الرياض السعودية-
كشفت دراسة قدمها الدكتور إبراهيم محمد العبيدي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية للأيتام في مدينة الرياض "من خلال (كرسي إنسان للبحث العلمي) بجامعة الملك سعود، وهدفت الدراسة إلى التعرف على حجم ظاهرة الأيتام في منطقة الرياض، والخصائص الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية للأيتام، وكذلك المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية التي يعانون منها، إضافة إلى الوقوف على الآثار التي يتركها فقدان أحد الوالدين ومعرفة الإجراءات التي تتخذها الأسرة في مواجهة هذه الأزمة، وكذلك التعرف على مشكلات تربية وتنشئة الأيتام، وطبيعة العلاقات بين أسر الأيتام وأقاربهم وجيرانهم، والعلاقات بين الأطفال الأيتام وأقرانهم. وتم الاعتماد في هذه الدراسة على المقابلة الشخصية المقننة للأسر من خلال تعبئة استمارة تحتوي على مجموعة من الأسئلة التي تحقق الأهداف المرجوة، ونظرا لحجم الدراسة فقد تم اختيار عينة عشوائية من أسر الأيتام. وتضمنت الدراسة الخدمات المقدمة للأيتام في المملكة العربية السعودية من خلال عرض موسع عن الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض (إنسان) بوصفها نموذجا للخدمات التي تقدم للأيتام في المملكة. وبينت الدراسة أن نسبة أسر الأيتام تعادل 10% من سكان الرياض، واشتملت الدراسة على عدة جوانب في حياة الأيتام، ومن ضمنها توفير السكن الملائم، حيث أشارت النتائج إلى أن غالبية الأسر التي بها أيتام تعيش في مساكن مستأجرة، إذ بلغت نسبة المستأجرين منهم 46%. كما أظهرت النتائج إن الأسر التي بها أيتام ويوجد بها خادمات منزليات أقل من تلك التي ليس بها أيتام، إذ بلغت نسبة الخادمات بين أسر الأيتام، 25% فقط ممن لديهم عاملة منزلية. أما بالنسبة لوجود السائق الخاص، فقد اتضح من الدراسة أن الأسر التي بها أيتام ولديها سائق خاص أقل بكثير من الأسر التي ليس بها أيتام. حيث بلغت نسبة وجود السائق الخاص بين أسر الأيتام 7%. وخلصت الدراسة إلى أن 66% من أيتام مدينة الرياض يستفيدون من خدمات جمعية (إنسان)، ونسبة 64% من أسر الجمعية تمثل لهم خدمات الجمعية نصف مصروفاتهم الشهرية. ونسبة 92% من أسر (إنسان) لا يستفيدون من خدمات جمعيات أخرى. وأوضحت الدراسة أن نسبة 25% من أسر الأيتام يشكلها الذكور. وخرجت الدراسة بتوصيات أبرزها تحسين الأوضاع المادية للأسر الفقيرة الراعية للأيتام بما يضمن لهذه الأسر القدرة على توفير الظروف الملائمة لرعاية الأيتام في إطارها على النحو الأمثل. إضافة إلى التوصية بدراسة الآليات التي من شأنها زيادة دخل الأسر الراعية للأيتام من مصادر أخرى بخلاف الجمعية. وكذلك العناية اللازمة بتوفير السكن الملائم من خلال بحث الوسائل الممكنة أو دراسة إمكانية إنشاء مشروعات إسكان للأيتام وأسرهم، أو السعي لتملك أسر الأيتام لمساكن مناسبة لحجم الأسرة والتنسيق مع الجهات الحكومية أو الخيرية التي تقدم مشاريع الإسكان للمواطنين بشكل عام أو الفقراء والمحتاجين بشكل خاص.
يشار إلى كرسي إنسان يهدف إلى إجراء البحوث والدراسات المتعلقة بمشكلات وقضايا الأيتام وذوي الظروف الخاصة في المجتمع العربي السعودي من خلال توفير البيانات والمعلومات التي تساعد صانعي القرار والمتعاملين مع هذه الفئة في تفهم ومعرفة هذه المشكلة بشكل عام، وما يتعلق بمهامهم ومسؤولياتهم المهنية بما يساعد على تقديم أفضل الخدمات لهذه الفئة، إضافة إلى المساهمة الفاعلة في جودة وتحسين صناعة القرار الذي يرتكز على معطيات البحث العلمي في التعامل مع مشكلات الأيتام، وصياغة وتطوير المقاييس المختلفة، وتقصي أفضل السبل لدراسة كافة القضايا والظواهر ذات العلاقة بمشكلات الأيتام في المملكة العربية السعودية. وكذلك تطوير المهارات للعاملين أو الراغبين في العمل في مجال رعاية الأيتام من خلال الدورات التدريبية والندوات. وتقصي السبل المبتكرة لمساعدة المؤسسات المهتمة بالأيتام في تنمية مواردها المالية والبشرية. وتبلغ قيمة الكرسي عشرة ملايين ريال، حيث تبرع الشيخ محمد الجميح، والمهندس ناصر المطوع بمبلغ خمسة ملايين ريال، كما تبرعت جامعة الملك سعود بخمسة ملايين ريال مماثلة.