مجتمع » شؤون المرأة

(تفتيش المرأة).. لا خصوصية أمام (أمن الوطن)!

في 2016/02/09

الرياض السعودية-

في البيان الأخير الذي أعلنت عنه وزارة الداخلية والذي جاء بيانا إلحاقيا ومفصلا لملابسات الجريمة الإرهابية بتفجير مسجد قوات الطوارئ الخاصة في منطقة عسير في شوال الماضي، أوضحت الوزارة بأنه تم القبض على مواطن وزوجته بعد أن ثبت نقلهما للحزام الناسف لمنفذ الجريمة الارهابية تلك، حيث قام الارهابي باستغلال وضع زوجته كامرأة بإخفاء الحزام الناسف عند موضع قدميها بالسيارة للتغطية على جريمته، وعلى الرغم من أن الإعلان عن ملابسات ذلك الحدث الارهابي المؤلم جاء مؤكدا لمدى الحزم والقدرة الكبيرة التي يتمتع بها الجهاز الأمني في المملكة، إلا أنه يقف بنا متأملين في نقطة مهمة في قضية المرأة واشراكها أو استغلالها في العمليات الإرهابية، فإذا لم توجد المرأة بشكل مباشر في مسرح الجريمة الارهابية واستغلال مبدأ احترام خصوصيتها في المجتمع من خلال عدم تفتيشها من قبل رجال الامن، فإنها إذا لم تستغل في الاعمال الارهابية بشكل مباشر فبعض الارهابيين يقومون باستغلال حجابها الاسلامي بارتداء العباءة والتحرك بسهولة نظرا لأن المرأة لدينا لا تمس ولا تنتهك خصوصيتها، إلا أننا في الوقت الحالي بحاجة إلى أن نقف بشكل حازم وقوي متيقظين لكل المخاطر من أي هجمة إرهاب يخطط لها.

ونظرا لأن مبدأ احترام خصوصية المرأة وحجابها الاسلامي استغل من قبل هؤلاء الارهابيين فيجب أن يتم إعادة النظر في طرق تفتيشها وإخضاعها إلى التفتيش والرقابة كما الرجل عبر الطرق السريعة أو الحدود، وذلك لسد ثغرة استغلال المرأة في عمليات إرهابية خاصة وأن حجابها الاسلامي لا يتنافى مع ضرورة تفتيشها من قبل رجال الأمن الذين يؤدون دورهم معرضين حياتهم للمخاطر من أجل أمن هذا الوطن، فلماذا لا يفرض تفتيش المرأة كما الرجل من قبل رجال الأمن بالطرق التي تكفل خصوصيتها عبر الطرق والمناطق؟ وهل يمكن أن يكون ذلك سبيلا جديدا لفتح وظائف أمنية للنساء عبر نقاط التفتيش في المملكة؟

استغلال المرأة

أشار البرفسور د. يوسف الرميح –مختص في مكافحة الجريمة والإرهاب– إلى أننا كمجتمع ركزنا كثيرا على تعميق الوطنية لدى الرجل ومبدأ الانتماء للوطن لديه ولكننا ربما نكون أغفلنا المرأة وتوعيتها على الرغم من أن المرأة الاهم، فقد تكون ارهابية وتؤثر فيمن حولها، لأنها الأم التي تؤثر في ابنائها وهي المثل الأعلى لهم ويسمعون لها وربما تربي الابناء على كره الوطن والتحامل عليه، فالرجل حينما يكون إرهابيا فانه قد لا يضر إلا نفسه ولكن المرأة حينما تكون إرهابية فإنها تؤثر في ابنائها وتؤثر في المجتمع بأكمله وتلك هي الكارثة، موضحا بأنه يجب أن تفتش المرأة عبر المنافذ الحدودية وعبر طرق السفر داخل المملكة من قبل رجال الأمن كما الرجل، حتى لا يستغل الإرهابيون مبدأ الحفاظ على خصوصية المرأة في المجتمع ومن قبل رجال الأمن، فعلى الرغم من أن المرأة دخولها إلى عالم الجريمة والارهاب أقل من الرجل إلا أن ذلك لا ينفي مشاركتها وذلك يستوجب تفتيشها كما الرجل من قبل رجال الأمن، فلا يمنع أن تفتش المرأة من قبل المرأة أو من قبل جهاز معد للكشف عن وجود اي خطر فيها يستخدمه رجال الامن، مردفا نحن نعيش في وقت عصيب ونحن مستهدفون فلا مجال هنا للعواطف ولا للتفكير في خصوصية المرأة على حساب أمن الوطن والمواطن، فيجب أن تخضع المرأة للتفيش كما الرجل بأي طريقة مناسبة وذلك حتى لا يستغلها الارهابيون في نقل اسلحتهم وحزامهم الناسف عبر الحدود.

