صحيفة الحياة
تحول شهر رمضان المبارك لدى الأسر السعودية من «عبادة» إلى «استهلاك» بفضل العادات الخاطئة التي أسهمت في غياب الوعي الاستهلاكي، إذ قدر خبيري اقتصاد وبعض الأسر مجموع الإنفاق خلال شهر رمضان المبارك عن الأشهر الأخرى بمجموع ثلاثة أشهر، بنسبة تتراوح بين 150 و 200 في المئة.
وبين الخبير الاقتصادي محمد العنقري خلال حديثه لـ»الحياة» أن إجمالي إنفاق الأسر السعودية على المواد الاستهلاكية في شهر رمضان مبارك يصل إلى 20 بليون ريال، موضحاً أن الأسر تنفق على المواد الغذائية خلال شهر رمضان مجموع ما تنفقه خلال ثلاثة أشهر، بنسبة 150 في المئة، ما يدل على وجود اضطراب غير مبرر في الاستهلاك.
وقال: «إن الإنفاق خلال شهر رمضان المبارك يؤثر سلبياً في الموازنة السنوية للأسرة، ليصل عدد الإنفاق على المواد الاستهلاكية فعلياً إلى 14 شهراً، على رغم أن الدخل 12 شهراً، ليتضاعف الإنفاق فيه مرتين».
من جهته، أوضح أستاذ الاقتصاد في جامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور سعود المطير خلال حديثه لـ»الحياة» أن الإنفاق في رمضان يفوق غيره من الأشهر، إذ يعادل إنفاق ثلاثة أشهر.
وأكد أن الإعلانات والدعاية لمحال بيع المواد الغذائية التي تتسابق لاستقطاب المستهلين وطريقة العرض وكميتها تلعب دوراً كبيراً في التأثير في المستهلك وتجعله يبالغ في عملية الشراء.
وبين أن من العوامل المؤثرة في الاستهلاك في شهر رمضان عالم المحاكاة والتقليد للأسر الأخرى، والإعلان والدعاية المكثفة قبل رمضان وكأنه شهر للأكل والشرب، وطريقة عرض البضائع بشكل جذاب ومغر، والفعل الخيري وتفطير الصائمين من المواطنين والمقيمين، والإفطار الجماعي بين الأسر وما يصحبه من المبالغة في الاستهلاك.
وشدد على ضرورة توعية المستهلك بحيث لا ينجرف وراء بعض الإعلانات المضللة، وتقوية الوازع الديني بحيث يدرك المسلم أن الشهر شهر صيام وعبادة وليس التنافس في المأكل والمشرب، وإدراك ومعرفة المسلم تحريم الشرع للإسراف في استهلاك المباح، وتذكير الصائم أن هناك من المسلمين من يصوم النهار والليل لعدم قدرته على الشراء أو لعدم توفر نعمة الأمن والاستقرار.
وترتفع نسبة المبيعات خلال شهر رمضان المبارك عن بقية الأشهر بأضعاف، تتراوح نسبتها بين 150 و 200 في المئة، كما أوضح البائع حسن إبراهيم خلال حديثه لـ»الحياة»، ويأتي حديث البائع سالم محمد مؤكداً على ذلك، والذي بين أن المواد الغذائية تشهد إقبالاً غير مألوف في أواخر شهر شعبان تزامناً مع حلول شهر رمضان المبارك.
وترى المواطنة عائشة أحمد أن ثقافة الاستهلاك تضمحل مع حلول شهر رمضان المبارك وتتغيب بتاتاً، مرجعة السبب إلى العادات الخاطئة والسائدة في المجتمع من أن شهر رمضان شهر التفنن بالمأكولات، حتى تصل درجة الإنفاق إلى الضعف.
فيما يؤكد المواطن أحمد فهد أن الإعلانات التجارية المنتشرة عبر وسائل الإعلام وعند مداخل المحال التجارية تلعب دوراً كبيراً في التأثير في المستهلك ما يجعلهم يقعون في فخ الإنفاق. وحث المواطن خالد الزهراني على ضرورة وضع استراتيجية للإنفاق حتى لا يقع الفرد في أزمة مالية قد تضعه في قروض هو في غنى عنها، خصوصا بعد الإنفاقات التي ينفقها المستهلك في رمضان، ومن ثم مصروفات العيد، لتصل إلى مجموع إنفاقات ثلاثة أشهر.