DW- عربية-
وجه وزير الطاقة القطري سعد بن شريدة الكعبي انتقادات لمسؤولين ألمان، مطالبا إياهم باحترام قطر وشعبها، وذلك في حوار أجرته معه صحيفة "بيلد" الألمانية، ونشرته يوم الثلاثاء (29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022). حيث رد الوزير القطري على اتهام سابق وجهه وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك حول تنظيم قطر لمونديال كرة القدم عندما قال: "لا يمكن تفسيره إلا بالفساد". وقال الكعبي "إذا اتهمت شخصا بالفساد، فعليك الكشف عن الدليل. أنت مسؤول قانونيا إذا اتهمت شخصا ما بالفساد".
ونقلت عدة صحف ومواقع إلكترونية ألمانية مقتطفات من الحوار مع الوزير القطري.
وحول الانتقادات المتعلقة بحقوق المثليين، قال وزير الطاقة القطري إنه يمكن لأعضاء "مجتمع الميم" الذهاب إلى قطر لمتابعة مباريات كأس العالم لكرة القدم، لكن الغرب لا يستطيع أن "يملي" على القطريين ما ينبغي عليهم أن يعتقدوه.
وفي تصريحاته التي نشرتها صحيفة بيلد الألمانية، قال الوزير الكعبي عن مجتمع الميم "إذا كانوا يرغبون في زيارة قطر، فلا مشكلة لدينا في ذلك". لكنه قال إن الغرب يريد أن "يملي ما يريده" على قطر التي تعتبر العلاقات المثلية غير مشروعة. وأضاف "إذا كنت تريد أن تغيرني حتى أقول إنني أؤمن بمجتمع الميم وأن عائلتي يجب أن تكون مثلية وأن أقبل بالمثلية في بلدي وأن أغير قوانيني والتعاليم الإسلامية من أجل إرضاء الغرب فهذا أمر غير مقبول".
واضطربت العلاقات بين قطر وألمانيا في الآونة الأخيرة. وحضرت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر إلى الدوحة، ووضعت شارة "حب واحد" التي تدعم المثليين في المباراة التي خاضها منتخب بلادها أمام اليابان الأسبوع الماضي، كما انتقدت سجل حقوق الإنسان في قطر.
لكن ألمانيا أبرمت هذا الأسبوع صفقة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من قطر، اعتبارا من عام 2026.
صفقة توريد الغاز هذه، التي ستستمر لمدة 15 عاما، حظيت باهتمام الصحف الألمانية، وأفردت لها حيزا في تغطيتها وتعليقاتها السياسية.
فقد كتبت صحيفة برلينر تسايتونغ:
"مفهوم أن ألمانيا تحتاج للواقعية السياسية من أجل العثور على طرق بديلة للتخلص من اعتمادها على الغاز الروسي. ولكن ما هي رسالتنا للعالم الآن، عندما نعتمد على الطاقة الأحفورية القادمة من أنظمة مستبدة؟ إنها العقود التي تضخ الأموال إلى (الحكام) القطريين، فيتمكنوا بذلك من تنظيم بطولة كأس العالم، التي لا تدر أرباحا، ولكنهم يلمعون من خلالها صورتهم، أو على الأقل يحاولون ذلك.
تعتبر الإمارة واحدة من آخر 11 دولة في العالم مازالت تعاقب بالإعدام على المثلية الجنسية، وتجلس على كنز بالمليارات".
وتتابع صحيفة برلينر تسايتونغ بالقول: "إنه أمر محرج أن تقوم سياسيات ألمانيات بالاحتجاج في قطر من خلال ارتداء شارة قوس قزح، وبنفس الوقت نقوم بتمويل النظام الاستبدادي هناك من خلال عقود طاقة أحفورية طويلة الأمد".
صحيفة فيلت كتبت بدورها:
"لو حصل وجاءت يوما ما سفينة تنقل الغاز من قطر وعليها علم ملون بألوان قوس قزح، ووصلت إلى منصة استقبال الغاز في ألمانيا، لأظهرنا للعالم بأن السياسة الخارجية وسياسة الطاقة لدينا قائمة على احترام القيم. ولكننا سنستجر الغاز من قطر التي لا تحترم المرأة، والتي تلاحق المثليين، اعتبارا من عام 2026 ولمدة عقد ونصف، مقابل مليارات اليوروهات. ووزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يقول: 15 عاما أمر رائع".
وتضيف الصحيفة: "السياسة الواقعية يمكن أن تكون قبيحة. ويجب أن تكون كذلك أحيانا. ولكن يجب حينها على المرء أن يغلق فمه، عند الحديث عن الأخلاق وإعطاء الدروس للعالم".
صحيفة نويه تسوريشر السويسرية علقت من جانبها بالقول:
"ربما لم تكن مصادفة أن تعلن قطر عن الصفقة الآن، أي بعد خمسة أيام من قيام وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر بارتداء شارة "حب واحد" خلال مباراة المنتخب الألماني في كأس العالم في قطر. الشارة التي تعتبر رسالة ضد معاداة المثلية والعنصرية ومعاداة السامية، وأيضا لدعم حقوق الإنسان. ولكن لا يمكن أن تكون حقوق الإنسان بهذه الأهمية بالنسبة لكم، وإلا لما وقعتم عقدا لمدة 15 عاما للحصول على غازنا. هذه هي رسالة الصفقة.
القطريون ليسوا مخطئين في ذلك. لأنه يجب على المرء أن يختار ما بين حقوق الإنسان والسياسة الواقعية.
صفقة الغاز قد تكون مناسبة لإعادة توجيه السياسة الخارجية الألمانية المتعصبة جزئيا. فنظرة على البلدان العشرة الأوائل ذات الاحتياطي الأكبر من الغاز تظهر أنها كلها، باستثناء الولايات المتحدة، ليست ذات ديمقراطية مستقرة".