فضيلة المعيني- البيان الاماراتية-
دعوة أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، إلى ضرورة احتواء الأبناء ورعايتهم، والاستماع إليهم، وتقنين استخدامهم للوسائل التكنولوجية الحديثة خاصة وسائل التواصل الاجتماعي، التي شغلت الأبناء وأصبح خطرها واضحاً عليهم من خلال تعاطيهم لها وارتباطهم الدائم بها، ما أخل بعلاقاتهم الأسرية وأضرّ بعقول بعضهم ورؤاهم وتوجهاتهم الفكرية، هي دعوة صادرة من قلب أم تدرك أهمية التربية الحسنة، وأهمية الاعتناء بالأبناء وحمايتهم من أي أخطار تحدق بهم.
أخطار لا بدّ لمواجهتها من قيم ومبادئ تغرس في النفوس منذ الصغر، وكذلك تحتاج احتواء الأسرة لأبنائها من تيارات تهب عليهم نهاراً جهاراً من الشرق والغرب، وبعض المعلمين الجدد الذي لا يتوانون في تعليم الصغار أشياء بعيدة كل البعد عن قيم المجتمع وعادات أهله.
لكن في ظل ذلك، تبقى الأسرة هي صمام أمان استقرار المجتمع والأبناء بما تكفله لهم من أمان نفسي، وباعتبارها خط الدفاع الأول عن كل ما يحدق بهم من مخاطر، فبها يقوى المجتمع ويستمد تماسكه.
أهمية التفاف الأسرة نحو الأبناء تنبع كذلك مما تشهده المنطقة، بل وربما العالم بأسره، من سيطرة الأفكار المتطرفة على عقول الصغار ودعوة الجماعات الإرهابية لهم لأن يكونوا شوكة في خاصرة مجتمعاتهم يقتلون ويدمرون ويعيثون فيها فساداً. والدولة ليست ببعيدة ولا بمنأى عما يجري حولها، وساحات محاكم أمن الدولة تشهد وجود صغار تم التغرير بهم في ظل غياب دور فعال لأسرهم، فوقعوا فرائس وضحايا للإرهابيين، خاصة مع انتشار وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي، التي أسيء استخدامها بشكل ينذر بالكثير.
ولذلك، أعتقد أن المؤسسات المعنية وغيرها ستعمل جاهدة على تنفيذ مبادرة أم الإمارات، التي نتطلع لأن تتمكن من وضع اليد على جراح كثيرة تشكو منها الأسرة الإماراتية، من خلال دراسات ميدانية توضح الحال، تشرح وتشخص المشكلة ضمن قاعدة بيانات واسعة، تتناول معضلات عدة تشكل تحديات كبيرة، وذلك في سبيل مساعدة الأسر المستهدفة في تنفيذ المهام الكبيرة الملقاة على عاتقها، بما ينعكس إيجاباً على المجتمع.