أشار موقع «ميديا بار» الفرنسي، إلى العلاقة الغامضة والمشبوهة بين رئيسة حزب الجبهة الوطنية بفرنسا، «مارين لوبان»؛ بأبوظبي، بعد تسريب تمويل الأخيرة لرحلة «لوبان» إلى مصر.
وقال «برنارد مونو»، القيادي بحزب الجبهة الوطنية الفرنسي والنائب الفرنسي في «الاتحاد الأوروبي»، إن حزبه في إطار مساعيه لجمع الأموال اللازمة للحملة الانتخابية 2017؛ يبحث عن المال في جميع أنحاء العالم، باستثناء فرنسا، بسبب تعنت بنوكها.
وأضاف: «نحن نبحث في الغرب؛ في منطقة اليورو والدولار، بالإضافة إلى منطقة الشرق الأوسط».
وحسبما ذكر الموقع فإن الحزب سعى في عام 2014 إلى الحصول على قرض مالي من أحد بنوك أبوظبي، ولكن المفاوضات فشلت في اللحظات الأخيرة، ناقلا عن النائب الفرنسي بـ«الاتحاد الأوروبي»، والمفاوض باسم الجبهة الوطنية، قوله إن الاتفاق فشل بسبب التغير الطارئ على نسبة الفائدة، قائلا: «كانت نسبة الفائدة على القرض حينها تقدر بـ2.8%، ولكن تغير هذا يوم التوقيع على الاتفاق».
وكانت المرشحة لمنصب رئاسة فرنسا، أطلقت تصريحات أبدت فيها دعمها للإمارات، في الوقت الذي فيه انتقدت قطر والسعودية.
واعتبرت أن على فرنسا الابتعاد عن السعودية وقطر والاقتراب من روسيا وإيران والإمارات لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية».
وقال زعيم «حزب الخضر» في البرلمان الأوروبي البلجيكي «فيليب لامبرتس» إن نظام السعودية يروج لشكل من أشكال الإسلام الأكثر فاشية بالعالم.
وبحسب «ميديا بار»، فإن الجبهة الوطنية ومصر والإمارات العربية المتحدة؛ لديهم عدو واحد مشترك؛ هو الحراك الإسلامي «المتشدد» وبالأخص «الإخوان المسلمين».
وذكر الموقع أن لديه معلومات بأن أول اجتماع سري جمع بين رئيسة الجبهة الوطنية، وبين عميل خدمات من الإمارات، كان في يوليو/تموز 2014، مشيرا إلى أنه أقيم في منزل «لوبان» التي بدورها رحبت بالعميل الإماراتي ترحيبا حارا، مؤكدا أن الحوار بينهما دام أكثر من ساعة، وكان موضوعه قطر و«الإخوان المسلمين».
ونقل الموقع عن ممثل أبوظبي تعبيره عن استعدادهم دعم الجبهة الوطنية ضد قطر و«الإخوان المسلمين»، مضيفا: «سنساند ترشحك لمنصب الرئاسة».
وأضاف الموقع أن التوتر بدا على «لوبان» في هذا الحوار لجهلها بهذا العالم، فقد كانت شديدة التركيز فقط على فكرة أن قطر عدوة الإمارات العربية المتحدة.
وبين الموقع أنه في مايو/أيار 2015، قامت «لوبان» بأول زيارة لها للشرق الأوسط، حيث قال: «وفي مايو/أيار زارت مصر لفترة دامت أربعة أيام؛ قابلت فيها العديد من الفاعلين السياسيين والدينيين، من أبرزهم رئيس الوزراء آذنذاك إبراهيم محلب، والإمام السني لمسجد الأزهر محمد الطيب، والبطريرك القبطي تواضروس الثاني، حتى إنها زارت الكنيسة القبطية وجلست فيها».
ونقل «ميديا بار» ما نشره موقع «أنتليجنس أونلاين» الذي قال فيه إن الإمارات تكفلت بكل مصاريف زيارة رئيسة حزب الجبهة الوطنية للقاهرة، وهذا ما أكدته مصادر مقربة من الجبهة الوطنية لـ«ميديا بار»، وليس هذا بالأمر الغريب؛ فأبوظبي هي أبرز ممول خارجي لمصر، ففي مارس/آذار 2015 ، قال رئيس وزراء الإمارات الشيخ «محمد بن راشد آل مكتوم»، إنه قدم مبلغ قيمته 13 مليار يورو لمصر، كما وعد بدفع 3.7 مليارات يورو إضافية.
وذكر أن أبوظبي مثل روسيا؛ تأمل في صعود «ماري لوبان» لمنصب الرئاسة بفرنسا، غير أنهم أصيبوا بخيبة أمل في الانتخابات البلدية والإقليمية التي لم توصل أي مرشح جبهوي لمنصب تنفيذي إقليمي، غير أن أبوظبي ستسعى إلى تثليث هذه العلاقة من موسكو، التي تحاول الإمارات التقرب منها.
نون بوست-