إبراهيم محمد باداود- المدينة السعودية-
جرائم الأقارب مؤخراً أصبحنا نسمع عن جرائم جديدة وغريبة لم نكن نعهدها من قبل فهناك من الأبناء أو البنات من يطعن أمه أو أباه ، ومن الآباء من يقتل زوجته وأبناءه ، وهناك من يقتل أخته أو أخاه أو ابن عمه وغيرها من الجرائم الأخرى التي تعد دخيلة على مجتمعنا المتماسك . البعض أرجع مثل هذه الجرائم إلى إرتفاع معدل التفكك الأسري في مجتمعنا إضافة إلى تعاطي المخدرات والمسكرات والغضب الشديد الذي يخرج الإنسان عن طوره ويجعله يقوم بأعمال تتنافى مع الدين والعقل .
المشاكل الأسرية موجودة في كثير من المنازل ، ولايكاد يخلو بيت صغيراً كان أو كبيرا من وجود مشكلة فيه في وقت ما ، فأفراد الأسرة يتفاعلون مع بعضهم البعض سواء من خلال الأقوال أو الأفعال أو غيرها من المناشط المختلفة ، فلابد أن تحدث مثل هذه الأمور التي قد لاترضي الجميع ولايقتنع بها البعض فيجد الشيطان فرصة ذهبية لزرع الحقد والحسد في النفوس ونشر الطمع والعصبية في أرجاء المنزل وتنمية الشعور بالظلم بين أفراده فالكل يعتقد بأنه مظلوم وبأن الحق معه في موقفه ولابد أن يتمسك به ولايفرط فيه حتى لو أدى إلى خروجه من الأسرة ولايتصدى لتلك المواقف من البداية عاقل أوحكيم بل يتم التغافل عنها ، ولايتم العمل على معالجتها منذ ظهورها وهكذا تتفكك الروابط الأسرية وتنقطع صلة الرحم ويدق ناقوس الخطر داخل الأسرة مما يجعل البعض يسعى نحو إيجاد الحلول بطريقته الخاصة والتي قد تؤدي إلى قتل أو ضرب أو غيرها من الجرائم المختلفة .
نحن نعيش في مجتمع ( شبابي ) تسيطر على نفسيات الكثير من أفراده الشك والغيرة وتنقصه الخبرة في معالجة مايعترضه من مشاكل ، كما إن عاطفة هذا المجتمع تطغى على كثير من سلوكياته ومشاكل الأقارب أعصى من المشاكل الأخرى لأن القريب سهل المنال وهو موجود باستمرار وجرحه لايندمل بسهولة ، ولذلك فإن معالجة مشاكل الأقارب يجب أن تتم على الفور وأن يتصدى لأي مشكلة تقع الخبراء والعقلاء في الأسرة ممن يحظون بمكانة وتقدير واحترام الجميع ويتمتعون بمهارة في الحوار مع كافة الأطراف لنزع الفتيل وعودة المياه إلى مجاريها وحماية الأسرة من التفكك والضياع .