السياسة الكويتية-
كشف قياديو وزارة الصحة ودراسات متخصصة امس ان أكثر من نصف افراد المجتمع الكويتي مصابون بأمراض ومشاكل نفسية و«السُكري» الذي تسجل معدلات الاصابة به ارتفاعا ملحوظا دفع بالكويت الى المركز السادس عالميا, محذرين من تزايد انتشار تلك الأمراض وتوسعها الى فئات اجتماعية وعمرية جديدة خصوصا انها تعتبر من الاكثر خطورة بين الامراض المزمنة.
نفسيا, قال وكيل وزارة الصحة الدكتور خالد السهلاوي انه «وفق احصائيات مهنية فان هناك اكثر من 30 في المئة من افراد المجتمع لديهم مشاكل نفسية ليس فقط الانفصام في الشخصية أو الجنون وانما الاكتئاب والقلق وقلة النوم والتبول اللاارادي عند الاطفال الصغار والميل الى العنف», لافتا الى ان الوزارة «تسعى جاهدة للتوعية بتلك الامراض وقد خصصت الرقم 151 للاستفسار والتواصل مع الاطباء والاختصاصيين حال وجود اي مشاكل نفسية».
وأعلن السهلاوي في تصريح له عن «التوسع وزيادة عدد العيادات النفسية في مراكز الرعاية الاولية من سبعة موجودة حاليا الى نحو 15 عيادة خلال الاشهر المقبلة», مشيرا الى بعض المفاهيم الخاطئة التي ارتبطت بالامراض النفسية في السابق عند البعض وخشية الناس الذهاب الى الطب النفسي لارتباط ذلك ببعض المفاهيم والى الجهود التوعوية التي تبذلها الوزارة لتغيير تلك المفاهيم.
وحول التشريعات الصحية التي سترى النور قريبا, أوضح وكيل الوزارة ان «هناك عددا من القوانين على طاولة مجلس الوزراء سيتم احالتها لمجلس الامة من بينها قانون الطب النفسي وقانون سلامة المرضى الذي سيتم تطبيقه قريبا», متحدثا عن مراجعة شاملة للأدوية اضافة الى اجتياز وحدة الفيرولوجي بمختبرات الصحة العامة اختبار الكفاءة السنوي وحصولها على تقييم 100 في المئة في اختبار الكفاءة الذي تنظمه منظمة الصحة العالمية في مجال الانفلونزا والفيروسات التنفسية ومنها «ايروس» و«كورونا».
من جهته, قال وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحة الأهلية د. محمد الخشتي ان «تقرير الاتحاد العالمي للسُكري اشار الى ان ربع الكويتيين مصابون بالسُكري من النوع الثاني بنسبة تتراوح بين 23.1 و25 في المئة بواقع 424 ألف حالة», مبينا ان «اخر احصائية لفيدرالية السكر العالمية اظهرت ان الكويت احتلت الكويت المركز السادس عالميا».
وحذر الخشتي في تصريح له من «تسبب المرض في وفاة 1322 شخصا سنويا وارتفاع تكلفة علاجه الى 2900 دولار للحالة الواحدة اي أكثر بنحو مرتين ونصف من أي مريض آخر بما في ذلك مريض السرطان», مشيرا الى انه «بالنسبة لسُكري الأطفال من النوع الأول فقد ارتفع من 18 حالة لكل مئة الف طفل في عامي 2005 الى 22 حالة من كل 100 الف طفل من خلال دراسة أجريت من معهد دسمان للسُكري».
واعتبر ان «السُكري الاكثر خطورة بين الامراض المزمنة والاسرع انتشارا في دول الخليج العربي, واصبح يشكل وباء عالميا, حيث تشير الاحصائيات الى ان 37 مليون شخص مصابون به, ومن المتوقع ان يصل العدد الى 68 مليونا في عام 2035 وينفق على علاجه سنويا نحو 17 بليون دولار», لافتا الى ان «اسباب الاصابة تتمثل في السلوكيات الغذائية غير الصحيحة وانخفاض النشاط البدني والسمنة ومضاعفاته تؤذي الكلى والقلب والأعصاب والعيون وخلافه».
بدورها, ذكرت مدير ادارة تعزيز الصحة د. عبير البحوة ان دراسة اجرتها الادارة على الجنسين أظهرت ان «نحو 60 في المئة لا يعرفون مرحلة ما قبل داء السُكري و68 في المئة ليس لديهم علم بالمعدل الطبيعي لمستوى السكر في الدم, و74.4% ليس لديهم معرفة بمستوى سكر الدم الصائم للمصاب بمرحلة ما قبل داء السُكري, فضلا عن ان 69 في المئة من افراد العينة التي اجريت عليها الدراسة على معرفة بأن داء السُكري يعني ارتفاع مستواه في الدم, و682% لديهم تاريخ عائلي للداء».
وفيما بينت ان «89 في المئة على معرفة بأعراضه كالتبول المتكرر والشعور بالتعب والضعف, و90 في المئة على دراية بعوامل الخطورة المؤدية اليه, كزيادة الوزن والسمنة والتاريخ المرضي, و81 في المئة على معرفة بالمضاعفات المحتملة على شبكية العين والقدم السُكري», افادت ان «80 في المئة من افراد العينة على معرفة ودراية بأنه من الممكن الوقاية من داء السُكري سواء بالغذاء الصحي المتوازن او مزاولة الرياضة بانتظام وغيرها من الوسائل.