شيء يجب أن نقول أن الربيع العربي كان الاختبار الحقيقي التي وضع الأنظمة السلطوية وغير السلطوية على المحك، وفرق بين الأنظمة التي تمثل شعوبها والأخرى التي لا تمثلها. جميع النظم التي لا تمثل شعوبها قد انهارت خلال الربيع العربي. وهناك أنظمة أخرى رأينا ما قد حدث لها.

وهل يمثل «آل سعود» شعبهم؟

نحن جزء من عملية وطنية؛ نحن جزء من القبائل المحلية للبلد؛ نحن جزء من المناطق في البلاد. ونحن نعمل معا منذ أكثر من 300 عام.