عبدالسلام المنيف- الحياة السعودية-
إن ازدياد حالات العُنف ضد المرأة في الآونة الأخيرة، يُشكل خطراً على النسيج الاجتماعي بلا شك، ما يدفعُنا إلى أن نتحرك في سبيل طمس عناوين العُنف، وإعادة النظر في مثل هذه القضايا بشكل صارم، حتى لا نقع في التِكرار، ولأن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تُعد هي الجهة الأولى المسؤولة عن مثل هذه القضايا، فإن المشكلة دائماً ما تَكمُن في عملية «التبليغ» عن العُنف، وهذا ما أشار إليه أغلب من تعرضوا لذلك، ولم يجدوا حلاً لهم إلاّ اللجوء لمواقع التواصل، حتى يُصبحوا قضية رأي عام عبر «الترند» ويتم البث في قضيتهم، وإلاّ لن يجدوا من يلتفت إليهم
نتيجة الإهمال.
ثم إن السبب في ازدياد حالات العُنف الأسري في المملكة، يعود لغياب العقوبات المُستَحقة، وعدم مُعاملة العُنف الأسري كجريمة صريحة، والاكتفاء فقط بالإجراء الورقي بتوقيع تعهد، وتسليم «المُعَنفة» لـ«المُعنِّف» حتى نعود وكأن شيئاً لم يحدث، وهذا للأسف ما جعل الكثير يتمادى، حتى يستخدم سوط الولاية على ظهور النساء من دون أدنى رحمة.
من وجهة نظري؛ أرى أن يتم فصل وزارة العمل والتنمية الاجتماعية عن بعضهما البعض، ويبقى لكل وزارة حق تصرفها فيما يخصها، كون قضايا العمل والأسرة لن يستطيع أن يتحملها وزير واحد، لديه العديد من المطالبات في كلا الجانبين، كما أرجوا حينها أن يتم تغيير مسمى التنمية الاجتماعية إلى وزارة الأسرة والشؤون الاجتماعية، وتكون مكلفة بقضايا العنف، وتخصيص كادر متخصص لإدارة مثل هذه الحالات منذ التبليغ وحتى الانتهاء، وتكون معنية بتحويل القضايا إلى النيابة العامة للأخذ بالإجراءات النظامية، وتحويل جزء منها أيضاً لوزارة العدل، برفع توصية لتطليق المُعَنَّفة من زوجها المُعتدي عليها في حال رغبتها بذلك، ولا نَقف على ذلك فحسب، بل يُجبر المُعنِّف على أخذ دورة تأهيلية بعد قضاء عقوبته القانونية بإشراف من وزارة الأسرة، تُمكنه من التعامل الأسري مُستقبلاً بشكل صحيح لـ«يتعظ»، كما أنني أُعيب على بعض الآباء، الذين يتهاونون في تزويج بناتهم، غير مبالين إن كان الزوج من أصحاب السوابق أو من مُدمني المخدّرات، لينصدم بعد ذلك بالواقع المُرير وبمشاكل كان هو وابنته في غِنى عنها، لو حينما لا ينفع الـ«لو».
ولا أرى مِثلما يرى المجتمع، أن ما تقوم به وزارة العمل والتنمية الاجتماعية إلى حد الآن كافياً لحماية المرأة من العُنف، وإلى متى سيستمر هذا الحال الذي لا يُسر، وحتى أنشطتها حيال ذلك ليست بالمقبولة، وتحتاج إلى الكثير من العمل مع الجهات المعنية، لإعداد نظام جديد «يَشُل» الأيادي الطويلة، ويَخلق لنا جواً أُسرياً مقبولاً لا مُفككاً!