المدينة السعودية-
كشف «توطين الوظائف» عن حجم المعاناة التي طالت خريجات كليات الهندسة في الحصول على العمل المناسب الذي طالما حلمن به في ظل وجود أكثر من (90%) من المهندسات السعوديات يعملن في وظائف إدارية ومكتبية.
وأكد مهندسون في أحاديث لـ»المدينة» وجود معوقات عدة تمنع هؤلاء الخريجات من ممارسة الوظائف الميدانية تتقدمها صعوبة التأنيث وتوفير البيئة المناسبة لعمل المهندسة بالوظائف الميدانية بإضافة الى ضعف مخرجات التعليم بالجامعات واختلاف الأقسام التي ترأس تخصص الهندسة مشيرين إلى أن نسبة توظيف المهندسات السعوديات في المكاتب الهندسية تصل إلى 10 % من إجمالي عدد المكاتب والذي يبلغ عددها حوالى 2500 مكتب بمختلف مناطق المملكة.
وأكدت رئيسة لجنة المهندسات بالهيئة السعودية للمهندسين سابقًا المهندسة أريج غندورة أن ضعف مخرجات التعليم بالجامعات واختلاف الأقسام التي تندرج تحتها تخصص الهندسة بالاضافة الى اختلاف مسميات التخصصات من جامعة إلى أخرى أسهم بتوجه كثير من المهندسات بالعمل في التخصصات الإدارية او المكتبية إضافة إلى طبيعة المجتمع المحافظ الذي يرى صعوبة عمل المرأة بقطاع الهندسة، مضيفة أن الهيئة لا تعتمد أي خريجة لا تتوفر فيها الشروط اللازمة ومن ضمنها حصولها على الساعات الكافية للدراسة بالجامعة التابعة لها، موضحة أنه يجب موافقة مخرجات التعليم مع سوق العمل وتوحيد الأقسام التي تندرج تحتها تخصص الهندسة بالإضافة الى ضرورة توفير البيئة المناسبة التي تسمح بعمل المرأة بالمجال الهندسي.
وأوضح رئيس لجنة المكاتب الهندسية بغرفة جدة المهندس حسين آل مشيط بتوجه 90 % من خريجات تخصص الهندسة إلى العمل بالوظائف المكتبية أو الإدارية بمسميات (الرسم، والتصميم)، مضيفًا: إن ضعف مخرجات التعليم بالجامعات واختلاف مسميات أقسام الهندسة من جامعة إلى أخرى وقلة خريجات تخصص الهندسة والذي لا يتجاوز عددهم 2000 خريجة سنويًا حيث إن هناك أقل من 10 جامعات تقوم بتدريس تخصص الهندسة للطالبات أسهم بضعف توظيف المرأة بالمكاتب الهندسية حيث إن هناك 10 % من المكاتب الهندسية تقوم بتوظيف المهندسات من إجمالي عدد المكاتب الهندسية والتي تصل عددها بنحو 2500 مكتب بمختلف مناطق المملكة، وأشار الى قلة المهندسات المعتمدات لدى الهيئة السعودية للمهندسين واللاتي يبلغ عددهن بنحو 260 مهندسة وذلك لعدم توفر الشروط اللازمة لاعتمادهن من قبل الهيئة.
وكان تقرير لوزارة العمل قد كشف مؤخرا عن وجود نحو 52 % من القوى العاملة الوطنية النسائية يعملن في قطاع التشييد والبناء، وفي وظيفية ذات المهن الكتابية والإدارية، بينما يعمل 17 % منهن في مجالات مهن البيع، فيما توزعت باقي النسبة على وظائف المديرين ومديري الأعمال، والاختصاصيين في الموضوعات العلمية والفنية والإنسانية، والخدمات، ومهن العمليات الصناعية والكيميائية والصناعات الغذائية.
وأكد تقرير وزارة العمل أن عدد السعوديات العاملات في قطاع التشييد والبناء بلغ 137.796 عاملة حتى نهاية شهر ربيع الأول من العام الحالي (1437)هـ، بنسبة لا تتجاوز 4 % من إجمالي قوة العمل في قطاع التشييد والبناء، كما أن هذا العدد يمثل 25 في المائة من مجموع العاملات السعوديات في سوق العمل.
واستأثرت منطقة الرياض بأكبر نسبة من الموظفات السعوديات بنسبة قدرها 43 %، تليها منطقة مكة المكرمة بـ26 % ثم المنطقة الشرقية بمقدار 15% وهذا يمثل 84 % من إجمالي الموظفات في قطاع التشييد والبناء، يعملن في أكثر من 600 مسمى وظيفي موزعة على جميع مناطق المملكة.