الوسائل النائمة

ويرى د. مضواح المضواح – باحث في علم الجريمة – بأنه يمكن لنا أن نتخذ الاحتياطات الامنية بتفتيش المرأة كما الرجل دون المساس بخصوصيتها مع ضمان الحفاظ على الجوانب الامنية، بل يمكن أن نحافظ على المرأة من خلال معالجة هذه الثغرات إذ يمكن أن يكون هناك أقسام نسائية في جميع نقاط التفتيش، وجميع المراكز والمنافذ، موضحا ان يكون هناك أقسام نسائية تفتش المرأة كما يتم تفتيش الرجل، مشيرا إلى أن هذه ثغرة ينبغي لكل مجتمع مثقف وعاقل ومتطور أن يتلافاها، فما المانع أن يتم توظيف أعداد كبيرة من السيدات في نظام التفتيش عبر المنافذ الحدودية بحيث يتم حل مشكلة البطالة من ناحية ومن ناحية أخرى نحافظ على الجانب الأمني والقضاء على هذه الثغرة التي استغلت من الارهابيين.

وأوضح بأن الجريمة في السابق كانت تعتمد على الوسائل التي تتطلب قوة عضلية كبيرة جدا لا يملكها إلا الرجل، ولكن في الوقت الحالي تغير ذلك فأصبحت وسائل الجريمة أقل حاجة إلى الجهد العضلي والبدني الذي كان يقتصر على الرجال، فأصبحت هناك وسائل يمكن وصفها بالوسائل النائمة لتنفيذ الجريمة وبالتالي فإن أي جريمة معروفة لدى البشرية اليوم يمكن أن يؤديها الرجل ويمكن أن تؤديها المرأة فلا يوجد فرق بسبب تطور وسائل الجريمة، وذلك ما يحدث على مستوى الإرهاب فالمرأة أصبحت تنقل وسائل قاتلة مثل حزام ناسف حينما تقوم بتخفيته تحت قدميها أو أي منطقة في جسدها وذلك ما حدث في حادثة تفجير مسجد الطوارئ في عسير، منبها علينا الاقتناع بأن المرأة يمكن لها أن تؤدي جميع الأعمال التي يؤديها الرجل مع التطور التقني والصناعي الذي حدث فلم تعد الجريمة بحاجة إلى خنجر وأدوات تتطلب قوة بدنية وعضلية بل على العكس، فيمكن للمرأة أن تنفذ أخطر وأدق الجرائم بدرجة عالية أكثر من الرجل.

أمن الوطن

وأردف بأنه فيما يتعلق بزي المرأة من ارتداء العباءة والحجاب وبأن هذا استغل من قبل بعض الارهابيين لتنفيذ جرائهم في مجتمع يعلم بأنه يحترم خصوصيه المرأة فلا يفتش رجل الأمن المرأة، فمنذ وقت قديم أصبح حجاب المرأة يستغل من مجتمعات أخرى وأصبح هو الشماعة في أمور كثيرة، فمثلا في مجال التوظيف يشار دائما إلى حجابها وبأنها لا تستطيع أن تقوم ببعض الوظائف بسبب العباءة وللأسف الشديد أننا مررنا مثل هذه الأمور بعدم وعي وعدم مسؤولية، فلماذا نعلق كل المشاكل أمام المرأة ونربط ذلك بالعباءة وبمفهوم الخصوصية للمرأة فهذه الخصوصية تحولت إلى مشكلة لأننا علقنا جميع الخصائص الانسانية والدين بالحجاب ونسينا أنه يمكن للمرأة أن تحافظ على حجابها الاسلامي دون ان نسمح لبعض المجرمين والارهابيين باستغلال تنفيذ جرائمهم من منطلق استغلال ذلك الحجاب، ومنع ذلك يكون من خلال تشغيل عشرات الآلاف من النساء في نقاط تفتيش في المنافذ وفي كل نقطة يتواجد فيها رجال الأمن بحيث يكون هناك عربة خاصة مجهزة كبيت من البيوت المتنقلة لعمل المرأة في التفتيش، ونحن قادرون على توفير مثل هذه العربة المتنقلة لدى كل نقطة تفتيش بحيث يتواجد فيها مكتب ويتم توفير الاجهزة الجيدة للتفتيش والتي تؤدي الغرض منها، ومثل هذه العربات تكون النقاط المفاجئة على الطرق، أما نقاط الحراسات الثابتة في الطرق الطويلة فيجب أن يلحق بكل طريق بيوت مجهزة للنساء لتفتيش النساء، ومن العيب أن يشعر أي انسان في هذا المجتمع انه لا يمكن الحد من استخدام المرأة في الجريمة إلا إذا دفعناها للتخلي عن حجابها الاسلامي فتلك الحجة بالية، وهدفها تخلي المرأة عن حجابها بحجة الامن وذلك ليس سببا، فإما أن تخلع المرأة العباءة أو أن يصبح أمننا عرضة للانتهاك وذلك خطأ فادح فيمكن أن نحافظ على حجاب المرأة وعلى خصوصيتها برفقة الحفاظ على مبدأ الأمن للوطن.

