سيف بن سالم الفضيلي – عمان اليوم-
أن تبنى أجيالٌ سليمةٌ تتميز بحسن الخلق والانضباط وتحمل المسؤولية بطرق دعا إليها الشارع الحكيم وغرسها في قلوب النشء فتسعد أهلها ومجتمعها وأوطانها وأمتها خيرٌ من الإهمال الذي يؤدي إلى شقاء المجتمعات والأوطان بل والأمة بأسرها..
إن الإحصائيات التي نشرتها «وزارة التنمية الاجتماعية تؤكد أنه خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام بلغ«جنوح الأحداث» «234» حالة، وقد تكون أكثر من ذلك إذا ما أخذنا في الاعتبار تنازل بعض الأسر عن بعض الأحوال التي يتعرض لها أبناؤهم خشية «الفضيحة»، تنبهنا لأخذ الحيطة والحذر وأن تكون هناك خطة محكمة يتعاون ويتفاعل فيها وبكل مسؤولية وأمانة كل الفاعلين الذين شملهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا ومَسْؤولةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ».
لقد أدرك الإسلام مدى خطورة هذا الأمر على الأمة والدين فاهتم بفئة الشباب بأن توجه إلى عقولهم ونفوسهم وعواطفهم من أجل رعايتهم وتربيتهم تربية صالحة وتلبية حاجاتهم ورغباتهم المادية والنفسية المشروعة ووقايتهم من الفساد والانحراف، وهذا ما نجده مبيّنا في حديث نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام عن السبعة الذين يظلهم الله في ظلّه ذكر «إمام عادل وشاب نشأ في طاعة الله ..» إذ ذكر أن مقام الشاب الصالح عند الله تعالى يعادل مقام الإمام العادل يوم القيامة.
المسؤولية مشتركة وجميع الأطراف عليها أن تقوم بواجبها فالأسرة والحكومة بأجهزتها المختلفة خاصة الإعلام المرئي الذي يستقطب السواد الأعظم من هذه الفئة من حيث انتقاء ما يبثه عليهم، وأن يعمل على استحداث «قناة خاصة بالأطفال» لغرس قيم الدين ومبادئه في قلوبهم إلى غير ذلك من البرامج التي تحميهم من المخاطر يقوم عليها المتخصصون ويشارك فيها الأطفال بأساليب محببة وجاذبة بعيدة عن العنف وإثارة الغرائز وغيرها من الأوضاع.
على المشرّعين سنّ قوانين تلزم أولياء الأمور بأن يلتحق أولادهم من سن «الخامسة إلى السابعة» بمدارس «القرآن الكريم» التي تتبع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وتنتشر في كافة محافظات السلطنة ويكون التحاقهم بها شرطاً من شروط قبولهم في «المدارس» التابعة لوزارة التربية والتعليم. كما أن على المشرّعين العمل على وضع قانون يعاقب الأسرة التي تهمل أولادها خاصة تلك الأسر التي يتعاطى ربها المسكرات.. إلى غير ذلك من القوانين والتشريعات التي تكفل حماية هذه الفئة التي هي عماد الأمة وقوتها وعطائها..
اللهم احفظنا واولادنا من كل سوء ووفقنا لتربيتهم التربية الصالحة التي ترضيك فتسعد بهم البلاد وتطمئن إليهم العباد .. برحمتك يا أرحم الراحمين..