ساد الغضب بين مواطني محافظة الإسكندرية، شمالي البلاد، بعد تداول أنباء عن بيع منطقة مطار «النزهة» لمستثمر إماراتي، خصوصا بعد تصريحات الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» عن عدم تشغيله.
ويعد المطار من معالم الإسكندرية الرئيسية، كونه من أقدم مطارات مصر، وتبلغ مساحته نحو 650 فدانا.
وحتى الآن لم يعرف قيمة الصفقة، ومصير عمليات التطوير التي تمت في المطار بتكلفة بلغت نحو 300 مليون جنيه، وخسائر الحكومة المصرية جراء فقدان واحد من أهم مطاراتها الدولية.
وقال «السيسي»، في مؤتمر الشباب بالإسماعيلية، الذي عقد الأسبوع الماضي، «بمننتهى الصراحة لن نستطيع استخدام هذا المطار لأسباب، اعفوني من ذكرها»، موجهاً حديثه لعدد من المسؤولين على رأسهم وزير الإسكان، قائلا: من فضلكم اتخذوا القرار للأراضي التي ستخصص، وبتخطيط جيد لتجنب بناء عشوائيات، لنستفيد من منطقة المطار القديم في إنشاء امتداد جديد لمدينة الإسكندرية، التي تشغل 50 مليون متر».
وتأكيداً لتصريحات «السيسي»، قال وزير الطيران «شريف فتحي» في تصريحات صحفية، إن «جهات سيادية تعكف على التأكد من سلامة إجراءات تأمين مطار النزهة الجديد قبل افتتاحه رسميا للركاب»..
الخليج الجديد-
وتوقع خروج تقرير رسمي من الجهات السيادية خلال أسبوعين في ظل وجود مناطق سكنية عشوائية بجوار مطار النزهة قد تهدد أمن وسلامة الركاب، بحسب ما نقلته صحيفة «القدس العربي».
وذكر أن وزارة الطيران ضخت 300 مليون جنيه بعمليات تطوير مطار النزهة الجديدة التى تضمنت تجديد ممرات المطار والمباني بهدف التمكن من استيعاب الزيادة المتوقعة بحركة الركاب.
الباحثة في السياسات الإعلامية في محافظة الإسكندرية، «ريهام عبدالحافظ»، قالت، إن «مطار النزهة يقع على الطريق الدولي، وكان المطار الرئيسي حتى السنوات الماضية، واضطر المسافرون للجوء إلى مطار برج العرب الجديد بسبب إهمال الحكومة لمطار النزهة».
وأضافت: «مطار النزهة مميز، وكان عليه إقبال كبير من المواطنين، وتدهورت حالته بعد إهمال الدولة، التي من المفترض أن تهتم به لموقعه المتميز».
وأشارت إلى أن «المنطقة المحيطة بالمطار أصبحت استثمارية تجاور أسواقا ومولات تجارية وتعج بالنوادي الترفيهية، إذ أن المطار يربط شرق الاسكندرية وغربها، في أول الطريق الدولي، وإذا كانت هناك نية لبيعه بعد انتظار افتتاحه وتطويره سيكون ذلك حلقة أخرى من مسلسل الفساد».
وقال «كريم طارق»، أحد مواطني محافظة الإسكندرية: «مطار النزهة أنُفق على تطويره نحو 500 مليون دولار، والسيسي سيبيعه لمستثمرين ليحولوه إلى منطقة سكنية جديدة «كمباوند»، ورأى أن مساحة المطار لن تكفي، لذلك قد يزيل مجموعة من المساكن».
أما «عزت أمين»، مواطن آخر، فأكد أن «أرض مطار النزهة أمانة في عنق الدولة، أنقذوها من الحيتان».
واستغرقت عملية تطوير المطار نحو 4 سنوات بتكاليف عالية للغاية، ويصفه مراقبون بتحوله إلى تحفة معمارية وفنية وفق أحدث النظم في مطارات العالم.
ويأتي ذلك وسط معلومات وشائعات انتشرت بين مواطني محافظة الإسكندرية، الساحلية، عن توجه حكومي لبيع منطقة مطار النزهة القديم لمستثمر إماراتي لهدمه وبناء مولات وتجمعات سكنية على أرضه التي تبلغ مساحتها نحو 650 فدانا، متسائلين عن العمولة والمزايا التي ستعود على مسؤولين بالدولة جراء هذه الصفقة المشبوهة.
وحسب مواطنين فإن أسباب بيع منطقة المطار وإلغائه تعود لأسباب أمنية، إذ يقع المطار في وسط منطقة سكنية يصعب تأمينها كمطار دولي، ما طرح تساؤلا عن جدوى تطويره بتكلفة باهظة.
وأنشئ مطار «النزهة» عام 1947 ويعد أول وأقدم مطار في الإسكندرية، ويستوعب 600 راكب/ ساعة، ويبعد نحو 6 كيلو مترات عن وسط مدينة الإسكندرية حيث يقع في ملتقى طريقي «الإسكندرية ـ القاهرة» الزراعي والصحراوي.
وتبلغ مساحة المطار 650 فدانا، ويتكون من مبنى للركاب يحتوي على صالتين للسفر للوصول، إضافة إلى مكاتب شركات الطيران والعديد من الخدمات الأخرى مثل البنوك والمقاهي، وصالة للشحن الجوي، ومبنى للسوق الحرة، ونادي الإسكندرية للطيران الشراعي.
وفي كانون الثاني/يناير 2012 أغلقت وزارة الطيران المدني المطار أمام حركة الطيران ونقلت رحلاتها إلى مطار برج العرب الذي يبعد عن الإسكندرية 49 كيلومترا، تمهيدا لتطويره مع الحفاظ على المبنى التاريخي للمطار.
وأعلنت الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية أن مشروع تطوير المطار الذي تنفذه يتضمن رفع الطاقة الاستيعابية للمطار من 300 ألف إلى مليوني راكب سنويا بتكلفة 300 مليون جنيه. وأسندت وزارة الطيران مشروع تطوير المطار إلى شركة «بن لادن» السعودية بعد عملية طرح مناقصة المشروع على عدد من الشركات.
وكان من المقرر افتتاحه خلال الربع الأول من العام الجاري، لكن وزير الطيران «شريف فتحي» قال: «المسؤول الذي اتخذ قرار تطوير مطار النزهة كان غير موفق، مطار النزهة محتاج نزهة»، مشيراً إلى أن الاستثمار فيه كان غير موفق.
وكان وزير الطيران الأسبق، الفريق «أحمد شفيق»، كشف عن وجود نية لهدمه نظرا للزحف العمراني وارتفاعات العقارات الملاصقة له، ما أدى لفقد أكثر من ممر ملاحي فوق المطار بما لا يسمح باستقبال الطائرات الكبيرة.