الشرع أجاز تفتيش المرأة

وأشار الشيخ أحمد الهاشم – مدير الدعوة والاوقاف بفرع الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد بالأحساء – بأن الدين الاسلامي أعلى شأن المرأة وكرمها أماً وأختاً وزوجة وبنتاً، فأعطاها حقوقها كاملة وحماها، حتى الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع أوصى بالنساء خيرا، ولكنْ هناك خطوط حمراء فحينما ترتكب الجريمة سواء كانت من قبل الرجل أو المرأة فالجميع أمام الجريمة ينال الجزاء بحد سواء بحسب متطلبات الجريمة، فالمرأة يجب أن تعامل كما الرجل في قضية المحاسبة على الجريمة وحتى على مستوى التفتيش وايقاع الجزاء عليها، لأن الله سبحانه أوجب الكرامة للإنسان فالمجرم يجب أن ينال جزاءه، ولذلك فيجب أن تفتش المرأة عبر المنافذ الحدودية حتى إن كان ذلك التفتيش من قبل رجال الأمن وليس في ذلك انتهاك لخصوصيتها فالأمن أولى وأهم وقد حدث ذلك في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – فروى البخاري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال (انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها) قال فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى اتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، قلنا لها أخرجي الكتاب، قالت ما معي كتاب، فقلنا، لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب، قال فأخرجته من عقاصها، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكتاب فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة، إلى ناس بمكة من المشركين، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا حاطب ما هذا؟).. والظعينة هنا أي المرأة، فالرسول أمر الصحابة بتفتيش تلك المرأة في المسجد وذلك يدلل على ان تفتيش المرأة إذا لزم الأمر عبر المنافذ الحدودية من قبل رجال الأمن لا يختلف مع خصوصية المرأة، فالمرأة حينما لا تحترم أنوثتها ولم تحفظ نفسها ولا تأبى بنفسها أن تكون مأوى للجريمة ومنفذا للإرهاب فيجب على رجال الأمن ألا يحابوا في ذلك فيحق لهم شرعا تفتيش المرأة للتثبت منها، مشيرا إلى ضرورة أن يتم تفتيش حتى النساء المتسولات فيدخلن المسجد وربما يعلو صوتها وهذا لا يجوز وهؤلاء المتسولات قد يخفين في ثيابهن ما لا تحمد عقباه ويجب أخذ الحذر من المتسولات وعدم التعاطف معهن، كما يجب أن تفتش من قبل رجال الأمن، محذرا ان التعاطف مع مثل هؤلاء يؤدي إلى الجريمة. وأكد على أن الشرع يبيح لرجال الأمن تفتيش النساء عبر الحدود إذا لم توجد المرأة التي تقوم بعمل التفتيش، في سبيل حفظ أمن وسلامة الأمن من الإرهاب وعدم التعذر بكونها امرأة، مبينا بأنه على الرجل أن لا يمانع من تفتيش رجل الأمن لزوجته لأن ذلك له أصل شرعي فالرسول أمر صحابته بتفتيش المرأة اليهودية فيجب أن نتخذ الحيطة والحذر وأن نسهم في حفظ أمن هذا الوطن.