اقتصاد » فساد

معاملات مفقودة وأخرى مهملة

في 2016/07/21

وجدته متذمرا مستاء في إحدى الدوائر الحكومية ذات الصلة بالأمور الخدمية، سألته عن السبب، فقال لي: معاملتي ضاعت وأراجع بسببها منذ أشهر، واقتطعت لذلك جزءا من إجازتي السنوية والمعاملة لا تزال مفقودة وتحوي وثائق ومستندات بالجملة، ماذا أنا فاعل! مرددا حسبي الله ونعم الوكيل.
نعم انه مثال لبعض المعاناة التي يعانيها المراجعون لبعض المؤسسات، وفي النهاية يقول الموظف: المعاملة ضاعت راجعنا بعد شهر! وعلى شاكلتها نجد عشرات الإيصالات والتوقيعات والمواعيد حتى ينفذ الصبر، ويبدأ الصراخ في هذه المؤسسة بين المراجع والموظف بينما الأخير يلقي باللوم على ضياع معاملة المراجع على موظف آخر.
السؤال الذي يفرض نفسه، إلى متى ستظل معاملاتنا في المؤسسات ورقية؟ لماذا لا يستعان بالأنظمة الإلكترونية المتاحة خاصة، ونحن في أبواب الحكومة الإلكترونية والتقنية سخرت كافة إمكانياتها لأجل ذلك والمؤسسات أنفقت الكثير لتدريب موظفيها في مجال برامج الحاسب الآلي وغيرها من البرامج التي تسهم في تسهيل وتبسيط الإجراءات، ولكن ذلك لم ير النور في بعض المؤسسات، فبينما هناك مؤسسات حققت معايير الجودة في هذا المجال، بالمقابل بعضها مازال المراجع فيها يحمل هموم عشرات الأوراق والمستندات، ونجد أرفف المكاتب تضج بالملفات التي ملئت بطونها ورقا حتى اهترى ملفها، ناهيك عن ساعات وساعات للبحث عن معاملة لمراجع.
لذلك من السهل أن يقول لك الموظف بأن معاملتك مفقودة، بدلا من عناء البحث في أكوام الملفات التي تضج بها الدواليب، فالتقنية الحديثة بكل تأكيد تسهم في حل مثل هذه الإشكاليات وغيرها، وتضمن بقاء المعاملات من خلال أنظمة محوسبة وشبكة يستعان بها في مثل هذه المؤسسات. إن مثل هذا التأخير في إنهاء معاملات المراجعين قد يسهم في الكثير من السلبيات أهمها الخروج المتكرر للموظفين لمراجعة أعمالهم، أو أنها تعرض هذه المواطن وغيرها للخطر من خلال تردده المستمر وقطع المسافات، كذلك فان مثل هذه التصرفات تفقد المواطن الثقة في هذه المؤسسة ومدى الخدمة التي تقدمها، كذلك وجود تضارب في عمل الموظفين في بعض هذه المؤسسات، حيث يتقاذفك الموظفين لإنهاء معاملة بحجة أنه ليس من اختصاصه تقديم هذه الخدمة، ولو أنك قطعت عشرات الكيلومترات فعليك أن تعاود هذه المؤسسة لإنهاء معاملتك هذا إذا انتهت أصلا، فالموظف المختص إما أن يكون في عمل ميداني أو اجتماع أو دورة تدريبية، أو ربما يقضي وقته في المقهى أو في مكالمة خاصة لساعات.

علي بن خلفان الحبسي- عمان اليوم-